الليبرالية الخديجة
ــــــــــــــــــــــ
ـ الليبرالية الشرقية ليبرالية خديجة ، غير مكتملة ، وذلك لاختلاف الدين الإسلامي الذي تواجهه باسم العقل عن غيره ، فخالق المادة ومُنزِل الدين المتكفل بحفظه واحدٌ ، فنتاج المادة العقلي الصحيح لا يتعارض مع الوحي الصحيح الصريح ، وكثيرٌ من المسلمين ممن رجع إلى معرفة الإسلام بعد تدثره بالليبرالية ، واستعماله ذات الآلات والمصطلحات والمعاني التي واجه بها الغربيون دينهم ، وجد نفسه أمام مواجهة تختلف وتتباين عن غيرها ، فبدأ بالتنازل عن بعض ممارسته لوضوح الحِكَم والعلل الشرعية في كثيرٍ من أحكام الله لعباده ، وكان اختلاف كثير من السياسات الشرقية عن غيرها له أثر في اختلال نظام الفكر الليبرالي ، فهي ترفض تطبيق ما يمس حُكمها وثرواتها ، وتقبل ما عدا ذلك ، كقبولها التحرر في حياة الناس وسلوكياتهم ؛ إرضاءً للغرب المتسلط بفرض هذا الفكر ولو بشطر ما يُريدون ، إثباتاً للولاء الاجتماعي ولو بنقض الدين وأُصوله وفروعه ، ليغضَّ الغرب الطرف عن النظام السياسي ، حتى بلغت حريات الأفراد في بعض البلدان الإسلامية حدًّا يفوق الغرب ، ومحاربة الإسلام المواجه لها بجميع أنواع القمع والقهر ، فأصبحت الليبرالية الشرقية بوجه ذي صفحتين ؛ صفحة مشوهة وصفحة صحيحة ، وأصبح كثيرٌ من السالكين لهذه الأفكار يعيش اصطراباً بين ما يقتنع به وبين السواقي الضيقة التي سمح للعقل أن يسبح فيها ، وكل بلد من البلدان تختلف قبولاً للفكر عن الآخر ، إلا أنهم يكادون يتفقون على قبوله على سبيل التدرج في أحوال الناس الاجتماعية(*).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
(*) العقلية الليبرالية ـ عبد العزيز بن مرزوق الطريفي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
|