عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-03-2012, 01:47 PM
الصورة الرمزية محمد خطاب
محمد خطاب غير متواجد حالياً
كاتب ومفكر
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: فلسطين
المشاركات: 533
افتراضي شذرات من كتب الادب


أصلي وأسلم على سيدنا محمد الذي أنار الله بوجوده ظلمة الوجود ، وأظهر بظهور أفعال الركوع والسجود ؛ ( صلى الله عليه وسلم ) وعلى آله الوافين للعهود ، وعلى أصحابه أهل الإفضال والجود ، صلاة وسلام دائمين إلى اليوم الموعود .
هذه بعض شذرات من كتب الادب العربي من هنا وهناك لعل النفس في راحة حين تسرح معها ، نجدد ما اعجبنا فيها من مقتطفات لاقت في النفس قبولا .
فمن أحب ان يريح النفوس بجميل ما قرأ هو في الاجر سواء
ذكر ما قيل في الليل وأقسامه
الليل طبيعي وشرعي .
أما الطبيعي ، فهو من حين غروب الشمس واستتارها إلى طلوعها وظهورها . وأما الشرعي ، فهو من حين غروبها إلى طلوع الفجر الثاني ، وهو المراد بقوله تعالى : " حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر " .
والليل ينقسم إلى اثنتي عشرة ساعة ، لها أسماء وضعتها العرب ، وهي : الشاهد ، ثم الغسق ، ثم العتمة ، ثم الفحمة ، ثم الموهن ، ثم القطع ، ثم الجوشن ، ثم الكعبة ، ثم التباشير ، ثم الفجر الأول ، ثم الفجر الثاني ، ثم المتعرض .
هذا ما ذكره ابن النحاس في وصف صناعة الكتاب .
وحكى الثعالبي في فقه اللغة - عن حمزة الاصفهاني ، قال : وعليه عهدته - أسماء غير هذه ، وهي : الجهمة ، والشفق ، والغسق ، والعتمة ، والسدفة ، والزلة ، والزلفة ، والبهرة ، و***** ، والفجر ، والصبح ، والصباح .


وقال الوليد ين يزيد بن عبد الملك في وصف الليل:
لا أسأل الله تغيرا لما صنعت : . . . نامت وقد أسهرت عيني عيناها .
فالليل أطول شيء حين أفقدها . . . والليل أقصر شيء حين ألقاها .

قد أكثر الشعراء في وصف الليل بالطول والقصر . وذكروا سبب الطول الهموم وسبب القصر السرور .
ولهذا أشار بعض الشعراء في قوله :
إن الليالي للأنام مناهل . . . تطوى وتنشر بينها الأعمار .
فقصارهن مع الهموم طويلة ، . . . وطوالهن مع السرور قصار .
وقال آخر :
إن التواصل في أيامه قصر ، . . . كما التهاجر في أيامه طول .
فليس يعرف تسهيداً ولا رمد . . . جفن برؤية من يهواه مشغول .

وقال بشار :
طال هذا الليل بل طال السهر . . . ولقد أعرف ليلة بالقصر .
لم يطل حتى دهاني بالهوى . . . ناعم الأطراف فتان النظر .
فكأن الهجر شخص مائل . . . كلما أبصره النوم نفر .
ومن جميل القول في الليل
قول امرؤ القيس :
وليل كموج البحر مرخٍ سدوله . . . علي بأنواع الهموم ليبتلي .
فقلت له لما تمطى بصلبه . . . وأردف اعجازاً وناء بكلكل
ألا أيها الليل الطويل ألا أنجلي . . . بصبح وما الإصباح منك بأمثل
فيا لك من ليل كأن نجومه . . . بأمراس كتان إلى صم جندل .

ومما يدخل في هذا الباب ، ما حكي عن أن بعض الأعراب تزوج بأربع نسوة ، فأراد أن يختبر عقولهن .
فقال إحداهن : إذا دنا الصبح فأيقظيني . فلما دنا الصبح ، قالت له : قم ، فقد دنا الصبح ؟ فقال : وما يدريك ؟ قالت : غارت صغار النجوم وبقي أحسنها وأضوؤها وأكبرها ، وبرد الحلي على جسدي ، واستلذذت باستنشاق النسيم . فقال لها : إن في ذلك دليلاً .
ثم بات عند الثانية ، فقال لها مثل مقالته للأولى . فلما دنا الصبح ، أيقظته . فقال لها : وما يدريك ؟ قالت : ضحكت السماء من جوانبها ، ولم تبق نابتة إلا فاحت روائحها ، وعيني تطالبني بإغفاءة الصباح . فقال لها : إن في ذلك دليلاً .
ثم بات عند الثالثة ، فقال لها مثل ذلك . فلما دنا الصبح ، أيقظته . فقال لها : وما يدريك ؟ فقالت : لم يبق طائر إلا غرد ، ولا ملبوس إلا برد ، وقد صار للطرف في الليل مجال ، وليس ذلك إلا من دنو الصباح . فقال لها : إن في ذلك لدليلاً .
ثم بات عند الرابعة ، فقال لها مثل ذلك . فلما دنا الصبح ، قالت له : قم ، فقد دنا الصبح فقال لها : وما يدريك ؟ قالت : أبت نفسي النوم ، وطلبني فمي بالسواك واحتجت إلى الوضوء . فقال لها : أنت طالق ، فإنك أقبحهن وصفا .

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
محمد خطاب
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59