تنبكتو قلعة العلم
ـــــــــــــــــــــ
ـ تنبكتو { بئر (( بكتو )) } تلك العجوز التي اشتهرت بحفظ الأمانات ، فحملت المدينة اسمها على مدار تسعة قرون هي عمر المدينة التي أنجبت العديد من الفقهاء والعلماء ، فكانت منارة علمية وعاصمة ثقافية للمنطقة التي عُرفت بالسودان الغربي .
ـ تقع تنبكتو وسط مالي على الحافة الجنوبية للصحراء الكبرى ، وعلى مقربة من نهر النيجر الذي يبعد عن المدينة 12 كيلو متر تقريباً ، وترتبط بالنيجر عن طريق قناة صغيرة . كانت سوقاً رائجة للعلم وملتقى لقوافل التجار من الشرق والغرب .
ـ شكواها اليوم من الفقر المادي لم يمح غناها بالمكتبات الجامعة لمؤلفات حُملت إليها من كل مكان ، إضافة إلى مؤلفات أبنائها ، وهي اليوم تحتفظ بثلاثمائة ألف مخطوطة تكشف لنا جانباً من مكانة تنبكتو .
ـ أما جامع سنكوري الذي بنته إحدى المُحسنات فظل جامعة علمية عريقة لعدة قرون حتى أغلقه الاستعمار ، ثم أعيد فتحه فيما بعد ليكون جامعاً فقط ، لكنه مع ذلك شاهد على عراقة تاريخ هذه المنطقة .
ـ وأما السلطان كنكن موسى صاحب مالي ( ت : 1327 م ) الذي أشتهر بالعلم والورع والبذل ؛ فهو صاحب أشهر رحلة حج عرفتها إفريقيا ؛ إذ حمل معه 12 طناً من الذهب تصدّق بها جميعاً في طريق رحلته حتى اضطر للأستدانة للعودة ، وقد أنشاء أثناء سفره إلى الحج مسجداً في كل مدينة مر بها ، وبعد عودته إلى تنبكتو بنى جامعاً كبيراً يعد نموذجاً للتماذج الفني العربي الإفريقي ، وله السبق في تشجيع الحركة العلمية في الغرب ، وقد كان ذلك سنّة حسنة سار عليها التجار ، فتباروا في إنشاء دور العلم حتى وصل عدد المدارس في تنبكتو إلى 180 مدرسة تضم أكثر من 25000 طالب فيما قبل ؛ بما جعل من تنبكتو منارة علم تضاهي قرطبة وتلمسان والقاهرة عواصم العلم الإسلامية (*) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
(*) م: قراءات إفريقيّة ـ ع: الخامس ـ
ــــــــــــــــــ