عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-04-2014, 08:30 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,222
ورقة تآمر الغرب على ليبيا بعيون غربية


تآمر الغرب على ليبيا بعيون غربية*
ــــــــــــــــــ

11 / 1 / 1436 هــ
4 / 11 / 2014 م
ـــــــــــــ

_8781.jpg

تعد ليبيا في الدول العربية كأحد النماذج للثورات التي لم تكتمل ولم تحقق مرادها بعد بل يعتقد الكثيرون أن ما حدث بعد الثورة الليبية على معمر القذافي من خراب للبلاد وتدمير لبنيتها التحتية وتدمير اقتصادها بهذا الشكل نموذج فشل حتى الآن للثورة ودفع الكثيرين إلى التباكي على الأيام السابقة التي لم تكن أيضا مرضية للشعب الليبي ولكنها كانت اقل سوء من الأحداث الحالية التي لا يعرف لها وقت ولا كيفية نهاية.

وكان للتدخل الغربي الأثر الأسوأ في الأحداث الليبية حيث تحكمت الدول الغربية في المصير الليبي، فأنتجت كوارث لا حصر لها ولم يجن الشعب الليبي من ورائها إلا الانهيار لكل شئ.

واهتم الغرب فقط وكالعادة بمصالحه المادية من الشعب الليبي حيث أمنوا خروج البترول للغرب حتى لا تتأثر الاقتصاديات الغربية بنقصه خاصة أن الإنتاج الليبي النفط يمثل نسبة لا يستهان بها في الإنتاج العالمي.

بدأت الأصوات تتعالى في الدول الغربية منتقدة الموقف الغربي الحالي من الصمت الغربي على ما يحدث في ليبيا حيث ورطتهم الدول الغربية في صراعات دموية ثم انتشلت أنفسها منها، فعلى صفحات صحيفة "الإندبندنت جاء انتقاد الموقف الغربي وصمته إزاء ما وصفته بسقوط ليبيا في الهاوية.

ففي مقال كتبه الكاتب البارز باتريك كوكبرون وهو كاتب متخصص في الشئون العربية حيث سبقت له عدة زيارات ودراسات مهمة في الشأن العربي والإسلامي وصف فيه ما يحدث في ليبيا بالكارثة الدموية.

فقال كوكبرون : " إنه في عام 2011 كان هناك ابتهاج بمقتل الرئيس معمر القذافي، لكن لم يعد الأمر كذلك، فأصبحت مرحلة ما بعد التدخل الأجنبي كارثية ودموية ".

وأوضح الكاتب أن "الحكومات الأمريكية والبريطانية والفرنسية اعتبرت ليبيا نموذجًا واضحًا للتدخل الأجنبي الناجح، وأن رئيس الحكومة البريطاني ديفيد كاميرون وقف كمحرر بني غازي في سبتمبر 2011، وأشاد بسقوط القذافي، وقال لليبيين في بنغازي: "إن مدينتكم كانت مثالًا للعالم وهي تطيح بديكتاتور وتختار الحرية".، لكنه – أي كاميرون - لم يعد إلى بنغازي، ومن غير المرجح ألا يفعل حيث إن الميليشيات المتحاربة تحول ليبيا إلى فوضى بدائية لا أحد في مأمن فيها، فأغلبية الليبيين يرونها أسوأ بشكل واضح اليوم عما كانت عليه في عهد القذافي، على الرغم من حكمه الاستبدادي.

وتعجب من موقف كاميرون الحالي حيث قال أن " كاميرون يريد نسيان تلك الكلمات حيث لا تتواجد أي إشارة في أحاديثه خلال الأيام الماضية إلى ليبيا التي أمر ذات يوم بالتدخل العسكري في ليبيا عندما تحدث أمام مجلس العموم مبررا الضربات الجوية البريطانية ضد تنظيم داعش الإرهابي في العراق".

وانتقد الكاتب توقف وسائل الإعلام الغربية إلى حد كبير عن تغطية ليبيا واعتبارها قضية هامشية رغم سخونة الأحداث الدائرة هناك، لكنه برر ذلك بأنها تعتقد أنه هناك خطرا شديدا جدا على حياة الصحافيين هناك في ظل هذا التسابق المحموم نحو الدم.

وقال كوكبرون أن سجل منظمات حقوق الإنسان حاليا يعد أفضل بكثير من وسائل الإعلام في ليبيا منذ بدء الثورة في عام 2011، حيث قال انه اكتشف أنه " لا يوجد الكثير من الأعمال الوحشية التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة وقيل إن قوات القذافى تقوم بها وذلك بهدف حشد الدعم الشعبي لشن الحرب الجوية من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وشملت تلك القصص الاغتصاب الجماعي للنساء من قبل قوات القذافى والتى أشارت منظمة العفو الدولية أنها بلا أساس.

وركز الكاتب في نهاية مقاله على حقيقة هامة وهي أن " الغرب يتدخل في الحرب الأهلية ويحاول أن يصدر املاءاته إلى الفائز بحكم البلاد " وهي وما حدث في أفغانستان والعراق وفي الأخير ليبيا.

إن ما يتوهمه السذج عن ماهية التدخل العسكري في أي بلد مسلم بأنه محاولة لتخليص الشعوب من حكامها المستبدين أو لرفع المعاناة عنهم أو لدعم الديمقراطية وإقامة الحقوق المدنية ليس إلا ادعاءات واهية وهراء لا قيمة له، ولا يمكن أن تتحرك هذه الجيوش الغربية إلا بالمقابل المادي والسياسي لها، فالمقابل المادي مضمون بآبار البترول التي تتدفق على الغرب دون مقابل أو بمقابل زهيد، ولهذا فالرابط واضح بين العراق وأفغانستان وليبيا حيث لعب البترول دورا أساسيا في تدخلهم، وثانيا بفرض وجهة النظر الأمريكية على الشعوب بعد ما يطلق عليه بأنها تحررت.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ـــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59