كان للكويت زمن أميرها سالم الصباح توجها قوميا لا شك ، وكان لها اسهامات في تنمية الفكر العربي القومي والانتماء للعروبة عن طريق مجلة العربي والتي اسهم في بنائها اسماء كبيرة في مجال العمل العربي فكرا أمثال الدكتور أحمد زكي وهو ما لا يستطيع أحد انكاره او طي هذه الصفحات الناصعة في تاريخ الكويت ، وكان لها اسهامات كثيرة في تزويد الثقافة العربية بكتابات وترجمات افادت القارئ العربي كثيرا لمن يتابع سيرورة الأدب والفكر العالمي والعربي .
سابدا بكلمة قالها أمين الجامعة العربية ابان احتلال العراق للكويت وهو الشاذلي القليبي قال ( اعتقد ان العراق تعرض لمؤامرة كانت الكويت طرفا فيها ) وقد قدم الشاذلي القليبي استقالته بناء على ما تم ضد العراق . وكانت العراق مشغولة قبل احتلالها للكويت بحربها مع ايران حيث كانت هي السد المنيع أمام الزحف الفارسي الايراني ، وما ان انتهت الحرب حتى اكتشف العراق ان الكويت كانت تسرق النفط من حقل الرميلة المشترك بينهما ، ثم عملت الحكومة الكويتية على خفض سعر برميل النفط في قوت كانت العراق بحاجة الى رفع السعر لتعيد بناء اقتصادها الذي لا شك انه كان متأثرا بشدة نتيجة السنوات السبع في الحرب الايرانية العراقية والتي فرضتها ايران على المنطقة بحجة تصدير الثورة الاسلامية . وكان ان اشتكت العراق للجامعة العربية حول ما حدث في حقل الرميلة وما حدث في خفض سعر برميل النفط ، ولكن الكويت والجامعة العربية التي تتحكم فيها مصر مبارك لوت عنقها ، وهنا ثارت الأزمة بين العراق والكويت ن ولم نسمع وقتها من المثقفين الكويتيين ما يدل على انهم ينظرون للأمر من وجهة نظر قومية ، وتطورت الأزمة وهدد العراق ، ويجيب امير الكويت ان للكوين اصدقاء يدافعون عنها ، وتدخلت السعودية محاولة حل المشكل ولكن الأمر اصطدم بتعنت الكويت ، وقيل في هذا اللقاء ما تناقلته الاخبار عن رد مسيء من الحكومة الكويتية للعراق ، فكان الرد باحتلال الكويت من العراق .
وهنا تبدأ الماساة الحقيقية في سلوك الجامعة العربية والتي وقع الحكام العرب على حرب العراق بقيادة امريكا في مؤتمر القمة ، أقول وقعوا على البيان باللغة الانجلزية كما قالت الجزائر وعرفات وليبيا والسودان ، هذا البيان الذي كتبته امريكا ولم يكن هناك وقت لترجمته الى اللغة العربية ، وكان بالامكان ان ينسحب العراق من الكويت ولكن الإصرار على اهانة العراق وقيادتها في كل لحظة لم يعط العراق فرصة للتراجع ، وتوجه الجيش المصري والسوري الممانع لقتال الجيش العراقي واخراجة من الكويت وقد كان .
وتزداد المأساة اكثر من كتابات الكتاب الكويتيين وتحديدا رئيس تحرير مجلة العربي والحقيقة لا يحضرني اسمه كاملا هو بهاء الدين ، الحقيقة غاب عني الاسم كما لم تغب كتابات هؤلاء من مصر وسوريا والكويت لضرب وتحطيم العراق ، ونحن ندرك تماما ان العراق هو القطر العربي الذي كان ممكن ان يصنع التوازن الاستراتيجي مع دولة الصهاينة ومحاول القفز عن الموضوع فيه اسكات للحقيقة ودفنها لمصلحة من فعل هذا الفعل الشنيع .
وبدأ حصار العراق من الدول العربية وكانت الاقلام المأجورة التي لم تعرف من العروبة سوى الاسم بالتطبيل والتزمير وختم الامر يموت أكثر من مليون طفل عراقي ويتم تدمير العراق ، وهنا تصر الكويت أكثر على تدمير العروبة بمساعدة امريكا مرة أخرة لتنطلق من اراضيها لمهاجمة العراق عام 2003 ، وكانت النتيجة العراق الآن ، يبدو ان الكاتب لم يقرا مقالات هؤلاء الذين وضعهم نجوما في سماء القومية .
ما أصاب الفلسطينيين في الكويت هو ابعد ما يكون عن القومية التي تشدق بها الكاتب من طرد وقتل وشنق في شوارع الكويت واغتصاب ، فليرجع لقراءة التاريخ ، نحن نطالب بالتحقيق فيما حدث للفلسطينيين في الكويت بعد الخروج العرقي منها ، ولا يزال للان البعض من كتاب الكويت يقف في خندق الصهاينة كما راينا في الحروب السابقة الصهيونية ضد غزة والمقاومة ، إلى الدرجة ان اسرائيل اعطت هؤلاء وساما وشكرتهم وهم من الكويت .
إن محاولة وضع الحقيقة في غير موضعها ومحاولة اعطاء الكويت صك الغفران بكلمات لا ترقي الىمرتبة الحقيقة هو بمثابة تبرئة الصهاينة من الدم الفلسطيني .
ولي لهذا الموضوع عودة إن تمكنت من الحصول على الوثائق والمقالات التي كتبها الكتاب في الكويت

__________________
محمد خطاب