الإسلام ..... والعقل
-----------------
ـ جعل الإسلام للعقل حدوداً لا يتعدها :
_____________________
• مِن المسَّلم به لدى العقلاء أنَّ العقل البشري هو كغيره من
أعضاء الإنسان له طاقة محدودة واختصاص معين ، ومِن
الخطأ والعبث أن يُطالَب بما فوق طاقته ، وأن يُطالَب كذلك
بما هو خارج عن اختصاصه، فإذا حُمِّل فوق طاقته كان
نصيبه العجز والهلاك ، وإذا استعمل خارج نطاق اختصاصه
حادَ عن الصواب ، وكان نصيبه التخبط والانحراف .
*يقول السفاريني ـ رحمه الله ـ :
-------------------------------
( فإنَّ تسليط الفكر على ما هو خارج عن حده تعب بلا فائدة،
ونَصَب من غير عائدة، وطمع في غير مطمع، وكَدّ في غير
منجع ) .
*ويقول الشاطبي ـ رحمه الله ـ :
----------------------------
( إنَّ الله جعل للعقول في إدراكها حدَّا تنتهي إليه لا تتعداه ،
ولم يجعل لها سبيلاً إلى الإدراك في كلِّ المطلوب ، ولو
كانت كذلك لاستوت مع الباري ـ تعالى ـ في إدراك جميع
ما كان وما يكون وما لا يكون ؛ إذ لو كان كيف يكون ؟.. ).
*وفي العصر الحديث يشهد بِهذه الحقيقة أكابر أطباء وحكماء
الغرب الدكتور ( أليكس كاريل ) حيث يقول :
____________________________________
( وواقع الأمر أنَّ جهلنا مطبق ، فأغلب الأسئلة التي يلقيها
على أنفسهم أولئك الذين يدرسون الجنس البشري تظل بلا
جواب؛ لأنّ هناك مناطق غير محدودة في دنيانا الباطلة
مازالت غير معروفة ) ، ويقول : ( إنَّنا مازلنا بعيدين جدَّا
عن معرفة ماهية العلاقات الموجودة بين الهيكل العظمي
والعضلات والأعضاء ووجوه النشاط العقلي والروحي...
كيف نستطيع أن نحول دون تدهور الإنسان وانحطاطه في
المدنية العصرية ؟ وهناك أسئلة أخرى ستظل جميعاً بلا
جواب ، فمن الواضح أَنَّ جميع ما حَقَّقه العلماء من تقدم
فيما يتعلق بدراسة الإنسان مازال غير كافٍ ، وأَنَّ معرفتنا
بأنفسنا مازالت بدائية في الغالب ) .
• { وَفِي أَنفُسِكُم أَفَلا تُبصِرُونَ } ـ 21ـ الذاريات ).
------------------------------------------------------------
{م: التطرُّفُ المَسكُوتُ عَنهُ ـ أصُولُ الفِكِر العَصرَانيِّ ــــ
الدكتور / ناصر بن يحيى الحنيني } .
--------------------------------------------------------------