تعظيم منهج الســـــــلف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التفرق والاختلاف سنة ماضية كتبها الله ـ تعالى ـ على هذه الأمة
كما كتبها على الأمم السابقة ؛ فظهر في هذه الأمة من الابتداع في
الدين ، والانحراف عن سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم شيء
كثير. وقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المخرج من هذا
الضلال والتفرق ، فقال : ( فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً
كثيراً؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها ،
وعضُّوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة،
وكل بدعة ضلالة ) .
ـ إن تعظيم النصوص الشرعية، والاستسلام لأوامرها ، والوقوف عند
حدودها ، والاهتداء بهدي السلف الصالح من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ
والتابعين وتابعيهم بإحسان هو الطريق الصحيح للسلامة من الزيغ والانحراف ، قال ـ تعالى ـ : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنَ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ )[ ـ الأنعام ـ 153ـ ].
وإن من أوجب الواجبات على العلماء والدعاة وطلبة العلم والحركات الإسلامية في المشرق والمغرب : إحياء منهج السلف الصالح ـ رضي الله
عنهم ـ في العلم والعمل ، وتربية الأمة على المنابع الكريمة والأصول
العظيمة التي لم تكدرها شوائب البدع والأهواء ، خاصة في هذا العصر الذي كثر فيه التفرق والاختلاف ، وقل فيه العلم ، وتجارى فيه كثير من
الناس وراء شهواتهم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
{ م : البيان ـ لندن ـ ع/ 161ـ } .
__________________________ ___________----------