عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 01-22-2012, 09:53 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,419
افتراضي

والاستقراء الناقص هو المنهج الذي يستند إليه العلم، وهو الأسلوب الذي ساعد بشكل كبير بناء الحضارة الكونية الحديثة.
3 . 4. 2: الاستنباط Deduction:
وهو الاستدلال الذي ينتقل من الكل إلى الجزء أو من العام إلى الخاص. والاستنباط يبدأ أو يستند إلى مسلمات أو نظريات ثم يستنبط منها ما ينطبق على الجزء المبحوث. من هنا نرى أن ما يصدق على الكل يصدق على الجزء. والاستنباط يمر بثلاث خطوات، وهي المقدمة المنطقية الكبرى، والمقدمة المنطقية الصغرى، والنتيجة. مثال لو كان لدينا مبدأ عام في الإدارة يقول أن كل المنشآت التي تطبق الفكر الإداري الاستراتيجي تتمتع بقدرة تنافسية عالية (مقدمة منطقية كبرى)، وكانت منشأة (العودة) تطبق الفكر الإداري الاستراتيجي (مقدمة منطقية صغرى)، إذن، منشأة (العودة) تتمتع بقدرة تنافسية عالية.
والمقدمة المنطقية الكبرى هي عبارة عن مبدأ عام والذي يعتقد بصحته (من المسلمات). والمقدمة المنطقية الصغرى وهي المبدأ الخاص أو الظاهرة المبحوثة والتي تنطبق مع المسلمات العامة. والتوصل إلى النتيجة يتم عبر سلسلة من المقارنات والقياسات والربط المنطقي بين المقدمتين.
ومن الانتقادات الموجهة إلى المنهج الاستنباطي هو أن النتائج التي يتم التوصل إليها لا تخرج عن حدود المقدمتين، فإذا بدأ الباحث بمقدمة غير صحيحة فمن المؤكد أن ينتهي إلى نتيجة غير صحيحة.
وبسبب الانتقادات الموجهة إلى أسلوبي الاستنباط والاستقراء حول مدى دقتهما استلزم الأمر المزج بين الأسلوبين للوصول إلى العلم والمعرفة الدقيقة، وهذا الأسلوب الجديد سمي بالمنهج العلمي الحديث (الرفاعي، 1998).


الفصل الرابع

مراحل البحث وعناصر خطة البحث العلمي

أولا : مراحل البحث العلميSteps of Scientific Research
ثانيا : مرحلة إعداد خطة البحثResearch Proposal


4 . 0 مقدمــة

يمر البحث العلمي بالعديد من المراحل، ولا بد للباحث أن يسبر حسبها حتى بتمكن من الوصول ببحثه إلى نهايته.
ونقطة البدء لعملية البحث العلمي هي أن تكون هناك مشكلة يستشعرها الباحث، أو ظاهرة أو قضية يريد مناقشتها حتى تكون هناك بداية أو نواة لأي بحث علمي. وعليه، فالشعور بالمشكلة هو الأساس، وهو نقطة البدء. وهناك عدة قواعد لتحديد المشكلة، أو الظاهرة المراد بحثها أو مناقشتها.
وقد ذكر (الرفاعي 1998) مجموعة من هذه القواعد كما يلي:
أولا: أن تكون المشكلة قابلة للبحث العلمي.
ثانيا: الأصالة في مشكلة البحث، أي لم يتطرق أحد من قبل لموضوع البحث، فلا يكون الموضوع قد أشبع أو قتل بحثاً.
ثالثا: أن تكون الدراسة ضمن إمكانيات الباحث المالية والزمانية والتخصصية.
رابعا: تبلور مشكلة البحث في ذهن الباحث.
خامسا: أن يطمئن الباحث إلى توفر البيانات اللازمة لإثبات أو نفي الفروض وإلى تحقيق أهداف البحث.
سادسا: أن تتوفر لدى الباحث القدرة على تحليل البيانات بما يحقق هدف البحث، سواء القدرة العلمية أو توفر البرامج الإحصائية اللازمة لعملية التحليل.
وبعد الشعور بالمشكلة ومعايشتها، لابد للباحث العلمي من اجتياز العديد من المراحل عند القيام ببحثه.
4 . 1 : مراحل البحث العلمي
1- مرحلة إعداد خطة البحثResearch Proposal
ويأتي الحديث عنها لاحقا في هذا الفصل.
2- مرحلة الكتابة النظريةLiterature Review
أ. أدبيات الدراسة : وتشمل مراجعة الأبحاث السابقة المماثلة (الدراسات السابقة)، إضافة إلى النظريات ذات العلاقة والتعاريف الحديثة لأهم مصطلحات الدراسة وأساليب قياس المشاهدات. كما تبين أدبيات الدراسة مصادر الحصول على البيانات واستراتيجيات جمع البيانات والمعلومات. وتبين أدبيات الدراسة كذلك طرق ربط العناصر والمشاهدات المختلفة والعلاقات المتوقعة بين متغيرات الدراسة. هذا فضلا عن التعرف على الاقتراحات الموجودة من الدراسات السابقة.

ب. فوائد أدبيات الدراسة : توفير الجهد على الباحث والتعرف على النماذج المناسبة لإتمام البحث. كما تفيد في استخدام التعاريف الحديثة والبيانات والإحصاءات الحديثة ، وتوضيح وشرح خلفية المشكلة أو الموضوع ، وبيان أصالتها و أصالة البحث . هذا بالإضافة إلى البعد عن الأخطاء التي وقع فيها الباحثون السابقون. ( الرفاعي ، 1998) .

ومرحلة أدبيات الدراسة مرتبطة تماما بكل مراحل الدراسة، فهي تساعد بشكل كبير في اختيار موضوع ومشكلة البحث، وتحديد المؤشرات والمقاييس المستخدمة في قياس المتغيرات المدرجة في الدراسة. وأدبيات الدراسة أيضا تفيد في تحديد أنواع البيانات المستخدمة وطريقة جمعها وأسلوب التحليل المستخدم وآلية عرض النتائج في التقرير النهائي.
3- مرحلة تطوير المؤشرات والمقاييس [1] Developing Indicators
وهي من المراحل الهامة في الدراسة، نظرا لأهمية اشتمال الدراسة على مؤشرات لقياس المفاهيم المختلفة ضمن إطار الدراسة. فعندما نتحدث عن مفهوم التنمية أو النمو لا بد من تطوير مؤشر لقياس هذا المفهوم .
وحتى يتم تطوير مؤشرات لقياس المفاهيم المدرجة ضمن البحث، يلزم المرور بالخطوات التالية:
الخطوة الأولى : تفسير المفاهيم وتوضيحها ، ويتم ذلك عبر الحصول على مجموعة من التعريفات للمفهوم، سواء التعريفات العامة الشمولية أو التخصصية، وبعد استعراض هذه التعاريف يمكن إقرار التعريف المراد استخدامه والمناسب للموضوع حسب رأي الباحث.
الخطوة الثانية : وصف أبعاد المفهوم ، وهذه الأبعاد مشتقة من التعريف الذي تم استخدامه. ويتم اعتماد الأبعاد وترتيبها ثم اختيار العناصر المكونة لكل بعد حتى تساهم في اختيار المقياس المناسب أو تطويره بما يتفق مع أهداف الدراسة ومتطلباتها.
الخطوة الثالثة : تطوير المؤشرات ، مفادها الانتقال من المعنى أو المفهوم التجريدي إلى مرحلة يمكن فيها تطوير استبانة خاصة بهدف إزالة الغامض وتوضيح المبهم ، أي يتم الانتقال من التجريد إلى الواقع أو الملموس.
وتطوير المؤشرات مهم بدون شك، وإذا كان المفهوم متعدد الأبعاد فيلزم التعرف على كل بعد ومعرفة كل النظريات حتى يتم الوصول للأفضل.
ولا بد أن تكون المؤشرات ممكنة القياس وواضحة.


كيف يتم تطوير المؤشر:
ويتم ذلك بالتعرف على المقاييس مثل الاستبيانات والاختبارات الإحصائية التي تم استخدامها في بحوث ودراسات سابقة، ثم تطوير صياغة مؤشرات بالاعتماد على الملاحظة وهذا يساعد في تطوير جميع الأسئلة لكافة أبعاد الدراسة. ومن المهم أيضا التعرف على البدائل للمؤشرات واختيار المؤشر المناسب والذي يتم استخدامه ضمن الدراسة.
وبعد الحصول على المؤشر المناسب لابد من اختبار مصداقية المؤشر ودرجة الاعتماد عليه في قياس ما صمم من أجله.

4- تحديد نوع البيانات وأسلوب جمعهاTypes Of Data
5- مرحلة جمع البياناتData collection
6- تنقيح البيانات وإدخالها للحاسوبData Auditing and Entering
7- تحليل البياناتData Analysis
8- كتابة التحليلAnalysis Writing
9- كتابة التقرير بشكله النهائيWriting the Report

4 . 2 مرحلة إعداد خطة البحثResearch Proposal
لابد للباحث من تحديد موضوع البحث والتعرف على مشكلته بشكل عام. وقبل البدء بمراحل البحث العلمي التطبيقية, يبدأ الباحث بالقراءة الواسعة والإطلاع على الأدبيات والدراسات السابقة, من رسائل ماجستير ودكتوراه أو تقارير أو كتب ومراجع ودوريات أو حتى بالاتصال مع الخبراء والمتخصصين وبعد استقرار موضوع البحث بشكل عام ومشكلته, يلزم للباحث إعداد خطة أولية متكاملة لموضوع بحثه تشتمل على العناصر التالية:
4 . 2 . 1 : عنوان البحث

إن اختيار عنوانا دقيقا للبحث مسالة مهمة، وعدم اختيار العنوان المناسب للبحث أو الدراسة هي من المشاكل الرئيسة التي تواجه الباحث، وخاصة الطلبة أثناء تقديم خطة البحث للمناقشة.
ولابد أن يتناول العنوان الموضوع بدقة, كما ينبغي أن يكون العنوان واضحا يعبر عن المحتوى بشكل صريح. ولا ينبغي للعنوان أن يتسم بالعمومية والفضفاضية بل ينبغي أن يتم اختيار ألفاظه بدقة لتعبر عن المطلوب. وقد يضع الباحث عنوانا رئيسيا (title) بالإضافة إلى عنوان فرعي (subtitle) يزيد من الوضوح والتحديد للمكان أو الفترة الزمانية أو ما شابه. و لا بد من شعور الباحث بمشكلة البحث بوضوح يساعد على اختيار العنوان وتحديده بدقة.
أ. أمثلة على عناوين للبحوث:

1 - العوامل المؤثرة على أداء مكاتب المحاسبة في فلسطين (دراسة حالة قطاع غزة) .
2- معوقات الاستثمار الخارجي في قطاع غزة، دراسة ميدانية.

ب. مصادر تحديد الموضوع واختيار العنوان:
إن اختيار العنوان الجذاب والذي ي*** الانتباه، لحداثة موضوعه وأهميته مسالة مهمة، لكن ينبغي أن يأخذ الباحث في الاعتبار قدرته على إنجاز هذا البحث الذي هو مسئوليته الخاصة والذي سوف يعاني هو نفسه من مشاكل عدم القدرة على إنجازه. ويلجأ الباحث إلى مصادر عديدة قبل تحديد العنوان بدقة واختيار الموضوع، ومن هذه المصادر:
1- رسائل الماجستير والدكتوراه:
حيث أن هذه الرسائل هي نفسها أمثلة مناسبة لاختيار موضوعات البحث, هذا بالإضافة إلى أن العديد من الرسائل توصي في خاتمتها بمواضيع بحثية مقترحة ليبدأ بها باحثون جدد. وتمتاز رسائل الماجستير والدكتوراه غالبا بحداثة المعلومات ودقتها مما يساهم في اختيار الموضوع بشكل صحيح.
2- التقارير والإحصائيات:
تبين الإحصائيات والتقارير المنشورة حقيقة الأوضاع بالنسبة للمواضيع المختلفة وتظهر مدى وجود ظواهر غامضة تحتاج إلى بحث أو مشاكل تحتاج إلى حلول.
فمثلا: بيانات وإحصاءات منشورة عن ميزان المدفوعات، التي تظهر خللا في هيكله وعجز واضحا فيه، يدعو الباحثين إلى دراسة أسباب الخلل وآليات سد العجز.
وهذه الطريقة من الآليات المناسبة لاختيار موضوعات البحوث، خاصة وأن الباحث في هذه الحالة يطمئن إلى توفر البيانات.
كذلك فان التقارير المنشورة تلعب نفس الدور، حيث أن التقارير تظهر حقيقة الواقع أو المشكلة أو الظاهرة بشكل مختصر يحتاج إلى بحث عميق لاستكشاف حقيقة الظاهرة وأسباب المشكلة و أساليب علاجها.
3-الكتب والمراجع:
وهي أيضا من مصادر تحديد موضوعات البحث, ذلك عبر دراسة النظريات المختلفة والآراء والأفكار المتاحة والمتوفرة في الكتب والمراجع، ومحاولة دراسة انطباقها على أرض الواقع. على سبيل المثال: فان نظرية الطلب تفيد بعلاقة عكسية بين السعر والكمية المطلوبة.
وعندما أخذ الاقتصادي "جيفن" هذه النظرية وطبقها على سلعة البطاطس في ايرلندا، توصل إلى نظرية جديدة مفادها أن هناك علاقة طردية بين السعر والكمية المطلوبة لنوع من السلع يسمى بالسلع الرديئة أو سلعة جيفن. ويلاحظ أن هذا الموضوع كان موضوعا موفقا وصالحا للبحث العلمي
4- البحوث العلمية المنشورة والمقالات:
وتمتاز البحوث العلمية بالحداثة والجدة، ومناقشتها لموضوعات مهمة ومرتبطة بالواقع. كما أن البحوث لقصرها لا تعالج الموضوعات من جوانبها المختلفة أو من كل أطرافها، ومن هنا يمكن أن تفتح أبوابا واسعة لموضوعات جديدة للبحث، سواء مرتبطة أو مستقلة عن البحوث أو المقالات السابقة لها.
5- اللجوء إلى الخبراء والمختصين أيضا آلية مناسبة لاختيار موضوعات البحث بما يفيد المجتمع لاعتماده بحوثا علمية ميدانية تطبيقية تعالج قضايا وتحل مشكلات هامة على أرض الواقع.
هذا بالإضافة إلى محيط العمل و الخبرة العملية التي تحدد للباحث مسار البحث ويضع يده على مشكلة أو ظاهرة تحتاج إلى مناقشة.
6- التكليف من جهة معينة لبحث موضوع معين يحتم على الباحث الالتزام في بحثه بهذا الموضوع, وهو من آليات اختبار موضوع البحث[2].
4 . 2 . 2 : المقدمة : Introduction
بعد صياغة عنوان البحث بالشكل المناسب في خطة البحث، يقوم الباحث بكتابة مقدمة في حدود صفحة واحدة ليضع القارئ في صورة الموضوع, وحتى يهيئ القارئ لمشكلة الدراسة وهدفها. وعليه فإن المقدمة تشمل مجموعة من الفقرات مرتبطة ارتباطا وثيقا بعنوان البحث. فإذا كان العنوان مثلا:
"تحليل الأداء للصناعات الصغيرة في فلسطين "

دراسة حالة قطاع غزة

فإن المقدمة تشتمل على مجموعة من الفقرات كالتالي:
فقرة عن فلسطين وواقعها الحالي وخاصة عن السلطة الوطنية الفلسطينية.
فقرة عن قطاع غزة وموقعها من فلسطين واقتصادياتها.
فقرة عن الصناعات الصغيرة عموما، وفي فلسطين علي وجه الخصوص.
فقرة عن قياس الأداء و أساليبه المستخدمة في الأدبيات السابقة.
وبناء عليه، فإن القارئ وإن لم يكن له معرفة سابقة عن قطاع غزة، فإنه يستطيع فهم مشكلة البحث و يهيئ نفسه لفهم الموضوع.

4 . 2 . 3: مشكلة البحث: Research Problem

إن اختيار موضوع البحث يقودنا مباشرة إلى تحديد مشكلة البحث تحديدا دقيقا بحيث يتم توجيه البحث بما يخدم في علاج هذه المشكلة.
و نقصد بمشكلة البحث, إحساس الباحث و شعوره بنقص في المعلومات اتجاه قضية ما , أو اختلاط هده المعلومات , أو إحساسه بالغموض و القلق و الجهل بمسألة معينة أو أسباب مشكلة معينة وأسلوب علاج قضية ما , ويبدأ البحث بتساؤلات تجول في خاطر الباحث , ورغبة تنشأ عند الباحث لاستكشاف خصائص معينة , و البحث في أسباب مشكلات معينة أو اقتراح حلول لمشكلات تواجه المجتمع أو الباحث .


أ. وعند اختيار مشكلة البحث:
1 - يفضل أن تكون المشكلة في حدود تخصص الباحث حتى يتمكن من تحليلها بصورة عميقة ويكون مؤهلا لعلاجها. هذا بالإضافة إلى معرفته بمصطلحاتها والمبادئ والمفاهيم الأساسية المتعلقة بها. كل هدا يساهم في قدرة الباحث على تحليله للمشكلة واستخدامه للأدوات والأساليب المناسبة.
2 - كما ولابد من توفر البيانات التي تمكن من علاج المشكلة بالشكل العلمي الصحيح, ذلك أن عدم توفر البيانات اللازمة لا يمكن للباحث من إنجاز بحثه بالشكل المناسب.
3 - وعلى الباحث عند تحديد المشكلة أن يطمئن إلى توفر الأدوات والتجهيزات اللازمة والمساعدة للدراسة، كما عليه أن يطمئن للكادر البشرى اللازم للمساعدة في هذه المسألة من تطلب الأمر.
4 - هذا بالإضافة إلى توفر الوقت والجهد اللازمان لإتمام الدراسة حتى يتم إنجازها بالشكل المتناسب، وحتى لا ينقطع الباحث عن تنفيذ هذا البحث (أنظر عريفج وأخرون، 1987).

وقد أورد الرفاعى (1998) مجموعة من الخصائص التي لا بد من توفرها في مشكلة البحث نذكرها باختصار:
1_ أن تكون المشكلة قابلة للبحث, وليست مجرد مسلمات أو لا يمكن مناقشتها لأسباب دينية أو غير ذلك.
2_ أن تعبر المشكلة عن موضوع أصيل قدر الإمكان و أن لا يكون قد أشبع بحثا.
3_ أن تكون مشكلة الدراسة ضمن إمكانات الباحث المالية والزمانية والتخصصية.
4_أن تكون مشكلة البحث متبلورة في ذهن الباحث، من حيث معرفته بمدى سعة المشكلة وضيقها، وقدرته على علاجها في حدود الوقت والمال المتاح.

و أضاف قنديلجى (1999) مجموعة من الأسس و الخصائص للمشكلة كالتالي :
5 - انسجام المشكلة مع رغبات الباحث.
6 - مدى توفر مساعدات إدارية أو وظيفية لبحث المشكلة.
7 - أهمية المشكلة وفائدتها العلمية والاجتماعية.
8 - أصالة المشكلة.
9 - إمكانية تعميم نتائج المشكلة.
10 -علاقة المشكلة بدائرة أو مؤسسة وطنية أو قومية محددة.
ب. عرض مشكلة البحث:
يدمج البعض بين مشكلة البحث وفرضيته الأساسية، بحيث يعتبر أن مشكلة البحث هي الفرضية الأساسية له[3].
ويمكن صياغة مشكلة البحث عموما على هيئة سؤال أو على الصورة التقريرية. فمثلا : تصاغ المشكلة على الصورة التقريرية بالشكل التالي:
( الانخفاض الواضح في مستوى التعليم في دولة كذا يؤثر سلبا على الخل القومي فيها) . أو بالصورة:
( انتشار البطالة في المجتمع الفلسطيني، كان له الأثر الواضح على السلوك الاقتصادي والاجتماعي للأفراد وسبب العديد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية).
أما صياغة المشكلة على صيغة سؤال فتكون على الهيئة التالية :
( ما أثر ارتفاع المستوى التعليمي على الناتج القومي في دولة كذا؟) .
( ما أثر البطالة على السلوك الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع الفلسطيني؟).
(ما مستوى التفكير الاستراتيجي لدى المدير الفلسطيني؟).
(ما واقع الرقابة الداخلية لدى الوزارات الفلسطينية؟).

ولا بد من الإشارة هنا إلى أن صياغة المشكلة على أي من الهيئات السابقة، لا يأتي إلا بعد إطلاع واسع وقراءات عميقة تمكن الباحث من الصياغة بالشكل المناسب الذي يضمن له إنجاز بحثه فيما بعد.

4 . 2 . 4 : افتراضات الدراسة أو مسلماتها : Assumptions
وافتراضات الدراسة هي عبارة عن مسلمات لا تحتاج إلى إثبات أو برهنة، بل هي معطيات (Given)تنبني عليها الدراسة. على سبيل المثال، إذا أردنا أن ندرس أسس التنمية في المجتمع الفلسطيني، فلنا أن ندرس هذه الأسس التنموية بالاستناد إلى مجموعة من الافتراضات مستندة إلى الواقع أو مأخوذة منه كالتالي:
1- للفلسطينيين سيطرة كاملة على أراضي ال (1967).
2- للسلطة الوطنية الفلسطينية سيطرة كاملة على الحدود والمعابر الخاصة بالكيان الفلسطيني الجديد.
3- عودة عدد من النازحين واللاجئين بحوالي (300000) لاجئ فلسطيني.
4- الدول المانحة سوف تضخ مبلغ مليار دولار على الأراضي الفلسطينية.
هذا وتنبني صحة نتائج وتحليل الدراسة على مدى صحة الافتراضات (المسلمات ) التي اعتمدها الباحث. فإذا كانت المسلمات غير صحيحة، فسوف يصل البحث إلى نتائج غير سليمة ولا مقبولة.

4 . 2 . 5: فروض الدراسة أو أسئلة البحث: Hypothesis
وفروض الدراسة أو فرضياتها هي جمع فرض، هذا وقد تشتمل الدراسة على فرض واحد أو عدة فروض، والفروض جميعها لا بد من ارتباطها بالعنوان والمشكلة الخاصة بالبحث، كما لا بد أن يسعى الباحث لمناقشة واختبار هذه الفروض ومحاولة إثباتها أو نفيها.
وفروض الدراسة هي حلول مؤقتة أو تفسيرات قوية الاحتمال للمشكلة المطروحة. ويستخدم الفرض كموجه لخطوات الباحث في فحصه للمشكلة ومناقشته لها (عريفج، 1987). والفرض إجابة محتملة لأسئلة البحث وتمثل الفروض علاقة بين متغيرين أو أكثر منها تابع ومنها مستقل.
ولكن الفروض ليست استنتاجاً عشوائياً بل استنتاج مبنى على معلومات أو نظرية أو خبرة عملية محددة.
والخطوة الأولى نحو الحقائق هي الحدس والتخمين والاقتراح، والفروض هي اقتراحات ذكية مبنية على علم ومعرفة مسبقة ولكنها غير تامة وتحتاج إلي فحص. وتتحول الفروض إلي حقائق حال ثبوت صحتها بالأدلة .
أ. تعريف الفرض

يعرف الفرض بأنه : (تخمين أو استنتاج ذكي يتوصل إليه الباحث ويتمسك به بشكل مؤقت) وهو (رأي الباحث المبدئي في حل المشكلة أو بيان أسبابها) .
والفرض يعني “Hypothesis” وهو من جزئيين Hypo يعني أقل، و thesis يعني أطروحة أو مقالة .
ب. خصائص الفروض :
الفرض الجيد يتميز بدقة صياغته وإمكان اختباره إحصائيا ويتحدث الفرض عن متغيرات وعلاقات بينها، ويمكن إثبات صحة أو بطلان هذه الفروض أو العلاقات داخلها.
ويتميز الفرض بالخصائص التالية:
1- معقولية الفرض: أي يأتي منسجماً مع الحقائق العلمية المعروفة وليست خيالية أو متناقضة، وهذا يتطلب من الباحث سعة الإطلاع.
2- إمكان التحقق منها: بأن يمكن قياسها بالمؤشرات الإحصائية القابلة للقياس والاختيار.
3- قدرته على تفسير الظاهرة المدروسة: تزيد قيمة الفروض بمقدار قدرتها على تقديم تفسير شامل للموقف أو تقديم تعميم شامل لحل الموقف.
4- اتساق الفرض كلياً أو جزئياً مع النظريات ذات العلاقة.
5 - بساطة الفروض وبعدها عن التعقيد.


ت. أنواع الفروض:
فروض مباشرة تشير إلي وجود علاقة بين متغيرين أو وجود فروق بين مجتمعيين Directional.
فروض صفرية تشير إلي عدم وجود علاقة بين متغيرين أو عدم وجود فروق بين مجتمعيين Null Hypothesis.
ه. بناء الفرض:
لا يستطيع كل إنسان أن يضع فروضاً سليمة دقيقة، وتعتمد دقة بناء الفروض على مزايا يتميز بها الباحث أهمها:
1. المعرفة الواسعة، وخاصة في مجال البحث.
2. التعرف على الدراسات السابقة التي تساهم في بناء المعرفة.
3. القدرة على التخيل والتخمين، والتحرر من القيود التقليدية.
4. الجهد والتعب في التفكير في الموضوع، والنقاش مع الزملاء المتخصصين.

ويتخلى الباحث عن الفرض عند وجود أدلة معارضة للفرض حيث يتم إثبات عدم صحته.
ث. أهمية استخدام الفروض:
1- إذا كان البحث يهدف إلي الوصول إلى حقائق ومعارف كافية فلا قيمة للفروض، أما إذا كان البحث مهتماً بتفسير الحقائق والكشف عن الأسباب والعوامل بتحليل الظاهرة المدروسة فلا بد من وجود فروض.
2- الدراسة ذات المستوى الرفيع المتعمق هي التي تحتوي على فروض وعليه يتوقع من طلبة الدكتـوراه والماجستير بناء فروضاً والعمل على إثباتها أو نفيها. أما الدراسات المسحية البسيطة فلا داعي لاستخدام الفروض فيها.

ووجود الفروض يحقق الفوائد التالية:
1- توحيد الجهود لجمع البيانات المرتبطة بالفروض.
2- تحدد إجراءات وأساليب البحث المناسب للحلول المقترحة.
3- تقدم الفروض تفسيراً للعلاقات بين المتغيرات.
4- تزودنا بفروض أخرى وتكشف عن الحاجة إلي دراسات جديدة.

4 . 2 . 6: أهمية الدراسة وأسباب اختيار الموضوع : Study Importance
تشير مشكلة الدراسة وفروض البحث وأهدافه إلى أهمية البحث بصورة ضمنية، غير أنه يفضل أن تفرد عبارة خاصة في الخطة تشير إلى أهمية الدراسة وأسباب اختيار الموضوع.
ويوضح الباحث في هذه العبارة سبب اختيار الموضوع، ومن خلاله تتضح أهمية هذا الموضوع. كأن يكون الموضوع جديدا لم يتطرق إليه أحد من قبل، بسبب نقص المعلومات مثلا حول موضوع الدراسة، وبالتالي يرسي الباحث قاعدة معلوماتية مهمة حول الموضوع.
وكذلك تظهر أهمية الموضوع من خلال البيانات الأولية التي استخدمها الباحث، أو من خلال آلية تحليل البيانات الثانوية أو الأولية.
وعلى كل حال، لابد من إقناع الجهات المشرفة على الدراسة بأهمية الموضوع، سواء أكان المشرف أو الممول أو الجامعة أو ما شابه.
وأهمية الدراسة قد تكون للشخص الباحث نفسه، أو للجامعة أو للجهة الممولة أو للمجتمع أو للدولة أو للعالم بأسره، بحسب طبيعة البحث وأهدافه.

4 . 2 . 7: أهداف الدراسة : Study Objectives
في سياق كتابة مخطط البحث، لا بد أن يفرد الباحث فقرة لتحديد أهداف البحث، يحدد فيها ماذا يريد أن يحقق خلال هذه الدراسة، ولصالح من ومن المستفيد منها.
وأهداف الدراسة وأبعادها مرتبطة مباشرة مع المشكلة والفروض. وتحديد الأهداف بشكل دقيق يلعب دورا مهما في تحديد عينة ومجتمع الدراسة وأسلوب جمع البيانات وتحليلها.
أ. صياغة أهداف البحث:
ومن الأمثلة على صياغة أهداف البحث ما يلي:
1- التعرف على واقع مشكلة --- كذا --- في قطاع غزة وأسبابها .
2- قياس أثر السياسات الحكومية ( الإسرائيلية ) على --- كذا ---- .
3- البحث عن أسباب الظاهرة والتعرف عليها بدقة.
4- وضع الحلول المناسبة والتوصيات المقترحة لعلاج المشكلة، أو لزيادة الطلب على سلعة ما، أو ما شابه.

هذا وينبغي أن تكون الأهداف ممكنة القياس والتحقيق عبر توفر البيانات اللازمة لها. كما لا بد أن تكون هذه الأهداف في حدود القيود الزمانية والمكانية وقيود المعاينة المتعلقة بالدراسة.
4 . 2 . 8 : منهجية الدراسة : Study Methodology
ويشمل هذا العنوان بيان أسلوب جمع البيانات الأولية والثانوية فضلا عن طريقة تحليل هذه البيانات. ويحدد الباحث هنا نوعية البيانات التي يعتمد عليها وآلية جمعها، فيحدد هل يعتمد على البيانات الثانوية المنشورة وما هي مصادرها وآلية جمعها، أم يعتمد على البيانات الأولية، ويحدد مصادرها وآلية جمعها، ويبين هل يعتمد على إعداد استبانة أو قائمة أسئلة للمقابلات، أو إجراء اختبار أو المشاهدة وهكذا.
وأغلب البحوث تعتمد على البيانات الأولية والثانوية. ويفضل المزج بين نوعي البيانات، إذ البيانات الثانوية المنشورة غالبا ما لا تفي بغرض الدراسة وتحقيق أهدافها وإثبات أو نفي فروضها.
وبعد جمع البيانات، يلزم الباحث تحديد منهجية تحليلها، والأسلوب الذي يتبعه، هل هو التحليل الوصفي المجرد أم يشمل التحليل المقارن، وهل سيستخدم الجداول والرسوم البيانية والتوضيحية، أم أنه سيلجأ إلى التحليل العميق بالأسلوب الرياضي والقياسي باستخدام المعادلات والنماذج الرياضية والقياسية. هذه النماذج التي تساعد في التنبؤ والتقدير بطريقة دقيقة.
4 . 2 . 9 : مجتمع وعينة الدراسة : Study Population and Sample
ينبغي على الباحث تحديد المجتمع الذي تجري عليه الدراسة، هل هو فلسطين، أم قطاع غزة فقط. وهل هو الصناعة في فلسطين أم الصناعات الصغيرة في قطاع غزة. وهل هو العاطلين عن العمل في فلسطين أم في قطاع غزة، أم أنه يعالج مشكلة العاطلين عن العمل من خريجي الجامعات أم من المحاسبين فقط أم من مراجعي الحسابات. إذن يجب التحديد بدقة ووضوح ما هو مجتمع الدراسة.
وبعد تحديد مجتمع الدراسة, يتعين على الباحث تحديد العينة التي يبني عليها الباحث دراسته، وخاصة إذا اعتمد على البيانات الأولية في دراسته. ويجب أن تكون العينة ممثلة لمجتمع الدراسة حتى يتمكن الباحث من تعميم النتائج أو حتى التنبؤ بواسطتها للمستقبل.
4 . 2 . 10 : حدود الدراسة :ٍٍ Scope of Study
من المفيد أن يسجل الباحث تحت هذا العنوان محددات الدراسة وقيودها، سواء المحددات والقيود الزمانية أو المكانية أو المالية أو غيرها. فقد يحدد الباحث دراسته في مكان محدد، قطاع غزة مثلا، بسبب صعوبات التنقل مثلا، أو بسبب الظروف السياسية. كما قد يقلل الباحث عينة الاستبانة بسبب القيود المالية أو قيود متعلقة بالوقت المتاح. وقد يحدد الباحث زمان دراسته بالفترة المحصورة بين 1994 و 2003 بسبب تناسق هذه الفترة أو بسبب خضوع هذه الفترة لظروف خاصة يذكرها.
4 . 2 . 11 : الدراسات السابقة : Previous Study
من المفيد أيضا في خطة البحث أن يذكر الباحث شيئا عن الدراسات السابقة والمرتبطة بهذا الموضوع.
فيقوم الباحث هنا بالكتابة عن عدد من الدراسات السابقة وخاصة فيما يتعلق بنتائجها وتوصياتها وأسلوب التحليل، والبيانات التي تم استخدامها واعتمدت عليها الدراسة مع ضرورة إظهار أين تمت الدراسة.
4. 2 . 12 : تعريف بالمصطلحات : Terminology
لا بأس أن تشتمل خطة البحث على تعريف بالمصطلحات والرموز التي تم استخدامها في الخطة، مما يسهل فهمها والتعامل معها.
4 . 2 . 13 : هيكل البحث : Research Structure
حيث كثيرا ما يطلب من الباحث أن يضع هيكلا أساسيا للدراسة يشتمل على الفصول والمباحث التي تعتمدها الدراسة في معالجة موضوع الباحث . وهي تعتبر موجه لسير الباحث خلال بحثه، وليس بالضرورة أن يلتزم بها الباحث التزاما تاما، بل يمكن أن تحدث بعض التغيرات على هذه الخطة حسب الحاجة ومدى توفر المراجع وما قد يطرأ من أفكار جديدة للباحث بما يخدم غرض البحث.
4 . 2 . 14 : المراجع : References
وأخيرا فإنه من المناسب أن يضع الباحث في نهاية الخطة مجموعة من المراجع الأكثر ارتباطا بموضوع البحث بما يطمئن الباحث نفسه وكذلك المشرف على الدراسة إلى توفر عدد كاف من المراجع بصورة أولية تمكن الباحث من بدء مشروع دراسته بقوة.



[1] - لمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع يمكن مراجعة كتاب
Vaus, D.A. Surveys in Social Sciences, 4th Edition, 2001 .

[2] ) لمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع إلى قنديلجي عامر، البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات1999, إضافة إلى الرفاعي احمد، مناهج البحث العلمي تطبيقات إدارية واقتصادية 1998.


[3] ) أنظر المشوخي حمد، تقنيات ومناهج البحث العلمي ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، 2002.









يتبع..............
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59