عرض مشاركة واحدة
  #63  
قديم 01-26-2012, 01:22 AM
الصورة الرمزية احمد ادريس
احمد ادريس غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,366
افتراضي

سلمان الفارسى
رضي الله عنه

" سلمان منا أل البيت "
حديث شريف
من هو؟
سلمان الفارسي وكنيته ( أبو عبد الله ) رجلا من أصبهان من قرية ( جيّ ) ، غادرثراء والده بحثا عن خلاص عقله وروحه ، كان مجوسياثم نصرانيا ثم أسلم للهرب العالمين ، وقد آخى الرسول صلى الله عليهوسلم بينه وبين أبو الدرداء
قبلالاسلام
لقد اجتهد سلمان - رضي اللهعنه - في المجوسية ، حتى كان قاطن النار التي يوقدها ولا يتركها تخبو ، وكان لأبيهضيعة ، أرسله إليها يوما ، فمر بكنيسة للنصارى ، فسمعهم يصلون وأعجبه ما رأى فيدينهم وسألهم عن أصل دينهم فأجابوه في الشام ، وحين عاد أخبر والده وحاوره فقال ( يا أبتِ مررت بناس يصلون في كنيسة لهم فأعجبني ما رأيت من دينهم فوالله مازلت عندهمحتى غربت الشمس ) قال والده ( أي بُني ليس في ذلك الدين خير ، دينُك ودين آبائك خيرمنه ) قال ( كلا والله إنه خير من ديننا ) فخافه والده وجعل في رجليه حديدا وحبسه ،فأرسل سلمان الى النصارى بأنه دخل في دينهم ويريد مصاحبة أي ركب لهم الى الشام ،وحطم قيوده ورحل الى الشام

وهناك ذهب الى الأسقف صاحب الكنيسة ، وعاش يخدمويتعلم دينهم ، ولكن كان هذا الأسقف من أسوء الناس فقد كان يكتنز مال الصدقات لنفسهثم مات ، وجاء آخر أحبه سلمان كثيرا لزهده في الدنيا ودأبه على العبادة ، فلما حضرهالموت أوصى سلمان قائلا ( أي بني ، ما أعرف أحدا من الناس على مثل ما أنا عليه إلارجلا بالموصل )
فلما توفي رحل سلمان الىالموصل وعاش مع الرجل الى أن حضرته الوفاة فدله على عابد في نصيبين فأتاه ، وأقامعنده حتى إذا حضرته الوفاة أمره أن يلحق برجل في عمورية
فرحل إليه ، واصطنع لمعاشه بقرات وغنيمات ، ثمأتته الوفاة فقال لسليمان ( يا بني ما أعرف أحدا على مثل ما كنا عليه ، آمرك أنتأتيه ، ولكنه قد أظلك زمان نبي يبعث بدين إبراهيم حنيفا ، يهاجر الى أرض ذات نخلبين جرّتين فإن استطعت أن تخلص إليه فافعل ، وإن له آيات لا تخفى ، فهو لا يأكلالصدقة ، ويقبل الهدية ، وإن بين كتفيه خاتم النبوة ، إذا رأيته عرفته )
لقاءالرسول
مر بسليمان ذات يوم ركب منجزيرة العرب ، فاتفق معهم على أن يحملوه الى أرضهم مقابل أن يعطيهم بقراته وغنمه ،فذهب معهم ولكن ظلموه فباعوه ليهودي في وادي القرى ، وأقام عنده حتى اشتراه رجل منيهود بني قريظة ، أخذه الى المدينة التي ما أن رأها حتى أيقن أنها البلد التي وصفتله ، وأقام معه حتى بعث الله رسوله صلى الله عليهوسلم وقدم المدينة ونزل بقباء في بني عمرو بن عوف ، فما أن سمع بخبره حتى سارع اليه

فدخل على الرسول صلى الله عليه وسلم وحوله نفر من أصحابه ،فقال لهم ( إنكم أهل حاجة وغربة ، وقد كان عندي طعام نذرته للصدقة ، فلما ذكر ليمكانكم رأيتكم أحق الناس به فجئتكم به )
فقالالرسوللأصحابه صلى الله عليه وسلم ( كلوا باسم الله) وأمسك هوفلم يبسط إليه يدا فقال سليمان لنفسه ( هذه والله واحدة ، إنه لا يأكل الصدقة )

ثم عاد في الغداة الىصلى الله عليه وسلم الرسوليحمل طعاما وقال ( أني رأيتك لا تأكل الصدقة ، وقد كان عندي شيءأحب أن أكرمك به هدية ) فقال الرسول لأصحابه ( كلوا باسمالله ) وأكل معهم فقال سليمان لنفسه ( هذه والله الثانية ، إنه يأكل الهدية )
ثم عاد سليمان بعد مرور زمن فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم صلى الله عليهوسلم في البقيع قد تبع جنازة، وعليه شملتان مؤتزرا بواحدة ، مرتديا الأخرى ، فسلم عليه ثم حاول النظر أعلى ظهرهفعرف الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك ، فألقى بردته عن كاهله فاذا العلامة بين كتفيه ، خاتمالنبوة كما وصفت لسليمان فأكب سليمان على الرسول صلى الله عليهوسلم يقبله ويبكي ، فدعاهالرسول صلى الله عليه وسلم وجلس بين يديه ، فأخبره خبره ، ثم أسلم
عتقه
وحال الرق بين سليمان - رضيالله عنه - وبين شهود بدر وأحد ، وذات يوم أمره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكاتب سيده حتى يعتقه ، فكاتبه علىثلاثمائة نخلة يجيبها له بالفقير وبأربعين أوقية ، وأمر الرسولالكريمالصحابة كي يعينوه ،فأعانه الرجال بقدر ماعندهم من ودية حتى اجتمعت الثلاثمائة ودية ، فأمره الرسول( إذهب يا سلمان ففقّرها ، فإذا فرغت فأتنيأنا أضعها بيدي ) ففقرها بمعونة الصحابة حتى فرغ فأتى الرسول الكريم ، وخرج معهالرسولصلى الله عليه وسلموأخذ يناوله الودي ويضعه الرسول بيده ، فما ماتت منها ودية واحدةفأدى النخيل
وأعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم من بعض المغازي ذهب بحجم بيضة الدجاج وقال له ( خُذْ هذه فأدِّ بها ماعليك يا سلمان ) فقال ( وأين تقع هذه يارسول الله مما علي ؟) قال ( خُذها فإن الله عزّ وجل سيؤدي بهاعنك ) فأخذها فوزنها لهم فأوفاهم ، وحرر الله رقبته ، وعاد رجلا مسلما حرا ،وشهد مع الرسول غزوة الخندق والمشاهد كلها
غزوةالخندق
في غزوة الخندق جاءت جيوشالكفر الى المدينة مقاتلة تحت قيادة أبي سفيان ، ورأى المسلمون أنفسهم في موقف عصيب، وجمع الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه ليشاورهم في الأمر ، فتقدم سلمانوألقى من فوق هضبة عالية نظرة فاحصة على المدينة ، فوجدها محصنة بالجبال والصخورمحيطة بها ، بيد أن هناك فجوة واسعة يستطيع الأعداء اقتحامها بسهولة

وكان سلمان - رضي اللهعنه - قد خبر في بلاد فارس الكثير من وسائل الحرب وخدعها ، فتقدم من الرسول صلى الله عليه وسلم واقترح أن يتم حفر خندق يغطي جميع المنطقة المكشوفة حول المدينة، وبالفعل بدأ المسلمين في بناء هذا الخندق الذي صعق قريش حين رأته ، وعجزت عناقتحام المدينة ، وأرسل الله عليهم ريح صرصر عاتية لم يستطيعوا معها الا الرحيلوالعودة الى ديارهم خائبين
وخلال حفر الخندق اعترضت معاول المسلمين صخرةعاتية لم يستطيعوا فلقها ، فذهب سلمان الى الرسول صلى الله عليه وسلم مستأذنا بتغيير مسار الحفر ليتجنبوا هذه الصخرة ، فأتى الرسولمع سلمان وأخذ المعول بيديه الكريمتين ، وسمى الله وهوى علىالصخرة فاذا بها تنفلق ويخرج منها وهجا عاليا مضيئا وهتف الرسول مكبرا ( الله أكبر.. أعطيت مفاتيح فارس ، ولقد أضاء الله لي منها قصور الحيرة ،ومدائن كسرى ، وإن أمتي ظاهرة عليها )

ثم رفع المعول ثانيةوهوى على الصخرة ، فتكررت الظاهرة وبرقت الصخرة ، وهتف الرسول صلى الله عليه وسلم( الله أكبر .. أعطيت مفاتيح الروم ، ولقدأضاء لي منها قصور الحمراء ، وإن أمتي ظاهرة عليها ) ثم ضرب ضربته الثالثةصلى الله عليه وسلمفاستسلمت الصخرة وأضاء برقها الشديد ، وهلل الرسول صلى الله عليه وسلموالمسلمون معه وأنبأهم أنه يبصر قصور سورية وصنعاء وسواها منمدائن الأرض التي ستخفق فوقها راية الله يوما ، وصاح المسلمون ( هذا ما وعدنا اللهورسوله ، وصدق الله ورسوله )
فضله
قال النبي صلى الله عليه وسلم(ثلاثة تشتاقُ إليهمالحُور العين عليّ وعمّار وسلمان )
حسبه
سُئِل سلمان - رضي الله عنه - عن حسبه فقال ( كرميديني ، وحَسَبي التراب ، ومن التراب خُلقتُ ، وإلى التراب أصير ، ثم أبعث وأصير إلىموازيني ، فإن ثقلت موازيني فما أكرم حسبي وما أكرمني على ربّي يُدخلني الجنة ، وإنخفّت موازيني فما ألأَمَ حَسبي وما أهوَننِي على ربّي ، ويعذبني إلا أن يعودبالمغفرة والرحمة على ذنوبي )
سلمانوالصحابة
لقد كان إيمان سلمان الفارسي قويا ، فقد كان تقيزاهد فطن وورع ، أقام أياما مع أبو الدرداء في دار واحدة ، وكان أبو الدرداء - رضيالله عنه - يقوم الليل ويصوم النهار، وكان سلمان يرى مبالغته في هذا فحاول أن يثنيهعن صومه هذا فقال له أبو الدرداء ( أتمنعني أن أصوم لربي، وأصلي له؟) فأجاب سلمان ( إن لعينيك عليك حقا ، وإن لأهلك عليك حقا ، صم وافطر ، وصلّ ونام ) فبلغ ذلكالرسول صلى الله عليه وسلم فقال ( لقد أشبع سلمان علما)
وفي غزوة الخندق وقف الأنصار يقولون ( سلمان منا ) ووقف المهاجرون يقولون ( بل سلمان منا ) وناداهم صلى الله عليه وسلم الرسولقائلا ( سلمان منا آل البيت )
فيخلافة عمر بن الخطاب جاء سلمان الى المدينةزائرا ، فجمع عمر الصحابة وقال لهم ( هيا بنا نخرخ لاستقبال سلمان ) وخرج بهملإستقباله عند مشارف المدينة
وكان علي بن أبي طالب يلقبه بلقمان الحكيم ، وسئلعنه بعد موته فقال ( ذاك امرؤ منا وإلينا أهل البيت ، من لكم بمثل لقمان الحكيم ؟أوتي العلم الأول والعلم الآخر ، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر ، وكان بحرا لاينزف )
عطاؤه
لقد كان - رضي الله عنه - فيكبره شيخا مهيبا ، يضفر الخوص ويجدله ، ويصنع منه أوعية ومكاتل ، ولقد كان عطاؤهوفيرا بين أربعة آلاف و ستة آلاف في العام ، بيد أنه كان يوزعه كله ويرفض أن ينالمنه درهما ، ويقول ( أشتري خوصا بدرهم ، فأعمله ثم أبيعه بثلاثة دراهم ، فأعيددرهما فيه ، وأنفق درهما على عيالي ، وأتصدق بالثالث ، ولو أن عمر بن الخطاب نهانيعن ذلك ما انتهيت )
الامارة
لقد كان سلمان الفارسي يرفضالإمارة ويقول ( إن استطعت أن تأكل التراب ولا تكونن أميرا على اثنين فافعل )
في الأيام التي كان فيها أميرا على المدائن وهوسائر بالطريق ، لقيه رجل قادم من الشام ومعه حمل من التين والتمر ، وكان الحمل يتعبالشامي ، فلم يكد يرى أمامه رجلا يبدو عليه من عامة الناس وفقرائهم حتى قال له ( احمل عني هذا ) فحمله سلمان ومضيا ، وعندما بلغا جماعة من الناس فسلم عليهم فأجابوا ( وعلى الأمير السلام ) فسأل الشامي نفسه ( أي أمير يعنون ؟!) ودهش عندما رأى بعضهميتسارعون ليحملوا عن سلمان الحمل ويقولون ( عنك أيها الأمير ) فعلم الشامي أنه أميرالمدائن سلمان الفارسي فسقط يعتذر ويأسف واقترب ليأخذ الحمل ، ولكن رفض سلمان وقال ( لا حتى أبلغك منزلك )
سئل سلمان يوما ( ماذايبغضك في الإمارة ؟) فأجاب ( حلاوة رضاعها ، ومرارة فطامها )
زهدهوورعه
هم سلمان ببناء بيتا فسألالبناء ( كيف ستبنيه ؟) وكان البناء ذكيا يعرف زهد سلمان وورعه فأجاب قائلا ( لاتخف ، إنها بناية تستظل بها من الحر ، وتسكن فيها من البرد ، إذا وقفت فيها أصابترأسك ، وإذا اضطجعت فيها أصابت رجلك ) فقال سلمان ( نعم ، هكذا فاصنع )
زواجه
في ليلة زفافه مشى معه أصحابه حتى أتى بيت امرأتهفلما بلغ البيت قال ( ارجعوا آجركم الله ) ولم يُدخلهم عليها كما فعل السفهاء ، ثمجاء فجلس عند امرأته ، فمسح بناصيتها ودعا بالبركة فقال لها ( هل أنت مطيعتني فيشيءٍ أمرك به ) قالت ( جلستَ مجلسَ مَنْ يُطاع ) قال ( فإن خليلي أوصاني إذا اجتمعتإلى أهلي أن أجتمع على طاعة الله ) فقام وقامت إلى المسجد فصلّيا ما بدا لهما ، ثمخرجا فقضى منها ما يقضي الرجل من إمرأته
فلمّا أصبح غدا عليه أصحابه فقالوا ( كيف وجدتَأهلك ؟) فأعرض عنهم ، ثم أعادوا فأعرض عنهم ، ثم أعادوا فأعرض عنهم ثم قال ( إنّماجعل الله الستورَ والجُدُرَ والأبواب ليُوارى ما فيها ، حسب امرىءٍ منكم أن يسألعمّا ظهر له ، فأما ما غاب عنه فلا يسألن عن ذلك ، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( المتحدث عن ذلك كالحمارين يتسافران فيالطريق )
عهدهلسعد
جاء سعد بن أبي وقاص يعود سلمان في مرضه ، فبكىسلمان ، فقال سعد ( ما يبكيك يا أبا عبدالله ؟ لقد توفي رسول صلى الله عليه وسلم اللهوهو عنك راض ) فأجاب سلمان ( والله ما أبكي جزعا من الموت ، ولاحرصا على الدنيا ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا عهدا ، فقال ( ليكن حظ أحدكم من الدنيا مثل زادالراكب ) وهأنذا حولي هذه الأساود - الأشياء الكثيرة - !) فنظر سعد فلم ير إلا جفنةومطهرة قال سعد ( يا أبا عبد الله اعهد إلينا بعهد نأخذه عنك ) فقال ( يا سعد اذكرالله عند همك إذا هممت ، وعند حكمك إذا حكمت ، وعند يدك إذا قسمت )
وفاته
كان سلمان يملك شيئا يحرص عليه كثيرا ، ائتمنزوجته عليه ، وفي صبيحة اليوم الذي قبض فيه ناداها ( هلمي خبيك الذي استخبأتك ) فجاءت بها فإذا هي صرة مسك أصابها يوم فتح جلولاء ، احتفظ بها لتكون عطره يوم مماته، ثم دعا بقدح ماء نثر به المسك وقال لزوجته ( انضحيه حولي ، فإنه يحضرني الآن خلقمن خلق الله ، لايأكلون الطعام وإنما يحبون الطيب ) فلما فعلت قال لها ( اجفئي عليالباب وانزلي ) ففعلت ما أمر ، وبعد حين عادت فإذا روحه المباركة قد فارقت جسده ،وكان ذلك وهو أمير المدائن في عهد عثمان بن عفان في عام ( 35 ه ) ، وقد اختلف أهلالعلم بعدد السنين التي عاشها ، ولكن اتفقوا على أنه قد تجاوز المائتين والخمسين

يتبع
__________________
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر والدهر ذو دول والرزق مقسوم
والخير أجمع فيما اختار خالقنا وفي اختيار سواه اللوم والشوم
عَنْ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ * * * فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارَنِ يَقْتَدِي
إذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ * * * وَلَا تَصْحَبْ الْأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي

http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot..._6762576_n.jpg
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59