عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-14-2016, 01:30 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي

سورة الإنسان : هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)



(هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ) كذلك على الإنسان حينما يقرأ القرآن أن يتذكر أنه لم يكن شيئاً مذكورا ، كان عدما ، والعدم في الرياضيات يعني الصفر ، الإنسان كان يساوي صفر ، أي لا شيء .


سورة العلق تتحدث عن الإنسان عندما كان شيئاً صغيراً جداً ، أما سورة الإنسان فتتحدث عن الإنسان عندما لم يكن شيئاً ، وهذا مهم جداً وأنت تقرأ القرآن الكريم ، مهم جداً أن تتذكر من جعلك شيئاً ، كنت لا شيء في سورة الإنسان ، فأصبحت شيء صغير جداً في سورة العلق ، تذكر أن الله هو الذي جعلك شيء من لا شيء ، الله هو الذي جعلك شيء ، هو فقط الذي جعلك شيء ، وليس أي أحد سواه ، عليك أن تنزه الله من أن يشاركه أحد في جعلك شيء ، سبح الله الذي خلقك وجعلك شيء ، أن الله له فضل كبير عليك .



سورة البقرة : ... إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (243)


وأنت تقرأ القرآن ، بل وأنت تمسك المصحف قبل القراءة ، عد بذاكرتك إلى الوراء ، عندما كنت لا شيء أبداً ، كنت صفراً ، عندما كنت عدم ، في سورة الإنسان ، ثم أصبحت شيء صغير جداً ، في سورة العلق ، أشعر أنك صغير جداً أمام الله وأنت تقرأ كلام من أوجدك من العدم إلى الوجود ، استصغر نفسك ، ولا تتكبر ، لا تنسى هذا وأنت تقبل على الله .









قبل اجتماع أمك وأبيك لم تكن شيء مذكور ، ولم يقرر أبوك وأمك أن يأتيا بك على وجه هذه الحياة ، ولكن الله وحده هو الذي خلقك وأختار ذلك .


سورة القصص : وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68)



(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ) الله وحده هو الذي خلقك وأختارك من بين خمسين مليون حيوان منوي .


أختارك أنت بالذات من بين خمسين مليون حيوان منوي ، هذه الحيوانات المنوية ( النطف ) التي أطلقها أبوك في رحم أمك ، أنت المقصود بالذات ، ليس أحد أخوتك أو أخواتك الخمسين مليون


(مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) أبوك وأمك لم يختاروك ، أنت لم تختر نفسك ، أنت المقصود بالذات من بين خمسين مليون.


(سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) سبح الله الذي خلقك وأختارك أنت بالذات ، ولا تشرك أبوك وأمك ونفسك في هذا الاختبار .


الله هو الذي أختارك لتكون أنت ، لتكون ذكر أو أنثى :


سورة الشورى : لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)


هذه هي الحقيقة ، فكثير من الأزواج عندما يتزوجون ، فأنهم يقررون عدم الإنجاب لأشهر وسنوات ، فهم يقررون عدم الإنجاب لفترة معينة ، ويحذر الزوج زوجته من الحمل ، أشد التحذير ، فيقول إياك أن تنجبي ولداً ، إياك ثم إياك ، فتسأله لماذا ؟ فيجيب : نريد أن نقضي سنوات العسل !!! ، فأنا لا يكفيني شهر للعسل ، بل أريد سنوات وسنوات وسنوات ، سنوات تتلوها سنوات ، نعيش فيها حياة العسل ، ولا نريد سنوات البصل ، فتقول : وأنت أيضاً حذاري ، فلنحذر جميعاً .


وبعد أيام يفاجئهما الله ، يباغتهما الله بجنين يتحرك في أحشائها ، بولد يسبح في رحمها ، هم يريدون والله يريد والله يفعل ما يريد :


سورة الأنعام : وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)


ولكن الأب والأم لا يخبران ولدهما بالحقيقة ، بعد مجيئه إلى هذه الحياة ، بل بالعكس تماماً ، وقد يكون أباك وأمك قد قررا عدم مجيئك إلى هذه الحياة ، واتخذا الأسباب لذلك ، فهم لا يريدانك أن تأتي ، ولكن الله يريدك أن تأتي ، وعندما تكبر لا يخبرانك بالحقيقة بل يقولان لك : لقد كنا ننتظرك بفارغ الصبر ، كنا ننتظر مجيئك بفارغ الصبر ، وقد تأخرت كثيراً .


وهذا المثال هو نموذج أن الله وحده الذي أختار مجيئك إلى هذه الحياة :


سورة يس : إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)


سورة غافر : هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (68)


فأبوك وأمك لم يكن لهم أي نسبة في اختيار مجيئك إلى هذه الحياة ، بل الله وحده الذي أختار مجيئك إلى هذه الحياة :


سورة القصص : وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68)


فالأب والأم قد يكونا يرغبان ويأملان ويطمعان في ولد ، لكن الله وحده هو الذي يخلق ويختار .


فعندما تقرأ القرآن ، استحضر هذا جيداً ، استحضر أنك كنت عدم ، كنت صفراً ، لم تكن شيء أبداً ، ثم جعلك الله شيء صغير جداً ، الله هو الذي أختارك من بين خمسين مليون من أخوتك وأخواتك ، أبوك أطلق في رحم أمك خمسين مليون، والله أختارك أنت بالذات ، أنت المقصود بعينه ، لا أحد غيرك ، الله أختارك أنت بالذات .








فعندما تقرأ القرآن الكريم تذكر :


1) تذكر خلقك أنت بالذات وأن الله أختارك أنت كشخص ، أسمك محمد ، أو سعيد ، أو سالم ، أو .....


2) تذكر خلق أبو البشر ، آدم عليه السلام .








تذكر أن آدم عليه السلام هو أول إنسان خلقه الله ، فلم يكن هناك إنسان قبل آدم عليه السلام ، فالله وحده هو الذي أعطى للجنس البشري هذه الحياة ، الله خلق الحياة وأعطانا اياها :


سورة الملك : تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)


استحضر اسم الله الحي الذي لا يموت ، فالله له حياة لم يسبقها موت ولا يأتي بعدها موت ، والله له حياة لا يسبقها ولا يتلوها عدم ، لكن أنت لك حياة يتلوها موت ، ويسبقها عدم ، وتوكل على الحي الذي لا يموت .


سورة الفرقان : وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58)


الله هو الوحيد الذي له حياة لا يتلوها موت ، لذلك سبح الحي الذي لا يموت ، لا تشرك أحد في هذه الحياة التي لا يتلوها موت ، نزه الله في هذه الحياة التي لا يتلوها موت ، سبح الله لأنه هو الوحيد الحي الذي لا يموت ، أما أنت فلك حياة يتلوها موت .


سورة الفرقان : وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58)


فالله له حياة لم يسبقها موت ، ولن يلحقها موت ، ولن يعقبها موت .


وأنت تقرأ كتاب ربك استحضر مراحل حياتك ، وكيف أنك في حياة سبقها عدم ويتلوها موت ، استحضر وأنت تقرأ القرآن أنك مع الحي الذي لا يموت .


واستحضر وأنت تقرأ القرآن أنك كنت عدماً ، كنت صفراً ، كنت لا شيء :


سورة البقرة : كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)


فنحن جميعاً مررنا بالموتة الأولى التي ذكرت في الآية (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) والمقصود بها العدم (وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا ) ، ونحن الآن في الحياة الأولى ، وننتظر الموتة الثانية ، وبعدها يبعثنا الله في الحياة الثانية التي هي الحساب ، فإما إلى الجنة وإما إلى النار ، فلدينا موتتين وحياتين .


ونجد الأشقياء في سورة غافر يعترفون بالموتتين والحياتين :


سورة غافر : قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11)


فهم يقولون هذا في الحياة الثانية التي ليس بعدها موت .


فعندما تقرأ القرآن وتستصغر نفسك وتستشعر أنك كنت عدم ، فأنك تقترب من الحي الذي لا يموت .


ومن مراحل حياة الإنسان هي : خلق الإنسان من تراب .
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59