عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-01-2014, 09:00 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,192
ورقة التحالف الطائفي النفعي


التحالف الطائفي النفعي؛ اليمن نموذجاً..*
ـــــــــــــــــــ

8 / 1 / 1436 هــ
1 / 11 / 2014 م
ــــــــــ

التحالف الطائفي _8762.jpg

لاستصحاب الموقف الأيديولوجي أهمية كبرى في تفسير كثير من الظواهر التي تقع، حيث بات للعامل الفكري والديني مكانة كبرى في تحديد مآلات أكثر الأزمات اشتعالاً في هذا العالم، وإضافة إلى العمل الإيديولوجي فإن لعامل المصلحة (النفعي) مكانة خاصة، وبتزاوج العاملين (الأيديولوجي/والنفعي) انقاد العالم إلى أكثر الحروب دموية وإلى كوارث كبرى ما كان لأحد أن يتوقع حدوثها.

وفي اليمن السعيد اجتمع العاملان، حيث مثل الصراع الحوثي ضد أهل السنة العامل الأيديولوجي بسعيهم الدؤوب إلى إسقاط النفوذ السني في اليمن، ومن ثم تحويله إلى كيان شيعي تابع للدولة الإيرانية، ولهذا فإيران تساند هذا التوجه بكل ما تملك من قوة.

أما عامل المصلحة (النفعي) فيمثله تيار الرئيس السابق على عبد الله صالح، حيث يقف هذا التيار- وفي مقدمته الرئيس السابق- إلى جانب جماعة الحوثي، مسانداً إياها بكل ما يملك من نفوذ وقوة؛ لأجل إسقاط اليمن؛ ليعود من جديد إلى حظيرة الاستبداد.

وللأسف الشديد فإن حالة اليمن ليست الحالة الأولى أو الوحيدة التي يجتمع فيها العاملان، فقد حدث الأمر نفسه في أكثر من بلد عربي مع اختلاف العمل الأيديولوجي، فأحياناً يمثله طرف شيعي، وأحياناً أخرى يمثله طرف نصراني أو علماني، وهكذا..

ففي الحالة اليمنية أكد الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية "أدم الجماعي" إن ما يجري في الساحة اليمنية من قتل وتدمير من قبل المليشيات الحوثية في عدد من محافظات اليمن مخطط ذو شقين؛ حيث أوضح أن الأيام تكشف لنا أننا أمام مخطط عشوائي عدائي بدرجة أولى، ومخطط سياسي بدرجة ثانية.

فبين "الجماعي" أن المخطط العشوائي العدائي هو السيناريو الطائفي المشهور في العراق والمتمثل في تصفية المخالفين بالمذهب وتفكيك القوى المعرقلة لمشروع التشيع السياسي.

واعتبر الباحث "الجماعي" هذا المخطط بأنه يسحق المخالفين بالهوية المذهبية لمجرد الانتماء المناطقي أو السياسي أو القبلي ويستهدف كل مقومات المخالفين من مساجد وبيوت ومؤسسات، وغيرها من الرمزيات العادية، واصفاً ذلك بالعشوائية؛ لأنها لا تعمل على إحلال قيم منتظمة أو أنها متناقضة في مبرراتها ولأنها يمكن أن تتحالف مع قوى أخرى تشترك معها بنوع من العداء، مشيراً إلى أنها غالباً ما تكون مستأجرة لصالح أطراف خارجية وداخلية.

أما عنصر المصلحة ويمثله هنا الجانب السياسي فيرى "الجماعي" أنه يتمثل من خلال تكوين ضغط شعبي على السياسة الحالية باسم الثورة الشعبية، وتصديرها إلى كل محافظة، بإيجاد كيانات سياسية تتبعهم في السلطات المحلية، وينفذ هذا المخطط بالشراكة مع حزب المؤتمر الشعبي العام (حزب الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح) بأشكال مكشوفة وزائفة بتسهيلات قبلية وسياسية لانتشار الحوثي.

وفي إطار هذا المخطط قام جنود من الجيش اليمني في مديرية الرضمه بمحافظة إب وسط اليمن بتسليم مواقعهم للحوثيين في المدينة؛ حيث أوضح مصدر قبلي أن جنود اللواء 55 المرابط في مدينة يريم القريبة، والتي سبق أن سيطر عليها الحوثيون قبل أيام سلموا مواقعهم للحوثيين طواعية دون أي مقاومة.

إن مؤشرات الأحداث تشير بشكل كبير إلى تنامي قوى الحوثيين بسبب ما يقدمه الرئيس السابق والمتحالفون معه من دعم للحوثي وجماعته على المستوى السياسي واللوجستي بل والمادي- لا بسبب الدعم الإيراني فحسب- وهو ما يمثل خطراً كبيراً يطال اليمن وكل الدول العربية والإسلامية التي تطمع إيران في إخضاعها فكريا وسياسياً.
-----------------------------------
*{التأصيل للدراسات}
ـــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59