الموضوع: الحشاشون Assassin
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-19-2013, 06:52 PM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,197
ورقة


| قــلــعة ألــمـــوت |


بسبب الخلاف العقدي الذي حدث بين الحسن الصباح مع الوزير العبيدي الافضل الجمالي سجن الحسن بن الصباح ثم طرد من مصر ثم سافر الي ايران وفي ايران اخذ ينشر دعوة الاسماعيلية الباطنية النزارية وهناك استطاع ان يستولي علي قلعة ألموت الحصينه ! فما هي هذه القلعة ؟ ...
قلعة ألموت تعني بالفارسيه ( عش النسر ) وهي قلعة ذات حصانة ومناعة لا تخطر علي بال انسان ولما استولي عليها حسن الصباح دخلها ولم يخرج منها بعد ان هلك بعد 35 عام وأخذ اتباعه يستولون علي كثير من القلاع المنيعه لكي يتخذوها مراكز لبث سمومهم حتي بلغ عدد هذه القلاع في اخريات ايام دولة الحشاشين بلغت أكثر من 100 قلعة وهذه القلاع كانت في غاية التحصين ولكن القلعه الام كانت هذه القلعة قلعة ألموت ...
وتقع هذه القلعة في حصن جبلي موجود بوسط جبال البرز أو جبال الديلم جنوب بحر قزوين في مدينة (رود بار) بالقرب من نهر شاه ورد. تبعد حوالي 100كم عن العاصمة طهران في ايران الحالية ....
وهذه القلعة بنيت في وقت قديم لا احد يعرف تاريخ بنائها وتقول بعض الروايات ان الذي بناها هو أحد امراء الديلم هذا الامير كان ذاهبا في رحلة صيد مع جماعته وكان يأخذ معه الصقور والنسور المدربة علي الصيد وفي اثناء اطلاقه لاحد النسور علي احدي الطرائد ارتفع هذا النسر الكبير الجارح وحط علي صخرة هائلة صخرة ضخمة هذه الصخره تعتلي احدي قمم جبال تسمي البرج وجبال البرج هذه في الشمال الغربي من إيران ولذلك قرر هذا الامير ان يبني القلعة علي هذه الصخرة وأسمها ألموت وتعني عش النسر .
وكانت هذه الصخرة الهائلة التي بنيت عليها قلعة ألموت ولكي تعرفوا مناعتها وصعوبة الوصول إليها فهي ترتفع عن سطح البحر بـ 6 الاف قدم اما القلعة نفسها ترتفع عن قاعدة الصخرة التي بنيت عليها بمئات الاقدام انظروا الي الحصانة والمناعة ولا يمكن ان تصل الي هذه القلعة الا عبر ممر ضيق ومتعرج شديد الانحدار وهذه القلعة ايضا بهذه المناعه والحصانه والوعورة تسد مدخل وادي مغلق طول هذا الوادي قرابه الـ 48 كلم وعرض هذا الوادي قرابه الـ 5 كلم والوادي هذا صالح للزراعه اذن من هذا المكان الحصين اتخذ هذا المجرم مركزه الدموي وفي هذا الوادي المغلق والذي لا يمكن الوصول اليه الا عن طريق قلعة ألموت المنيعه وبعض المنافذ الوعرة جدا ....
يقول ابن الأثير: أن الحسن الصباح كان يطوف على الأقوام يضلهم فلما رأى قلعة أَلَمُوت واختبر أهل تلك النواحي، أقام عندهم وطمع في اغوائهم ودعاهم في السر واظهر الزهد ولبس المسح فتبعه أكثرهم والعلوي صاحب القلعة حسن الظن فيه يجلس إليه يتبرك به فلما أحكم الحسن أمره دخل يومًا على العلوي بالقلعة فقال له ابن الصباح : اخرج من هذه القلعة فتبسم العلوي وظنه يمزح فأمر ابن الصباح بعض اصحابه بإخراج العلوي فأخرجوه إلى دامغان واعطاه ماله وملك القلعة وقيل أنه اشتراها منه ب 3000 دينار ذهب..

وهناك قصة أخري يذكرها برنارد لويس في كتابه الحشاشون عن كيفيه إستيلاء حسن الصباح علي قلعه ألموت يقول :
كانت القلعة في يد علوي آخر يدعي مهدي كان قد منحها له السلطان السلجوقي . وأعد حسن الصباح خطة محكمة للاستيلاء علي قلعة ألموت فقد استقر في دمغان وأخذ يرسل الدعاة للعمل في القري المحيطة بالقلعة ثم - كما يقول في شذرات ترجمة حياته - (( ومن قزوين أرسلت الدعاة مرة أخري إلي قلعة ألموت ... وأمكن كسب بعض الرجال في القلعة للعقيدة الإسماعيلية بواسطة الدعاة وهؤلاء حاولوا تحويل العلوي صاحب القلعة نفسه وتظاهر هو بأنهم كسبوه الي جانبهم ولكنه بعد ذلك تحايل علي إرسال جميع المتحولين إلي الخارج ثم أغلق أبواب القلعة وقال إنها تخص السلطان وبعد مناقشات كثيرة سمح لهم بالدخول وبعد ذلك رفضوا أن ينتفذوا أوامره بالخروج مره أخري )).
وبعد أن نجح حسن الصباح في زرع انصاره داخل القلعه غادر قزوين إلي مشارف ألموت حيث مكث مختبأ بعض الوقت إلي ان تمكن أنصاره من تهريبه سرا إلي داخل القلعة وظل فتره أخري من الوقت متخفيا داخل القلعة ولكن شخصيته لم تلبث أن أميط عنها اللثام في الوقت المناسب وتحقق المالك القديم للقلعة مما حدث ولكنه أسقط في يده ولم يستطع أن يفعل شيئا لوقف مجري الأحداث أو تغييرها وسمح له حسن بمغادرة القلعة وأعطاه - طبقا لقصة يوردها المؤرخون الفرس - مبلغا قدرة 3000 دينار ذهبي ثمنا للقلعة .
وبذلك أصبح حسن الصباح سيدا لقلعة ألموت ولم يغادرها مرة واحده من دخوله حتب وفاته بعد ذلك بخمسه وثلاثين عاما كما لم يغادر البيت الذي يقيم فيه داخل القلعة سوي مرتين اثنتين وفي هاتين المرتين صعد فقط الي سطح البيت ! ويقول رشيد الدين (( أما بقيه الوقت حتي وفاته فقد أمضاه في قراءه الكتب وكتابه كلمات الدعوة وإدارة شئون مملكته )) أ.هـ بتصرف







رسم تخيليي لقلعة ألموت قبل تدميرها


| جــنة الشــيطان |

أقام هذا الداهية الحسن بن الصباح في قلعة ألموت الحصينه المزارع والحدائق التي تخلب الالباب في شكل درجات بعضها فوق بعض وفي احدي هذه الحدائق الموجوده في تلك الاماكن التي لا يصل اليها انسان قام بزراعه النباتات الجميلة في احدي تلك الحدائق والازهار المتنوعه واشجار الفواكه الشهيه ثم بحيلة ماكره جدا أجري انهارا صناعيه صغيره من اللبن والعسل والخمر والماء الزلال يعني مثل النوافير الصناعيه في الوقت الحاضر عندما تدخل الي مكتب أو في بعض المنازل أو في المجمعات مثلا تشاهد مثل هذه النوافير الفكرة في هذه النوافير ان اللبن هذا أو الخمر أو العسل يسير في دورة مغلقة يعني كميه ليست كثيره ولكن عندما تدور في دورة مغلقه يخيل للرائي انها تأتي من معين لا ينضب

وكيفيه حصوله علي الخمر والعسل واللبن لم تكن مشكله فهناك المناحل الكثيرة والكروم الكثيره والالف الماشيه والاغنام هذه كلها موجوده في هذا الوادي الخصب المغلق غير ان الوادي بهر نهر ألموت ...والان نحن تخيلينا مدي حصانة هذه القلعة والحدائق التي انشأت في هذا الوادي المغلق فمن يدخل الي هذه الحديقه من اتباع هذا الملحد للمره الاولي فلا شك انه سيصاب بالذهول اي انسان يدخل الي هذا المكان سوف يصاب بالذهول فما بالك اذا ادخلوه الي هذه الحديقه وهو نائم بفعل المخدر ثم اذا افاق وجد بعد ذلك نفسه امام اجمل جميلات الدنيا وكذلك يضعون له الغلمان المردان فما كان الهدف من هذه الحديقة ...
هذه الحديقة حديقة الشيطان وليست جنه الرحمن .. الحسن بن الصباح وكبار معاونيه كانوا يحرصون علي اخذ الصبيه الصغار الغر ويعلمونهم مبادئ الاسماعيليه وتعاليمها ثم بعد ذلك يعلمونهم فنون المكر والخداع والشعوذه وكذلك فنون الاغتيال بالخنجر والسكين و فنون القتل بالسم وهم في اثناء مراحل التعليم هذه يجعلونهم يتناولون نبات القنب الهندي المعروف بالحشيش هذا النبات نبات مخدر ومعروف علميا ان المدمن لا يستطيع ان يمارس حياته الطبيعيه الا بوجود المخدر الذي ادمنه واذا قطع عنه المخدر يصبح كالحيوان المجنون وعلي استعداد لعمل اي شئ حتي ولو كان القتل او بيع اطفاله حتي انه قد يفرط في عرضه او انه يخون البلد او يكفر بربه هذه طبعا مسأله مسلم بها علميا الادمان وظواهره ...
معلمون النزاريه الحشاشين هنا يتحكمون بهؤلاء المدمنين عن طريق التحكم بكميات الحشيش المقدمة لهم ومتي اشتدت حاجه هؤلاء الي الحشيش ودخلوا في مرحلة ما قبل الجنون وطبعا هو جنون الحاجه للمخدر قال لهم معلموهم ادعوا الحسن بن الصباح يعطيكم ما تريدون وبالفعل يقوم هؤلاء بدعوته والدعاء اليه والتوسل والتضرع اليه فيعطيهم ما يرديون ويصبح بالنسبه لهم كا الاله يعبد من دون الله جل وعلا تعالي الله سبحانه وتعالي علولا كبيرا عن هذه الكفريات بعد ذلك يتم تنويم هؤلاء بواسطة جرعة كبيرة من المخدر وينقلون الي حديقة الشيطان هذه وعندما يفيقون يشاهدون مالم يشاهدونه في حياتهم ومالم يخطر علي بالهم وتقوم الفتيات الجميلات والغلمان المرد بخدمتهم ويتمتعون بهذا النعيم الزائل ويقول لهم معلموهم ان هذه هي جنة الخلد وهذه الانهار من خمر ولبن وعسل وماء وهذه الحور العين وهؤلاء الغلمان المرد وكل هذا حصلتم عليه بفضل طاعتكم لسيدكم وسيدنا الحسن بن الصباح ...

ثم بعد ذلك يقومون بتخدير هؤلاء المساكين مره أخري ويأخذونهم وهم نيام الي غرفهم المتواضعه العفنه في قلعة ألموت وعندما يفيق هؤلاء يكونون بحاجه شديده الي الحشيش والي الذهاب مره اخري الي جنه الشيطان جنة الحسن بن الصباح وبذلك يكونون علي إستعداد تام ومطلق لتنفيذ ما يطلب منهم وبدون أي تردد وكان الهدف الاول من إعدادهم لتنفيذ أعمال الاغتيال الانتحاريه ولذلك كان يسميهم الحسن بن الصباح بالفدائين أو الفداويه أما بقيه المسلمين فإنهم يسمونهم بالحشاشين نسبه لتعاطيهم الحشيش وكانت تلك الكلمة في هذه الايام تثير الذعر والهلع في قلب أشجع الشجعان لان هؤلاء كما شاهدنا ما هم إلا ألات قتل متحركة مسلوبة الاراده ...




|ماركو بولو و الحشاشين |

يقول برنارد لويس في كتابه الحشاشون :
أما الرحالة الشهير ماركو بولو الذي مر عبر إيران في عام 1237 فقد وصف قلعة ألموت التي ظلت طويلا مقرا للفرقة ونقرأ في كتاب ماركو بولو ما يلي :

(( إنهم يسمون شيخ الجبل في لغتهم ألودين ( علاء الدين ) وقد قام بإغلاق واد بين جبلين وحوله الي حديقه فيحاء أكبر وأجمل حديقه يمكن أن تقع عليها عين , وملأها بكل أنواع الفاكهة وأقام فيها قصورا ومقصورات من أروع ما يمكن تخيله وجميعها مغطاه برسوم فاتنه ومموهة بالذهب وجعل فيها جداول تفيض بالخمر واللبن والعسل والماء وأقام علي خدمة الحديقة فاتنات من أجمل نساء العالم يجدن العزف علي مختلف الآلات الموسيقيه ويغنين بأصوات رخيمة ويؤدين رقصات تخلب الألباب ذلك لأن شيخ الجبل كان يريد أن يوحي لشعبة بأن هذه هي الجنة الحقيقية ولذا فقد نظمها بالوصف الذي جاء به محمد للفردوس كحديقة جميلة تفيض بأنهار من الخمر واللبن والعسل والماء مليئه بالحور العين ومن المؤكد أن المسلمين في هذه الجهات يعتقدون أنها الجنة حقا ...

والآن لا يسمح لأحد بدخول هذه الحديقة إلا لهؤلاء الذين يراد لهم أن يكونوا حشاشين وتوجد قلعة عند مدخل الحديقة تبلغ من القوة والمناعة أنها تستطيع مقاومة كل العالم وليس هناك طريق آخر للدخول وهو يحتفظ في بلاطه بشبان من أبناء المنطقة المجاورة تتراوح أعمارهم بين الثانية عشرة والعشرين وهي السن الملائمة للجندية وتعود أن يقص عليهم قصصا عن الجنة كما كان يفعل محمد ثم يدخلهم حديقته بعد ان يجعلهم يشربون مخدرا معينا يسلمهم إلي نعاس عميق ثم يأمر برفعهم وحملهم إالي هناك وهكذا فإنهم يستقيظون يجدون أنفسهم في الجنة !

وهكذا فإنهم عندما يستيقظون ويجدون أنفسهم في مثل هذا المكان الأخاذ يحسبون أنه الفردوس حقا وتغازلهم السيدات والفتيات بما يملأ قلوبهم حبورا حتي يشبعن كل رغبات هؤلاء الشبان إلي درجة أنهم يتمنون ألا يغادروا هذا المكان أبدا .أ.هـ



رسم تخيلي لـ ماركو بولو في حدائق ألموت مع الحشاشه .



يتبع ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59