عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-03-2013, 12:20 PM
الصورة الرمزية عبدو خليفة
عبدو خليفة غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 721
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زهرة مشاهدة المشاركة
بارك الله في جهودك اخي الكريم
دمت ودام حرفك مميز
في البداية تحية خالصة ممزوجة بالشكر الجزيل للأخت الفاضلة على مرورها الكريم الذي أتاح لي هذه الفرصة لأضيف إلى موضوعي بعض الأفكار لصلتها الوثيقة به ، نقلا عن الدكتور محمد محمد حسنين رحمه الله في كتابه { الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر } الذي أنصح القارئ الكريم بقراءته فإنه مفيد .
يقول رحمه الله تعالى مصورا لنا المجتمع المصري وعلاقته السياسية والاجتماعية بالخلافة العثمانية قبل سقوطها ، ورد فعل أدباءها وشعراءها على الخيانة العظمى ــ الثورة العربية ــ بقيادة الخائن الأكبر حسين بن علي ، وما ينطبق على المجتمع المصري حينذاك ينطبق على جميع الأمصار الإسلامية التابعة للخلافة حيث كانت الرابطة العثمانية حديث كل الشعوب الإسلامية ، والآن نتابع معه رحمه الله :
كانت النزعة الإسلامية غالبة على العصبية الجنسية والرابطة القومية في مصر إلى أوائل القرن العشرين ، ولذلك لم يكن المصريون يجدون غضاضة في الاعتراف بسلطة الخليفة التركي ، وحين ثار عرابي على أسالب الحكم في مصر وعلى تغلغل النفوذ الأجنبي لم يخطر بباله أن يخلع طاعة الخليفة أو يخرج عليه ، فهو يعرض عليه خطواته مستمدا منه السلطة في كل ما يفعل ، ويضع في مقدمة الحزب الوطني الاعتراف بسلطة الباب العالي وبأن جلالة السلطان عبد الحميد مولاهم وخليفة الله في أرضه وإمام المسلمين. وحين تضطر الخلافة إلى محاربة روسيا تنهال عليها الأمداد بالمؤن والرجال من مصر ومن سائر الأقطار الإسلامية ويقوم الدعاة في كل مكان يحرضون الناس على الدفاع عن الإسلام وعن الخلافة حتى بلغت دعوتهم الهند والصين. صفحة 17
أما عن رد الفعل لشعراء مصر على الثورة العربية ــ الإنجليزية ــ يتلخص في هذه القصيدة لأحمد شوقي التي يشكو فيها للخليفة الثائر حسين بن علي وما أحدث بثورته من الفتن في الحجاز قال :
ضج الحجاز وضج البيت والحرام " واسصترخت ربعها في مكة الأمم
قد مسها في حماك الضر فاقض لها " خليفة الله أنت السيد الحكم
أدبه أدب أمير المؤمنين فما " في العفو عن فاسق فضل ولا كرم
فلا ترج فيه وقار للرسول فما = بين البغاة وبين المصطفى رحم
كفى بالجزيرة ما جروا لها سفها = وما يحاولوا من أطرافها العجم
ألا هم وأمراء السوء اتفقوا = مع العداة عليها فالعداة هم
فجرد السيف في وقت يفيد فيه = فإن للسيف يوما ثم ينصرم .
أكتفي بهذا كي لا أطيل ، المهم هو أن يعلم جيلنا الحاضر أنه قبل الحرب العالمية الأولى لم يكن للمسلمين جنسية إلا دينهم ولا رابطة سوى رابطة الخلافة ، أما في زماننا هذا فإن تعجب فعجبا لمن يدعي الإسلام وفي الآن نفسه يفتخر بما قام به أجدده من الحروب ضد دولتهم لصالح الصليبيين فهزموا أنفسهم وخربوا بيوتهم وأسقطوا السقف على رؤوسهم فلعنة الله على الظالمين.
__________________
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59