عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-08-2016, 08:17 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,033
ورقة الدول الداعمة للثورة السورية


ماذا تنتظر الدول الداعمة للثورة السورية ؟!
ــــــــــــــــــــ

(د. زياد الشامي)
ـــــــــ

29 / 4 / 1437 هــ
8 / 2 / 2016 م
ـــــــــــ

الداعمة السورية khryt_0_1-thumb2.jpg


سؤال يتردد في أذهان جميع المتابعين لتطورات الساحة السورية , بعد التقدم الأخير لقوات النظام النصيري ومرتزقته من الرافضة في بلدات ريف حلب الشمالي , وفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء الموالية له , و الذي ينذر بحصر بلدات ريف حلب الشمالي التي يسيطر عليها الثوار بين أعداء ثلاثة هي : "داعش" ومليشيات النظام النصيري و وحدات "حماية الشعب" الكردية وعزلها عن مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب , ناهيك عن تهديد هذه التطورات بإغلاق الممر الواصل بين حلب وتركيا , الأمر الذي يعني قطع خطوط الإمداد عنها .


ومع الأنباء الأخيرة التي تتحدث اليوم عن تمكن قوات النظام النصيري والمليشيات الأجنبية الداعمة له من الفصل بشكل تام بين مدينتي داريا ومعضمية الشام في ريف دمشق بعد اشتباكات عنيفة استمرت ثلاثة أشهر مع المعارضة المسلحة , ناهيك عن تقدم وحدات الشعب الكردية في بعض قرى وبلدات ريف حلب على حساب المعارضة السورية ....يزداد هذا السؤال إلحاحا , وينتظر جوابا عاجلا بالأفعال لا بالأقوال من قبل الدول الداعمة للثورة السورية .


والحقيقة أن من يطلع على جفرافيا المنطقة التي خسرها الثوار مؤخرا في ريف حلب الشمالي بسبب هستريا القصف الروسي عليها لا بقوة قوات النظام ومرتزقته الذين لم يستطيعوا طوال السنوات الماضية من التقدم في تلك المناطق .... يدرك حجم الخطر الذي يهدد ليس ثورة الياسمين وحسب , بل و الدول الداعمة للثورة السورية إن لم تبادر وبأسرع وقت لإنقاذ الموقف .


فبعد فك حصار نبل والزهراء لم يبق أمام الثوار بحلب إلا طريق "الكاستلو" كمنفذ وحيد متبقي بين الريف ومدينة حلب ، وهو ما يعني أن المعركة القادمة ستكون على هذا الطريق بلا شك , وأن روسيا ومرتزقة النظام لن يتأخروا في محاولة الإسراع في قطع خطوط إمداد المعارضة بين الريف والمدينة .


من جهة أخرى لم يتبق لقوات المعارضة في مناطق الشمال السوري سوى معبر وحيد مع تركيا هو معبر باب الهوى ، وهو ما يعني تضييق الخناق على تركيا وعزلها عن التأثير في الملف السوري , بل والتحرش بحدودها فيما بعد من خلال بعض الأحزاب والتنظيمات الكردية التي تعتبرهم أنقرة تنظيمات إرهابية .


وقد ترجم الكثير من الغيورين على ثورة الياسمين من المفكرين والإعلاميين والمحللين حيرتهم من مسألة تردد الدول الداعمة للثورة في التدخل حتى الآن بشكل يتناسب مع خطورة الملف السوري... ببعض التغريدات على "توتير" وبعض المقالات التي تحذر من تداعيات هذا التردد والتباطؤ ليس على أرض الشام وعاصمة الأمويين فحسب , بل وعلى أمن واستقرار وهوية الدول السنية عموما .


فكتب الصحفي والإعلامي المعروف د . أحمد موفق زيدان على صفحته على تويتر منذ أيام محذرا من تداعيات سقوط حلب بيد النظام النصيري قائلا : " الكرة اليوم بملعب السعودية و تركيا لا بديل عن دعم عسكري نوعي للثورة سقوط حلب سيتحملان نتائجه التاريخية وسينقل المعركة إليهما والأيام بيننا"


وأشار في تغريدة أخرى اليوم إلى أن : " الحرب الروسية بالشام حرب على مستقبل تركيا , فمنذ سقوط الخلافة العثمانية ثمة قرار دولي يحظرعلى تركيا التواصل مع جوارها الشعبي" .


من جانبه أكد المفكّر الموريتاني و أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان بكلية قطر للدراسات الإسلامية محمد المختار الشنقيطي في تغريدة له على تويتر أنه : " إذا سقطت حلب بيد الأسد فتوقعوا الحريق السوري يصل إلى قلب تركيا والطلائع الإيرانية على الحدود السعودية اليمنية " , محذرا من أن استمرار تردد الدول الداعمة للثورة السورية وتداعيات ذلك بالقول : "تردد العرب والأتراك في مواجهة الأسد فتدخلت إيران ، ثم ترددوا في مواجهة إيران فيها فتدخلت روسيا.. تأخير القرار الاستراتيجي عن وقته مَهلكة" .


وفي تغريدة أخرى قال الشنقيطي : "سوريا سد منيع وحصن حصين للجزيرة العربية وتركيا ، فإذا انهار السد فسيغرق الطرفان في الطوفان الروسي الشيعي بكل غرورره ودمويته" مضيفا أنه : "إذا حققت إيران طموحها في كسر الثورة السورية فسترى ميليشياتها تجوس خلال الديار في دول الخليج وتشعل تركيا من الداخل. سيدفع الجميع ثمن الخذلان" .


ليس شرطا في رأي الكثير من المتابعين والمهتمين بتطورات ما يجري في سورية مؤخرا أن يكون تدخل الدول الداعمة للثورة السورية مماثلا أو شبيها بما فعلت كل من طهران وروسيا - رغم أنه لا ينبغي أن يكون مستبعدا - إن كانت حسابات ذلك التدخل من الصعوبة بمكان , بل يكفي أن يكون التدخل بتزويد الثوار على الأرض بمضاد الطيران الذي يلجم الطيران الروسي الذي يعتبر السبب الأبرز في تقدم النظام مؤخرا .


قد يكون ما أعلنه مستشار وزير الدفاع السعودي العميد "أحمد عسيري" قبل أيام من استعداد المملكة للمشاركة في عمل عسكري بري ضد تنظيم الدولة في سورية بوابة لهذا التدخل المنشود , إلا أن الوقت ليس بصالح الثوار ولا الدول الداعمة لها , فالمليشيات الرافضية والكردية والداعشية التي تحيط بالثوار من كل جانب في حلب وريفها لن تنتظر كثيرا .
-----------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59