جولة مع جواد الشعر
ــــــــــــــــــــــــــــــ
*ـ للشاعر : عبد الرحمن العشماوي :ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
جَوادُ شِعْركَ في الميْدانِ منطَلِقُ***وبينَ عيْنيْهِ مِنْ إصرارِهِ ألَقُ
صهيلُهُ نَغَمٌ يُصغي الزمانُ لَهُ***ونقْعهُ لحجابِ الشمْس يخْترِقُ
وسَرْجُهُ كلماتٌ لا يخالِطُها***زيْفٌ ولا يَرتمي في حضنها نَزَقُ
تشدو حوافِرُهُ لحناً يَهشُّ لهُ***قلبُ الترابِ وتسترخي لهُ الطرُقُ
يُسابقُ الريحَ في درْبِ الإباءِ وكمْ***خيْلٌ سِواهُ إلى الأهواءِ تستَبقُ
جَوادُ شِعْركَ يجري النُّورُ في دمهِ***وتشرئبُّ إلى غاراتِهِ العُنُقُ
تكفُّ عنْ وجههِ الصحراءُ ما حملتْ***مِن سَفْيها ويناغي ركْبَهُ الشَّفَقُ
يَقُضُّ مضْجَعَ كلِّ الصَّافِنَات إذا***ثارَ الغبارُ وطارتْ نحوَهُ الحَدقُ
مسافِرٌ والأماني البِيضُ لاهِثَةٌ***وراءَه وبحارُ الشَّوْقِ تصطفِقُ
إذا تَلَفَّتَ غَنَّى فجْرُ غُرَّتِهِ***لَحْنَ الضياءِ وأرخى طرْفَهُ الغَسَقُ
وسافَر الليلُ مبهورًا وأعقبَهُ***فجرٌ تحفَّزَ لاستقبالهِ الأُفقُ
يا عازِفَ الحرْفِ آمالي بكَ انبثقتْ***مِن ظلمةِ اليأسِ والآمالُ تنبثِقُ
جَوادُ شعْرِكَ ما زالتْ حَوافِرُهُ***تشدو وما زال في الميْدانِ ينطلقُ
آمنتُ أنَّ كتاب الله يُنقذِنا***مِنَ الضيَاع إذا تاهتْ بنا الطرقُ
______---------_________---------________