عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-23-2014, 10:24 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,154
ورقة تعظيم النصّ الشرعي


تعظيم النصّ الشرعي .. مكانته ومعالمه*
ـــــــــــــــــ

25 / 8 / 1435 هــ
23 / 6 / 2014 م
ـــــــــ

_8388.jpg




البحث: تعظيم النصّ الشرعي .. مكانته ومعالمه(*)

إعداد: د. حسن بن عبد الحميد بخاري(**)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حظي النصّ الشرعي بتعظيم جليل في شريعة الإسلام، تبوّأ به مكانةً رفيعةَ القدر عظيمةَ الشأن، وما ذاك إلا لأنّ تعظيم النصّ الشرعي خطوة أولى ومدخل مهمّ في طريق العمل به والرضا بأحكامه والانقياد له، وتلكم حقيقة الإسلام: الاستسلام التام والانقياد الخالص والطواعية الراضية.

والبحث الذي بين أيدينا، يعرض فيه الباحث لمكانة تعظيم النص الشرعي ومعالم هذا التعظيم، وهو بحث مقدم للمشاركة في مؤتمر النص الشرعي بين الأصالة والمعاصرة، الذي أقامته الجمعية الأردنية للثقافة المجتمعية بالأردن في الفترة من 28–30/4/2012م.

وهو ذو شطرين: أحدهما: مكانة تعظيم النص الشرعي في الشريعة، وموضعه من كلياتها ومقاصدها العظام، والآخر: معالم هذا التعظيم التي تحققه، وأمثلة ذلك وتطبيقاته لدى سلف الأمّة الكرام.

وقد جاء هذا البحث في مقدمة وفصلين وخاتمة، على النحو التالي.

المقدمة: تحدث فيها الباحث عن موضوع بحثه، وخطته فيه.

الفصل الأول: مكانة تعظيم النصّ الشرعي:

بالتأمّل بدا للباحث أن مكانة تعظيم النص الشرعي مرتبطة في الشريعة الإسلامية بمقصدين ومطلبين, أما المقصدان: فمقصد الشريعة من التنزيل, ومقصد الشريعة من التكليف، وكلاهما متحقق بتعظيم النص الشرعي.

وأما المطلبان: فتعظيم الله جلّ جلاله, وتعظيم حرمات الله تعالى وشعائره، وهما متحققان بجملة من المسالك, على رأسها: تعظيم النص الشرعي.

ولذلك جعل الباحث مباحث هذا الفصل أربعة, يتناول كل واحد منها أحد تلك الجوانب الأربعة, بيّن من خلالها مكانة تعظيم النص الشرعي.

فأول ما تحدث عن تحقيق مقصد الشريعة من التنزيل مشيراً إلى أن كل ما ينافي تعظيم النص الشرعي مناقض لمقصد الشريعة من التنزيل، الذي تواترت النصوص الشرعية على تقريره وإثباته.

كما بين أنّ تعظيم النصّ الشرعي تحقيق لمقصد امتثال المكلّف لشريعة الله، وخروجه عن دواعي الهوى.

وعن تعظيم الله سبحانه وتعالى بين أنه واقع في الشريعة مقصداً باعتبار، ووسيلةً باعتبار آخر: فهو مقصد من كل العبادات القلبية والبدنية؛ وهو وسيلة في ذاته في كثير من العبادات والأذكار القائمة على تعظيم الله سبحانه.

وأوضح أن النص الشرعي من الحرمات؛ لأنه من أعظم ما يجب احترامه، فبه تتحقق عدد من مقاصد الشريعة ومطالبها، ولأنه وحي الله المنزّل من فوق سبع سماوات.

الفصل الثاني: معالم تعظيم النصّ الشرعي:

إن أزمنة السلف المتقدمة عاشت تعظيم النصوص الشرعية منهاج حياة، ومثل ذلك يعسُر حصره ووصفه، لكنه يمكن تقريبه في معالم بارزة تمثّل المجامع الآخذة بذلك التعظيم للنص الشرعي لدى السلف.

وهذا ما حاول الباحث رقمه في هذا الفصل، مخصّصاً كلَّ معلم بمبحث يبيّن المراد به، وأمثلةً له من واقع السلف- رضي الله عنهم- وسلك بنا سبيلهم.

وجملة ذلك خمسة معالم، وهي: حفظ النص الشرعي، وتوقير النص الشرعي، ونصرة النص الشرعي، وفهم النص الشرعي، وخدمة النص الشرعي.

فجاء حفظ سلف الأمة للنص الشرعي على نوعين: حفظ صدور، وحفظ سطور.

وكانت حياة السلف كلها وتاريخهم أجمع تعظيماً عملياً للنص الشرعي وتوقيراً صادقاً، بتحكيمه في شتى جوانب الحياة.

كما أن الذبّ عن النص الشرعي ونصرته ضدّ خصومه والمغرضين المناوئين يُعتبر لوناً من ألوان تعظيم النّص الشرعي الذي حفلت به حياة السلف الكرام.

ويعد فهم النص الشرعي تمام الفهم والعناية بهذا غاية العناية من أجل معالم التعظيم للنص الشرعي؛ وذلك أن النص الشرعي هو خطاب الشارع للمكلّفين، المشتمل على أحكامهم وما به تعلّق مصالحهم وخير أمرهم في العاجل والآجل.

ومن معالم تعظيم النص الشرعي لدى السلف تفانيهم في خدمته من كل وجه يقوم به بين المكلّفين في الأمة، ويشمل ذلك حفظه ونشره، وتيسير تناوله وتقريب أخذه.

الخاتمة:

وفيها لخص الباحث أهم ما توصل إليه من نتائج، وهي ما يلي:

1- أن مكانة تعظيم النص الشرعي في الشريعة تبرز من خلال تحقيقه لمقصدين ومطلبين، أما المقصدان فهما: مقصد الشريعة من التنزيل، ومقصد الشريعة من التكليف، وأما المطلبان فهما: تعظيم الله جل جلاله، وتعظيم حرمات الله وشعائره.

2- مقصد الشريعة من التنزيل: تعظيمه واحترامه ومهابته، وقد تضافرت على ذلك الأدلة الشرعية، وتعظيم النص الشرعي محقق لهذا المقصد.

3- مقصد الشريعة من التكليف: الطواعية والامتثال والانقياد لأحكام الشريعة بصدق العبودية والوقوف عند مقتضى النص الشرعي، فتعظيمه محقق لهذا المقصد.

4- تعظيم الله عزّ وجلّ مطلب شرعي جليل قصداً وتبعاً، وهو قِوام الدين وصلب التكليف وركيزة العبودية، وتعظيم النص الشرعي أحد وسائل تحقيقه.

5- تعظيم حرمات الله وشعائره مطلب حثّت عليه الشريعة، والحرمات والشعائر في معناهما العام يتناولان النص الشرعي، فتعظيمه تعظيم للحرمات والشعائر.

6- حفلت حياة السلف بشتى صور التعظيم للنص الشرعي، وجماع ذلك معالم خمسة: حفظ النص الشرعي، وتوقيره، ونصرته، وفهمه، وخدمته.

7- حفظ النص الشرعي معلم من معالم تعظيم النص الشرعي لدى السلف، وهو حفظ سطور وحفظ صدور، وفي كليهما من بديع الحفظ والإتقان ما يشهد لتعظيم السلف للنص الشرعي.

8- توقير النص الشرعي بالوقوف عند مقتضاه وعدم التقدم بين يديه معلم جليل من معالم تعظيم السلف للنص الشرعي، بل كان منهاج حياة لهم، في صور يُضرب بها المثل وتحيا بها الأجيال.

9- نصرة النص الشرعي والذبّ عنه تجاه كل دعوى تنتقصه أو لا تعظمه معلم ثالث من معالم تعظيم السلف للنص الشرعي، حملهم على ردّ ضلالات أهل الأهواء المناقضة لتعظيم النص الشرعي.

10 - فهم النص الشرعي وبذل غاية الجهد في إدراك مراده ومعرفة مقاصده معلم رابع من معالم تعظيم السلف للنص الشرعي، وآية ذلك علوم ثلاثة: تفسير القرآن، وشرح الحديث، وأصول الفقه.

11 – خدمة النص الشرعي معلم خامس من معالم تعظيم السلف للنص الشرعي، بحفظه وبثّه وتيسير تناوله وتقريب أخذه للأمة، فقامت لذلك علوم القرآن وعلوم الحديث، وصُنفت فيها الدواوين وأُفنيت فيها الأعمار.

هذا ما وفق الله المنان بفضله تسطيره ورقمه، على عجالة وإيجاز شديدين وهو المسؤول وحده أن يقبله وينفع به، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.

ــــــــــ

(*) بحث مقدم للمشاركة في مؤتمر النص الشرعي بين الأصالة والمعاصرة، الجمعية الأردنية للثقافة المجتمعية، الأردن– عمّان، في الفترة من 28–30/4/2012م.

(**) أستاذ أصول الفقه المساعد- جامعة أم القرى – مكة المكرمة- المملكة العربية السعودية.
ــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ـــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59