[gdwl] سُئل الشيخ العلامة محمد بن عثيمين :عن هذه الكلمة كلمة (فكر إسلامي) هل يجوز أن تقال ؟
فقال الشيخ رحمه الله كلمة فكر إسلامي من الألفاظ التي يحذر عنها إذ مقتضاها إننا جعلنا الإسلام عبارة عن أفكار قابلة للأخذ والرد لان
الفكر رأي فإذا قلنا فكر إسلامي معناه إن الإسلام صار مجموعة أفكار قابلة للأخذ والرد قابلة للنقاش
و قال الشيخ (وهذا خطر عظيم ادخله علينا أعداء الإسلام من حيث لا نشعر).
وقال الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله عند هذه الكلمة في كتابه ((معجم المناهي اللفظية))؟
((وكيف يصح أن يكون الإسلام ومصدره الوحي ((فكرًا))، والفكر هو ما يغرزه العقل، فلا يجوز بحال أن يكون الإسلام مظهرًا للفكر الإنساني؟
والإسلام الوحي معصوم والفكر ليس معصومًا، وإذا كان بعض الكاتبين- يعني سيد قطب أدرك الخطأ في هذا الاصطلاح فأبدله باصطلاح آخر هو ((التصور الإسلامي)) - وهو في كتاب ((خصائص التصور الإسلامي)) و((مقامات التصور الإسلامي)) من باب رفع آفة بأخرى؛ لان التصور مصدره
الفكر المحتمل للصدق والكذب.[/gdwl]
انتهى الاقتباس، قلت ان كلام المشايخ هذا ناجما عن عدم إدراك مدلول الفكر إدراكا جيدا، لذلك ينبغي على العلماء أن يدركوا حقيقة المصطلحات، قبل أن يبينوا حكم الإسلام فيها.
إن الإسلام لم يلغ كل ما كان قبله من الأفكار والمبادئ والمصطلحات، ولكنه نهى عن قبول المصطلحات التي تحمل معنى يخالفه، كالوثنية والقومية والملكية والجمهورية والديمقراطية الرأسمالية والإمبراطورية وهلم جرا.
أما مدلول لفظة الفكر هو -- الحكم على الواقع -- فإذا حكم المسلم على واقع معين كالخنزير مثلا بالحرمة فهذا حكم إسلامي وهو فكر إسلامي لأن الفكر أوالإدراك أو التفكير له معنى واحد وهو الحكم على الواقع.
وبأن المصطلحات كثيرة ومتنوعة منها المصطلحات العلمية والفنية وهلم جرا. فهذا الشيخ عبد العزيز البدري رحمه الله في كتابه { حكم الاسلام في الإشتراكية } يعطي قاعدة لقبول الإصطلاح قال: كل لفظ يحمل اصطلاحا موجودا معناه في لإسلام فلا مانع شرعا من جواز استعماله بذكره ، أو بالدعوة إليه، أما إذا كان معناه يخالف ما في الإسلام من معان فلا يجوز ذكره على سبيل الدعوة إليه وإن وصف بوصف إسلامي.