سيدي الرئيس اوباما .. لحظة من فضلك !
منذ ان تفتقت قريحة ( الآيباك ) بمشروع الشرق الأوسط الجديد وفق دهاء وخبث اليهود المعروف ، وهو أكبر انجاز يحسب لهذه المنظمة الأخطبوط منذ عهد الرئيس دوايت أيزنهاور ، ورياح التغيير تطيح بدول المنطقة وتضربها بأعاصير سياسية من الفئة الخامسة وتمحي بقوة تاريخ وحاضر بل وحتى مستقبل تلك الدول .. وقد سارعت بعض شعوب بلادنا الشرق اوسطية تحت غشاوة واضحة الى تلقف ذلك التغيير بصدر مفتوح وسرور غامر من أجل بعض من نسمات حرية منشودة لم تكن تعلم انها ستكون مغلفة بالسم الرعاف ، خصوصا تلك الشعوب التي كانت ترزخ تحت حكم نظم دكتاتورية شمولية كبتت أنفاس مواطنيها وضيقت الخناق عليهم لعقود طويلة .
إلا ان ذلك وكما تيقن الجميع لم يكن سوى الصفحة الأولى من ذلك المخطط المشبوه الذي تم تغليفه بكلمات تجميلية ايحائية كالربيع العربي وثورات الياسمين والقرنفل والجوري والصبـّار ، وتبينت الصفحة الخطيرة لما رسمه عتاة الظلامية والأستعمار وهي تدمير دول الشرق الأوسط وتفتيتها وحرق خيراتها على يد أبنائها سواء كان ذلك بالسرقة أو الفساد او الأقتتال أو التفرقة الأجتماعية والمذهبية والعرقية، على أن يبدأ ذلك المشروع بالأنظمة التي كانت تعتبر شوكة في زور اسرائيل ، وهو الذي حصل .
من هنا نريد أن نقول لسيادتك يا حضرة الرئيس اوباما اننا قد كشفنا هذا المخطط من وقت مبكر ، ولولا غشاوة مظللة قد أعمت بصر وبصيرة بعض مثقفينا لكان ذلك المشروع لم يكن سيخرج عن نطاق المؤامرة كما هي معظم المؤامرات التي حيكت على المنطقة وذهب أكثرها الى المزابل .. وقد ساعد الذي حدث في مصر العروبة الى فضح ذلك المخطط وازالة المتبقي من تلك الغشاوة بسبب نباهة الشعب العربي المصري العظيم وفطنة قياداته العسكرية ( المحنكة ) ، الذين لم يكتفوا بالتغيير المدعوم من سيادتكم وفق ما رسم اليه فحسب ، وانما صححوا وبشجاعة قل نظيرها مسار ذلك التغيير ووجهوه الى ما يتطابق مع طموحاتهم واحلامهم وآمالهم وفق سيادة مصر واستقلالها كدولة عريقة ذات تاريخ ووزن معروف في المنطقة والعالم .
وكان فلم الكيمياوي السوري عاملا مضافا لكي ينكشف المنظر أمام من حجبت عن نظره الشمس أيضا ، وتيقن الجميع ان أمريكا لم تعد تهتم لبقاء او رحيل نظام الأسد ما دام خطر ذلك النظام قد أصبح في خبر كان من ناحية تهديده لأسرائيل .. ولن يكون البيت الأبيض وكما هي عادته مسؤولا عن مئات آلاف القتلى الذين سقطوا بسبب تلك السياسات وليذهب عوائل الضحايا الثكلى ويشربوا من البحر .
ورغم ان ما يحدث في العراق وسوريا وليبيا وتونس واليمن وغيرها هو نجاح محسوب الى ذلك المخطط وفق ما ذكرناه من سياسات .. إلا ان موقف مصر حقيقة قد ضرب تخطيطكم في منتصف او مركز متنه ونثر بنوده السوداء تحت أقدام العرب الشرفاء .. خصوصا بعد أن تيقنت دول التأثير العربي الى مخاطر ما يحصل وسارعت الى دعم شعب مصر وجيشه الباسل ، وعلى رأسها السعودية العربية والأردن والأمارات والكويت .. ولعمري فان فشلك يا سيدي اوباما في هذه الصفحة ستفتح الباب على مصراعيه امام حرب خفية بينك وبين اآيباك سيكون ثمنها مستقبلك السياسي المنتهي اساسا نتيجة الضعف والأرتجاف الذي شخصوه هم عليك وليس نحن .. وليست مشاكلك في تمرير القوانين في الكونكرس هي اولها ولا آخرها .