عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-30-2016, 11:04 PM
الصورة الرمزية محمد خطاب
محمد خطاب غير متواجد حالياً
كاتب ومفكر
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: فلسطين
المشاركات: 533
افتراضي لازلنا في أول الليل


لازلنا في بداية الليل

يذبح الشعب الفلسطيني كل يوم ، نشجب وننتقد ونقف ندعو الله
مذابح كل يوم في سوريا ، حلب بحر من الدماء ، سوريا كلها بحر من الدماء وكذلك غزة من قبل ، نكرر الشجب والانتقاد ، وندعو الى الله نفس الدعوات .
لو وقف العرب منذ البداية مع الثورة في سوريا ، لما أطلت الحيات من جحورها ، ولكن ...
يتحملون كل قطرة دم اريقت في فلسطين وسوريا والعراق شعوبا وحكومات فاشلة تحكم شعوبا نائمة لا احساس لديها .

ما أن سقطت بغداد حتى سارع العرب الى فتح سفاراتهم وإقامة العلاقات الدبلوماسية مع حكومة قدمت على ديابة امريكية على اشلاء العراق وشعبه .
يتسابقون الى اقامة علاقات مع الكيان الصهيوني ، فلسطينيا وعربيا ويحاصرون من يقاتل الكيان الغاصب ، ويدعو رئيس عربي الى العلاقات مع الكيان بكل حماسة ، بل إن بعضهم يقول ان الاقتصاد في بلاده في نمو لأن هناك علاقات اقتصادية مع الكيان الصهيوني .

تتكرر المأساة مع الشعب السوري ولا معين ولا من سامع ، والدول الاوربية قلقة مرة وأخرى لا يجوز ، فالدم رخيص والمقتول ارخص ، والوطن مستباح .

البابا المسيحي يقول في كلمة له ان المسيحي الحقيقي هو من يأوي في بيته اسرة سورية ، ومشايخنا مشغولون في لبس ال***اب حلال ام حرام ، وتكفير هذا وإخراج هذا من الملة ، وكأنهم ملكوا مفاتيح الجنة والثواب والعقاب .
لم نسمع من أحدهم كلاما يشابه ما قاله البابا ، لم نسمع أحدهم يقول : أن المسلم الحقيقي من يستضيف اسرة مشردة سورية في بيته ، أو يبني بيتا لفلسطيني هُدم بيته من الصهاينة ، وهذا دليل على انهم مشايخ سلطان لا يستطيعون كلمة الحق ولا يعرفون طريفها ، إنما هم موظفون في مؤسسة اطلق عليها ( المؤسسة الدينية )

اصبح العربي الذي يقاتل مع الثورة في سوريا ارهابيا ومرتزقا ، ويقف القومجيون ، وأذناب الشيوعية والليبرالية يؤيدون ويناصرون القاتل .ويبالغ مشايخنا في تكفيرهم والقاء اللوم عليهم ، عسى الا تزعل امريكا وتغضب .

عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُسَلِّطَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ ، فَلَيَسُومُنَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ فَلا يُسْتَجَابُ لَهُمْ ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ ، أَوْ لَيَبْعَثَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مَنْ لا يَرْحَمُ صَغِيرَكُمْ ، وَلا يُوَقِّرُ كَبِيرَكُمْ " .

لا يرحم صغيرنا ولا يوقر كبيرنا هو ما نحن فيه الآن ، وأتوقع أن الأيام القادمة فيها من الخراب والدمار والتفكك أكثر مما نراه ،لازلنا في بداية الطريق ، أقصد الرواية ، فنحن لا طريق لدينا بل نتخبط في متاهات الفرقة .

تبرى الأقلام في زيادة حدة الخلاف العربي العربي ، ولا يكتب حرف واحد في معاناة الشعوب التي طالتها آلة الظلم والقتل .
قالها شكيب ارسلان رحمه الله سيأتي على العرب يوم هو أحلك من السواد ، لازلنا في أول الليل
محمد خطاب سويدان

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
محمد خطاب
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59