خلق الله سبحانه الإنسان وعلّمَه البيان ، وأخَذ يتفكّر في خَلق السموات والأرض ، واكتسَب العلوم المعارِف ، وامتهَن المِهَن ، وأمسَت له روابط وعلاقات تربطه بالبشر ، فأمست هناك قواسِم مُشترَكَة ما بين أرباب العمل وأصحاب الحِرَف والمِهَن والفئات التي يتعاملون معها كُلٌّ حَسب دائرة اختصاصه ، فكان الأجْرُ
هو القاسم المشترَك ما بينهم وهذه الفئات .
فالطبيب والمحامي والمعلِّم والنجار والحدّاد والتاجر ، كلهم يتعاطون مع الإنسان ، والقاسم المشترَك ما بينهم هو الأجر أو الأتعاب ، وهذا عَدلٌ وحَقُّ ، ولكن الذي يُقلِق هنا غياب المعايير الأخلاقية التي أمسَت غائبة حين ابتلَعَها طوفان المادّة أو المال ، الذي ألغى بِدَوره العامِل الإنساني والمَعنَوي ، فالدّفع أوَلاً ثم تشَكّى أو اضرِب رأسَك بالحائط سواءً رضيتَ أم لم تَرضَ عن النتائج ، فإذا الصّدق والإخلاص عملة تكاد تكون نادرة في نفوس المِهنيين وأصحاب الحِرَف الذين أمسى جُلُّ همِّهم الرّبح المادي ، وللأسَف
قد يَسهُل هنا التّعميم وفي هذا العَصر الذي نَحياه !
|