سكبتُ الماء أحاول أن تنبت جذراً ..ساقاً..ورقاً
لم تنتش، لم تنبت

"
قطرة

قطرة
"
سقيتُ البذور رذاذاً..أحاول،عساها فسيلة تكبر..
لم أراها..ولم تراني
"
قطرة

قطرة
"
قضيتُ عمري ألقِّنها مياهاً من الزَّلل..
لم أفهمها ..ولم تفهمني


بقي التراب بيننا حاجزاً
وظلت
بذوراً من العطش

"

سألتُ عالِمَ الزّرع هل من حل؟؟
أجابني متهكماً..بل حلولاً من العلم..

هاتِ فأساً، معولاً ،منكاشاً
وفنوناً من الطبّ

اليَّ بالسّماد وآلافٍ من الحِكم
لم تنمو ،لم تكبر ،لم تزهر

بذور العطش

هاتِ الدّلو هاتِ المِرشَ

هات..هاتِ
صنوف الكتب
لم ترقى...لم تلقى
أدراج التُرب

"

إليَّ بالهواء..إليّ بالضياء
إليّ..إليّ
بكل السُّبل

"
لم ولم ولم
لبثت

بذوراً من العطش

"
أرهقتني علومك يا أخا الأرض
كيف أنشئُ زرعاً من بذورٍ
من العطش

كيف أربي جيلاً من بذورٍ
من العدم

كيف أصنِّف رجالاً من بذورٍ
من الوهن

كيف أبني بروجاً من بذورٍ
من الهَرم

"
إنها بذور العطش يا سيدي

عجباً
هل ينفعها غيثاً من المطر

هل ينفعها أهطالاً من البَلل

؟؟؟

قطرة

قطرة

سقيتها لتاريخٍ كان يعجُّ ببذورٍ من الكوثر

قد أنبتت جهابذةً من الأبطال والقادة

لم تلد
بذوراً من العطش
****
مما راق لي
دمتم بخير

__________________