الموضوع: نهاية حاكم
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-03-2012, 11:11 PM
الصورة الرمزية أيمن أحمد رؤوف القادري
أيمن أحمد رؤوف القادري غير متواجد حالياً
كاتب وأديب قدير
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: لبنان
العمر: 57
المشاركات: 316
افتراضي نهاية حاكم


[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
قصيدة
نهاية حاكِم
23-7-2011
صرخَ الحاكِمُ يوماً في غَضَبْ= عاقِدَ الحاجِبِ مَفْتولَ الشَّنَبْ
يا وزيرَ النَّحْسِ أَسْرِعْ وامْتـثِلْ= تَحتَ رِجْلَيَّ كلَوحٍ مِنْ خشَبْ
فدنا والخوفُ في مُقْلتِهِ= قالَ: يا مَولايَ، يا فَخرَ النَّسَبْ
قُلْ، تكلَّمْ، أنا عَبدٌ صاغِرٌ= هكذا علَّمَني الذِّئبُ الأدَبْ
زَمجَرَ الحاكِمُ: هَل في بَلَدِي= أحدٌ أَشرَفُ منِّي في الرُّتَـــبْ؟
قالَ: حاشا، ما الَّذي تسأَلُهُ؟= أيكونُ الـرَّوثُ يوماً كالذَّهَبْ؟
ضَحِكَ الحاكِمُ: قدْ أَعجَبْتَني= سَلِّمُوهُ بعضَ ما جيشي نَهَبْ
ثُمَّ حكَّتْ رأسَه إصبَــعُه= وبدا في وَجهِهِ بعضُ العَجَبْ
قالَ: ما دُمْتُ كما تَنعَـــتُـني= فلماذا الشَّعْبُ يَنسى ما وَجَبْ
كيفَ لمْ يأتِ إلينا ساجِداً= أحَدٌ؟ تبّاً لهُمْ! هلْ مِنْ سَبَبْ؟
كيفَ لمْ يَمدَحْ مُذيعٌ قِطّتي= وخلتْ مِنْ ذِكْرِ ألقابي الخُطَبْ؟
طأْطأَ الرَّأسَ الوزيرُ الـمُجتبى= قالَ: يا مَولايَ، ما شَهرُ رجَبْ؟
قالَ: شهرٌ خيِّــــرٌ، قالَ: وما= بَعدَه؟ هاتِ الجوابَ الـــمُقتضَب!
قالَ: قدْ تأتي جُمادى بعدَه، = بلْ... حَزيرانُ، متى يُجنى العِنَبْ
فدنا أوفى وزيرٍ هامِساً:= هكذا مُلْكُكَ بالــجَهْلِ ذهَبْ
شَعبُك النَّاقِمُ يَغلي طالِباً= رأسَك الأجْوفَ، فانظُرْ عنْ كثَبْ
اِفتحِ النَّافذةَ الآنَ، استمِعْ= فالجماهيرُ رُجومٌ مِنْ لَـهَبْ
***=***
ضَحِكَ الحاكِمُ: هل صدَّقْــتَهُمْ؟= وهُمُ مَعدِنُ شرٍّ وشغَبْ
اِستمعْ: مَطلبُهمْ «حريّةٌ»= ثـــُمَّ أنْ يُودَعَ سِجناً مَنْ سلَبْ
هل سيبقى أحَدٌ مِنْ أُسرتي= خارجَ السِّجنِ إذا صَــحَّ الـطَّلَبْ؟!
الوَقاحاتُ على أفواهِهِمْ= والــهُتافاتُ رُغاءٌ وصَخَبْ
عُملاءُ الغربِ... هذا وَصفُهمْ= كلُّ مَن قال سِواه قد كذَبْ
هكذا كلُّ المجلاّتِ رأتْ= أتُــماري في الَّذي صِهْري كتَبْ؟
لا تُصدِّقْ غير ما قُلتُ لهُ=إنَّ إعلامي صَدوقٌ لم يُشَبْ
أيكونُ الرَّأيُ إلاّ ما نرى؟= جلَّ منْ مَنَّ علينا ووهَبْ
أنا مَعشوقُ الجماهيرِ الَّتي= بايَعتْني ورمَتْ عِندي القُرَب
ليسَ في أحلامِ شَعبي أبداً= غيرُ أنْ أجلِدَهُمْ، هذا الأرَبْ
والأُلى قالوا بإسقاطي أنا= بَعضُ مُندَسِّينَ، ليسُوا بالعرَبْ!
***=***
ثُمَّ نادى رجُلَ الأمنِ، فما= مرَّ إلاّ عُشْرُ عُشْرٍ واقترَبْ
قالَ: يا ضَبْعُ، ألا أخبرْتَني= مَنْ هُوَ العابِثُ في أمْنِ الـنُّخَبْ؟
قالَ: فيهِمْ أثرٌ مِن بَشرٍ= لكِنِ العكسُ بدا بعدَ تَعَبْ
واحِدٌ مِن كَوكبِ الــمرِّيخِ قد= ضَـــلَّ في مَسراهُ، والفوضى ارتكَبْ
وسواهُ من دُجى الماضي أتَوا= بعُقولٍ حشَروها في عُــلَبْ
بعضُهُمْ يَنطِقُ لفظاً مُبهَماً= ألِـــيأْجوجَ ومأْجوجَ انتَسَب؟
قد سَمِعْناهُ يُنادي «عِزَّتي»= فجلَدْناهُ، ولمْ يُمحَ العَطَبْ
هَتفَ الحاكِمُ: ليسُوا بشَراً= أوقِدوا فيهِمْ سَعيراً مِنْ حطَبْ
اِقصِفُوهُمْ، مَـــرِّغوا هاماتِـــهِم= في تُـــرابِ الذُّلِّ، ما أحلى الطَّرَبْ!
***=***
بعدَ شَهْرَينِ، الوَزيرُ الــمُجْتبى= حَلَّ في السِّجنِ، ليَلقى ما اكتَسَبْ
وعلى مَقرُبةٍ منهُ انطَوى= حاكِمُ الأمسٍ، وفي الكَفِّ اللُّــعَبْ
ظلَّ يومَينِ يُناجي ظِــلَّهُ= وجَفاهُ النَّومُ ليلاً فاكتأَبْ
قالَ: يا خَيرَ وزيرٍ في الدُّنى= لمْ تُجِــبْني، ما الَّذي بعدَ رَجَبْ؟؟؟![/poem]
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59