عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-19-2017, 03:40 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي المسيرة التاريخية للخصخصة


المسيرة التاريخية للخصخصة:
شهد العالم المعاصرأزمات اقتصادية قوية, كفترة الركود الاقتصادي التضخمي, مما أدّى إلى نشوء أفكارالعلماء الكينزيين.
لكن تلك الآراء لم تحلّ المشكلة, وكردّة فعل نشأ تياراقتصادي وسياسي قدّم بدائل, منها:
*
وضع حدّ لتدخل الدولة في النشاطاتالاقتصادية, وتحويل القطاع العام إلى قطاع خاص!
*
إضافة إلى فشل الأنظمةالاقتصادية في غالبية البلدان النامية, وحدوث أزماتٍ اقتصادية حادة مثل أزمةالمديونية!
*
والطامة الكبرى ما حدث في الاتحاد السوفياتي, حيث أعلن (غورباتشوف) انهيار المنظومة الاشتراكية وتفكك الاتحاد السوفياتي إلى دول, وكان ذلككله لصالح فكرة الخصخصة...
مفهوم الخصخصة:
هناك تعريفات كثيرة للخصخصة, لكن أشملها هذا التعريف:
هي نقل ملكية أو إدارة المؤسسة العامة إلى القطاعالخاص, سواء اتخذ ذلك شكل البيع المباشر أو التمليك أو المبادلة بالديون أو من خلالعقود الإدارة أو التأجير.

أهم أشكال الخصخصة:
تخصيص الإدارة, أو البيعالجزئي, أو نقل الملكية إلى الإدارة والعمال, أو الاكتتاب, أو البيع الكاملالمباشر.

إيجابيات الخصخصة وسلبياتها:
من الأهداف الاقتصادية للخصخصة: القضاء على الاحتكار والتكتلات الاقتصادية, ومحاولة تحقيق الاستقرار الاقتصادي, والإسراع بمعدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية, وإنشاء وإدارة الأنشطة الخاصةبتكوين البنى الأساسية.
كل هذا يقود إلى عدة إيجابيات للخصخصة, أهمها تحسنالأداء والإنتاجية, وتهذيب الشطط في القطاع العام, والتخفيف من أعباء الحكومات, وتحقيق مزايا الإدارة الخاصة, وإذكاء روح المنافسة في الاقتصاد الوطني, وتشجيع عودةرؤوس الأموال الهاربة واجتذاب رؤوس الأموال الأجنبية, وتقليل البيروقراطية الحكوميةوالروتين.

أما سلبيات الخصخصة فهي كثيرة, منها: زيادة نسبة البطالة كما حدثفي اليابان عندما خصخصت شركات خطوط السكك الحديدية, حيث سرحت قرابة (29) ألفعامل!

والاعتماد على القطاع الخاص يؤدي إلى انكشاف خارجي أوسع قد يؤدي بدورهإلى زيادة السيطرة الأجنبية على الاقتصاد الوطني, إضافة إلى أن استثمار الشركاتمتعددة الجنسيات للأموال داخل البلاد يؤدي عادة إلى استنزاف قدراتها الاقتصادية, كذلك فإن بيع القطاع العام قد يؤدي إلى الإضرار بمصالح جمهور مستهلكي السلعوالخدمات خاصة من خلال رفع أسعارها.

لذلكلابد من رسم أهم أساليب علاجسلبيات الخصخصة, خاصة فيما يتعلق بالعمال والمستهلكين..

وقد أشارت بعضالأبحاث التي تضمـّنت بعض الإحصاءات عن البلدان النامية إلى أن متوسط العائد فيالقطاع العام, مثلاً: في تايلاند تراوح بين 2.75% إلى 3%, مقابل 9% إلى 12% فيالقطاع الخاص في الفترة المشار إليها سابقاً!

الخصخصة في ميزان الشريعةالإسلامية:
من تعريفات الملكية قول الإمام القرافي, هو: حكم شرعي مقدّر فيالعين أو المنفعة, يقتضي تمكن من يضاف إليه من انتفاعه بالمملوك والعوض عنه من حيثهو كذلك (1), وبالتالي فغالبية العلماء على أن حب التملك يعتبر نزعة فطرية فيالإنسان, بل وحتى في عالم الحيوان والنبات!

وهذا ما جعل القرآن الكريم يربطبين غريزتي التملك وحبّ البقاء, مصداق ذلك قوله تعالى: (المال والبنون زينة الحياةالدنيا( سورة الكهف: /46/, ولذلك ترى الإنسان يـُفاخر بكثرة ماله وأولاده: (فقاللصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً( سورة الكهف.

وقد تضاربتنظرة الديانات والقوانين الوضعية إلى مسألة الملكية: فالبوذية حرمت التملك أبداً! والزرادشتية أباحتها مطلقاً! والمزدكية أباحت الأموال والنساء, وكانت الرأسماليةحيث الحرية المطلقة, ثم كانت الاشتراكية حيث القطاع العام هو السائد!!

أماالإسلام فطرح فكرة الملكية الخاصة يقابلها الملكية العامة - ملكية الدولة-, أي أنكل ما فيه مصلحة للجماعة فهو ملك عام, لا يجوز منح امتيازٍ أو تمليك فرد أو جماعةله, لأن جميع الأفراد بحاجة له: ((الناس شركاء في ثلاث: الماء, والكلأ, والنار -وزاد في رواية-: والملح)). (3)
إضافة إلى ذلك لا بد للأفراد من المحافظةعلى الملك العام, وذلك عن طريق: الرقابة الذاتية, ورقابة السلطة التنفيذية, والرقابة الشعبية, كما قال ابن تيمية: (وليس لولاة الأموال أن يقسموا بحسب أهوائهم, كما يقسم الملك ملكه, فإنما هم أمناء ونوّاب ووكلاء, وليسوا ملاكاً) (3)
*
إذن: وضعت الشريعة الإسلامية عدة ضوابط لتدخل الدولة في أنشطة القطاع الخاص, أهمها: استهداف المصلحة العامة, مع الالتزام بمقاصد الشريعة, وحصر التدخل بمقدار الحاجةوعدم التعسف فيه, خاصة أن من أهم خصائص الإسلام: الثبات والمرونة, حيث الثبات فيالأهداف والغايات, والأصول والكليات, بينما المرونة في الأساليب والوسائل, والفروعوالجزيئات.

وهناك ضوابط شرعية في عملية الخصخصة, منها: ضوابط اقتصادية, ومنها إدارية ومالية, ومنها اجتماعية وأخلاقية, ورحم الله ابن تيمية عندما نقل قولالشافعي رحمه الله: (إن الناس مسلطون على أموالهم, ليس لأحدٍ أن يأخذها أو شيئاًمنها بغير طيب أنفسهم إلا في المواضع التي تلزمهم)
بقلم: د. محمد عمر الحاجي
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59