الموضوع: إلى الطاغية
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-17-2013, 09:02 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,192
ورقة إلى الطاغية


إلى الطاغية
ــــــــــــــــ

(أبو القاسم الشابي)
ـــــــــــــــــــــــــــ
http://www.arrakem.com/images/SHABE.jpg



يَقُولونَ: صَوْتُ المُسْتَذَلِّين خَافِتٌ
وسمع طغاة الأرض (أطرشُ) أصخمُ
وفي صَيْحَة ِ الشَّعْبِ المُسَخَّر زَعْزَعٌ
تَخرُّ لَهَا شُمُّ العُرُوشِ، وَتُهْدَمُ

ولعلعة ُ الحقّ الغضوب لها صدًى
وَدَمْدَمَة ُ الحربِ الضَّروسِ لَهَا فمُ

إذَا التَفَّ حَوْلَ الحقِّ قَوْمٌ فَإنّهُ
يُصَرِّمُ أحْدَاثَ الزَّمانِ وَيُبْرِمُ

لَكَ الوَيْلُ يَا صَرْحَ المَظَالمِ مِنْ غَدٍ
إذا نهضَ المستضعفونَ وصمّموا!

إذا حَطَّمَ المُسْتَعبَدُونَ قيودَهُمْ
وصبُّوا حميمَ السُّخط أيَّان تَعْلمُ..!

أغَرّك أنَّ الشَّعْبَ مُغْضٍ عَلَى قَذًى
وأنّ الفضاءَ الرَّحبَ وسنانُ مُظلمُ؟

ألاَ إنَّ أحلام البلادِ دفينة ٌ
تُجَمْجِمُ فِي أعْماقِهَا مَا تُجَمْجِمُ

ولكن سيأتي بعد لأي نشورُها
وينبثقُ اليومُ الذي يترنَّمُ

هُوَ الحقُّ يَغْفو ثُمَّ يَنْهَضُ سَاخِطاً
فيهدمُ ما شادَ الظلامُ ويحطمُ

غدا الرّوعُ! إن هبَّ الضعيف ببأسه،
ستعلم من منّا سيجرفُه الدمُ

إلى حيث تجني كفُّهُ بَذْرَ أمسِهِ
وَمُزْدَرعُ الأَوْجَاع لا بُدَّ يَنْدَمُ

ستجرعُ أوصابَ الحياة وتنتشي
فَتُصْغِي إلى الحَقِّ الذي يتكلَّمُ

إذا ما سقاك الدهرُ من كأسِهِ التي
قرارتُها صَابٌ مريرٌ وعلقَمُ

إذا صُعق الجبّارُ تحتَ قيوده
يُصِيخُ لأوجاعِ الحياةِ ويَفْهَمُ!!

--------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59