صحيح البخاري
ــــــــــــــــــــــــ
{(25) كتاب الحج }
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ بابُ وُجُوبِ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ ، وَجُعِلَ مِنْ شَعَائرِ اللهِ ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
1643 ـ حدَّثَنَا أبُو الْيَمانِ أخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قالَ عُرْوَةُ (( سَألْتُ عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَقُلْتُ لَهَا : أرَأيْتِ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى : { إنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعائرِ اللهِ ، فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أنْ يَطَّوَّفَ بِهمَا } فَوَ اللهِ ما عَلَى أحَدٍ جُنَاحٌ أنْ لا يَطوفَ بِالصَّفَا وَالمَرْوَةِ . قالَتْ : بِئْسَ ما قُلْتَ يَا ابْنَ أُخْتِي ، إنَّ هذِهِ لَوْ كانَتْ كما أوَّلْتَهَا عَلَيْهِ كانَتْ لا جُنَاحَ عَلَيْهِ أنْ لا يَتَطَوَّفَ بِهِمَا ، وَلكِنَّهَا أُنْزِلَتْ في الأنْصَارِ، كانُوا قَبْلَ أنْ يُسْلِمُوا يُهِلُّونَ لِمَنَاةَ الطَّاغِيَةِ الَّتِي كانُوا يَعْبُدُنَهَا عِنْدَ المُشَلَّلِ ، فَكانَ مَنْ أهَلَّ يَتَحَرَّجُ أنْ يَطُوفَ بِالصَّفَا وَالمَرْوَةِ ، فَلَمَّا أسْلَمُوا سَألُوا رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عَنْ ذلِكَ قالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إنَّا كُنَّا نَتَحَرَّجُ أنْ نَطُوفَ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ ، فَأنْزَلَ اللهُ تَعَالَى { إنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائرِ اللهِ } الآية . قالَتْ عائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: وَقَدْ سَنَّ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم الطَّوَافَ بَيْنَهُمَا فَلَيْسَ لأحَدٍ أنْ يَتْرُكَ الطَّوافَ بَيْنَهُمَا . ثُمَّ أخْبَرْتُ أبَا بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ فَقَالَ : إنَّ هذَا لَعِلْمٌ ما كُنْتُ سَمِعْتُهُ ، وَلَقَدْ سَمِعْتُ رِجالاً مِنْ أهْلِ الْعِلْمِ يَذْكُرُونَ أنَّ النَّاسَ ـ إلاَّ مَنْ ذَكَرَتْ عائِشَةُ مِمَّنْ كانَ يُهِلُّ بِمَنَاةَ ـ كانُوا يَطُوفُونَ كُلُّهُمْ بِالصَّفَا وَالمَرْوَةِ ، فَلَمَّا ذَكَرَ اللهُ تَعَالَى الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ وَلَمْ يَذْكُرِ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ في الْقُرْآنِ ، قالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، كُنَّا نَطُوفُ بِالصَّفَا وَالمَرْوَةِ ، وَإنَّ اللهَ أنْزَلَ الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ فَلَمْ يَذْكُرِ الصَّفَا ، فَهَلْ عَلَيْنَا مِنْ حَرَجٍ أنْ نَطَّوَّفَ بِالصَّفَا وَالمَرْوَةِ ؟ فَأنْزَلَ اللهُ تَعَالَى : { إنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائرِ اللهِ } الآية. قالَ أبو بَكْرٍ : فَأسَمَعُ هذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ في الْفَرِيَقَيْنِ كِلَيْهِمَا : في الَّذِينَ كانُوا يَتَحَرَّجُونَ أنْ يَطَّوفوا في الجَاهِلِيَّةِ بِالصَّفَا وَالمَرْوَةِ ، وَالَّذِينَ يَطَّوفُونَ ثُمَّ تَحَرَّجُوا أنْ يَطَّوفوا بِهِمَا في الإسْلامِ مِنْ أجْلِ أنَّ اللهَ تَعَالَى أمَرَ بِالطَّوافِ بِالْبَيْتِ وَلَمْ يَذْكُرِ الصَّفَا ، حَتَّى ذَكَرَ ذلِكَ بَعْدَ ما ذَكَرَ الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ )) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
|