الدوحة - بوابة الشرق
في وقت تشتعل فيه منطقة الشرق الأوسط بنار الخلافات والانقسامات والتوترات السياسية وتعاني من عدم الاستقرار ، تأبى السعودية إلا إن تترك بصمتها على كل ما يمت للانقسام بصلة فبعد الدور الكبير الذي لعبته ولا زالت تلعبه في اليمن عبر التحالف السعودي الذي حول اليمن السعيد إلى بلد منكوب مشتت محاط بكوارث انسانية يندى لها الجبين ، تسير السعودية اليوم على ذات الخطى لترعى اشعال الفتنة في لبنان، برعايته استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري اليوم في خطوة مفاجئة اعتبرها كثيرون مؤشرا خطيرا للتوجه السعودي الجديد في المنطقة .

و أعلن الحريري استقالته، اليوم السبت، من رئاسة الحكومة خلال كلمة متلفزة ألقاها الحريري من الرياض، هاجم فيها إيران وحزب الله بعنف، معتبرا أن الأجواء الحالية في لبنان تشبه الأجواء التي سبقت اغتيال والده رفيق الحريري.

وكان لافتا إعلان رئيس وزراء دولة استقالته من دولة أخرى، وهو ما يشير بشكل واضح للدور الذي لعبته الرياض في تلك الاستقالة .

وكان الحريري قد وصل المملكة مساء أمس بعد أن تم استدعائه من قبل الرياض للمرة الثانية خلال 5 أيام

يمننة لبنان

ويخشى محللون من أن تسهم السياسة السعودية في يمننة لبنان، أي تحول لبنان إلى يمن أخرى، بفعل ما قامت به السعودية في ذلك البلد.

وربط محللون بين تغريدة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان على حسابه على "تويتر"، اليوم السبت، وبين التدخل السعودي في ما يحدث الآن على الساحة اللبنانية حيث كتب أن "أيدي الغدر والعدوان يجب أن تبتر"، وهي ذات العبارة التي ذكرها الحريري في خطاب الاستقالة اليوم حيث قال أن "أيدي إيران في المنطقة ستقطع".

ومع توحد الرؤى بين الموقف السعودي ورئيس الوزراء اللبناني حيال ايران يرى سياسيون أن السعودية تدفع بلبنان تجاه أزمة سياسية داخلية جديدة.

وبينما تأتي استقالة الحريري في وقت تواجه فيه لبنان توترا سياسيا ، يرى محللون أن البصمات السعودية كانت حاضرة وراء استقالة الحريري فالتوقيت ومكان اعلان الاستقالة شاهدين على ذلك ، خاصة مع توحد الموقف السعودي والحريري حيال ايران .

وهو ما علق عليه وزير العدل اللبناني، سليم جريصاتي، الذي اعتبر "استقالة الحريري ملتبسة ومرتبكة ومشبوهة في أربعة: التوقيت والمكان والوسيلة والمضمون".

الحريري في سطور

ودخل الحريري المعترك السياسي بعد اغتيال والده في 14 فبراير/ شباط 2005، إذ ترشح في الانتخابات النيابية وفاز فيها، وترأس أكبر كتلة برلمانية ضمت 35 نائبا من أصل 128 مقعدا.

أسس الحريري تيار المستقبل عام 2007، وهو بمثابة تجمع سياسي يمثل السنة في لبنان.

وفي يونيو/حزيران عام 2009 حقق الحريري فوزا ثانيا في الانتخابات التشريعية، وحصل مع حلفائه على 71 مقعدا، وبذلك تولى منصب رئاسة الوزراء لأول مرة في مسيرته السياسية ما بين 2009 وعام 2011.

ويحمل الحريري الجنسية السعودية، ويعد من أبرز المدافعين على "الدور السعودي في استقرار لبنان".

وبعد سقوط حكومته في 2011 عاش متنقلا بين باريس والرياض لأسباب قال إنها أمنية لا تسمح له بالبقاء في لبنان

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)