غريزة عدوانية تهيمن على العقلية
الغربية (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
ـ ما الذي يجعل الولايات المتحدة تقتل نحو مليون ونصف المليون في العراق ولا يرفّ لها جفن ؟
ـ وما الذي يدفع الأمريكيين والأوربيين لقتل وتشريد أكثر من مليون أفغاني بدون تأنيب من ضمير ؟
ـ وما الذي يجعل قادة صهاينة يبيدون الشعب الفلسطيني بكل غل وسط حماية غربية في كل الأحيان وفي كل القضايا ؟
ـ إنها الغريزة العدوانية التي تتسم بها الحضارة
الغربية والتي ترسخت في العقل الغربي والثقافة والرؤية عبر التاريخ .
ـ إن الغرب كيان مريض ، وتسبب ذلك المرض في نشأة حضارة معجونة بالصراع وحب العدوان منذ ولادتها ، تشبعت بهذ الروح المتمردة التي تلبستها ، منكرة لكل ما عداها ، إنها حضارة متخاصمة مع الكون ، لا تعرف غير ذاتها ، ولا تعترف بغيرها ، تبدأ الآخرين بالصدام ، لا تعرف العيش بدون عدو ، حياتها قائمة على صناعة الخصم واختراعه ، إن لم تجد عدواً يتقاتل أبناؤها مع بعضهم البعض . حضارة باسمها اكتوى كثير من شعوب العالم وذاق الويلات .
ـ كان البعد الإنساني هو العامل المشترك بين كثير من الحضارات، إلا أن الحضارات الأوربية كانت مختلفة ، لها لون خاص بها ، تقوم على فكرة الصراع والصدام مع الآخرين ، ولا يوجد فرق كبير بين حضارات الغرب القديمة والحديثة . لقد أثرت هذه الروح على العقل الأوربي ، وأعطته سمة تجنح للصدام والميل للعدوان في إدارة شئونه وتعامله مع الجميع . إن ما نراه من قسوة وعدوانية في تعامل الغرب مع العالم ليس إلا نتاج حضارات غرست في التربة الأوربية ثم الأمريكية روحاً محبة للصدام ، رفعت من شأن المخالفة والمواجهة على حساب التعايش والتسامح .
ـ إذا نظرنا إلى الحضارات الأوربية والإغريقية القديمة والحضارة الرومانية ثم الحضارة الحديثة نكتشف أنها حضارات محاربة في الأساس ، جوهرها الصراع ونفي الآخرين .
ـ يتبين باستعراض الحضارات الأوربية أن الصراع مع الآخرين هو الفكرة المحورية والقاسم المشترك بين الماضي والحاضر .
ـ وعندما نتحدث عن الصراع فإننا نقصد به العدوانية والرغبة في إيذاء الآخرين ، والسعي للسيطرة عليهم وإبادتهم ؛ إن كان ذلك ممكناً .
ـ ثمة ملاحظة نود الإشارة إليها ، عند تناول فكرة الصراع عند الغرب ، وهي أننا نرصد الفكر الغربي بشكل عام بغض النظر عن الأشخاص فإن ما نركز عليه هو السلوك الجمعي الغربي ، وليس الآراء الفردية التي ربما تتأثر بفكرة الصراع بدرجات متفاوتة ، وربما تكون إيجابية في بعض القضايا ، وتختلف من شخص لآخر ، ومن منطقة لأخرى ، ومن وقت لآخر .(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
(*) الغرب لا يعرف الحوار ..وأدمن القتل وسفك الدماء ـ
ـــ عامر عبد المنعم ــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
(1) ـ جريدة الفتح ـ العدد الرابع .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ