توقع تقرير متلفز رواج تجارة السمسرة في بيع الكنائس بهولندا، مشيرا إلى أن نحو ألفي كنيسة من بين 13 ألف كنيسة في هذا البلد معروضة حاليا للبيع.
وجاء في التقرير الذي بثته إذاعة هولندا العالمية الجمعة 27-1-2012م: إن الكثير من كنائس هولندا تحولت إلى بنايات فارغة؛ نتيجة تنامي أعداد العلمانيين في هذا البلد.
وأضاف التقرير: في الكثير من البلدان تُهدم هذه الكنائس، لكن الهولنديين يفضلون استخدامها في أغراض أخرى تكون غير متوقعة في بعض الأحيان؛ فبعض الكنائس تحولت إلى أندية للقمار ومتاجر للخمور، وأخرى تحولت إلى مدارس للرقص، وثالثة تحولت إلى مساجد.
وأورد التقرير بعض الأمثلة لكنائس تم بيعها بالفعل، وذكر منها كنيسة "كلوستير" في مدينة إيندهوفن وهي كنيسة عتيقة يعود تاريخ بناءها إلى القرن الـ 16، وقد أصبحت حاليا فرعا لنادي القمار "هولند كازينو"، وكنيسة "براديسو" في العاصمة أمستردام التي بنيت في عام 1968م قبل أن تتحول إلى قاعة لموسيقى البوب حاليا.
والتقت معدة التقرير مع أحد المواطنين الهولنديين داخل أحد متاجر الخمور الذي كان كنيسة في السابق والذي علق على الأمر قائلا: "هذا أمر غريب جدا، فهنا كان المدبح والآن نجد مكانه قناني الخمر، وهناك كنت أجثوا على ركبتي للصلاة، والآن يباع الويسكي".
كما تحولت بعض الكنائس إلى شقق سكنية ومن بينها كنيسة تقع في مدينة هليفرسوم.
وتقول القاطنة الجديدة لهذه الكنيسة: "لم نختر العيش في كنيسة، لكننا حصلنا عليها عن طريق القرعة"، وتضيف: "كنا نحلم دائما بالعيش في بناية قديمة وكبيرة، وقد تحقق حلمنا على أرض الواقع".
وتصف شعورها بعد الإقامة في إحدى الكنائس قائلة: "العيش في كنيسة يختلف عن العيش في المساكن ذات الطوابق المتعددة، كما أنه ينتابنا شعور مختلف عند الدخول إلى بيتنا الذي كان كنيسة في السابق، فبابه كبير وعريض".
وتضيف: "كل القاطنين في هذا البيت يجدون الأمر ممتعا، وقرار العيش هنا اتخذناه عن قناعة".
لكنها تستدرك قائلة: "لكني لا أعرف ما هو الشعور الذي ينتاب الأشخاص الذين عرفوا هذا المكان ككنيسة وليس كمسكن".
سماسرة الكنائس
وذكر التقرير أن ازدياد أعداد الكنائس المعروضة للبيع أدى بدوره إلى ظهور شركات سمسرة متخصصة في تجارة بيع الكنائس ومنها شركة Reliplan، التي تحتفظ بمجلدات صور لجميع الكنائس في هولندا حتى تكون جاهزة عندما تُعرض أي منها للبيع.
وتقول مديرة الشركة، ميكي بوشيرت، وهي تشير لهذه المجلدات: "هذه تحوى صورا لكل الكنائس في هولندا، قمنا بتوثيقها حتى يسهل الأمر علينا؛ فإذا اتصل بنا أحدهم وقال إنه راغب في عرض كنيسته للبيع، فإننا نعرف على الفور عن أي كنيسة يتحدث، وعندها يمكننا القيام ببعض التحضيرات قبل الذهاب وزيارة موقع الكنيسة".
وقالت إنهم اختاروا العمل في هذا المجال رغم علمهم بحساسيته، وتوضح: "يصعب على المتدينين ترك كنيستهم؛ فهم عُمدوا وتزوجوا فيها، وفي الأغلب حضروا جنازات أحبائهم بها".
كما تحولت بعض الكنائس إلى مساجد، لكن هذا الأمر لا يكون سهلا في العادة، حيث تحدث احتجاجات من قبل سكان المنطقة المقام بها الكنيسة بحسب التقرير.
وأشار إلى حدوث احتجاجات شديدة من قبل سكان مدينة خرونينغن عندما تم تحويل كنيسة بها إلى مسجد.
وحول ذلك تقول: "لسنا متحمسين لمن يشتري الكنائس لأجل تحويلها إلى مساجد؛ حيث عملنا مع الكثير من المنظمات الإسلامية واكتشفا أن الفروقات كبيرة بين الديانتين الإسلامية والمسيحية، كما أن عملية بيع مثل هذه تولد الكثير من المشاكل".
المصدر: رسالة الاسلام
منقول