عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-31-2016, 08:17 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة المرأة المصرية المحجبة تحت التهديد!


المرأة المصرية المحجبة تحت التهديد!
ــــــــــــــــــــ

(إياد جبر)
ــــــــ

22 / 6 / 1437 هــ
31 / 3 / 2016 م
ـــــــــ

التهديد! 830032016013107.png




بينما يطرح الشارع المصري عشرات القضايا الثقافية والفكرية الكفيلة بإنهاك قوى أي مجتمع مسلم، تنشغل مجموعة من رجال الشريعة يُطلق عليهم "الدعاة الجدد" بالحديث عن قضايا يُفترض أن النقاش فيها قد انتهى منذ سنوات طويلة، لكن إعادة طرح قضية الحجاب من جديد وسيطرتها على كافة القضايا الأخرى في الفضائيات المصرية، كان له صدى واسع داخل المجتمع المصري الذي تفاعل معها بشكل لافت، فنقلها من مرحلة التنظير إلى التطبيق.
كانت التحولات السياسية والفوضى التي عمت البلاد خلال السنوات الأخيرة قد لعبت دوراً مهماً في تشجيع بعض الأطراف التي تبنت موقفاً مناهضاً للحجاب، في سبيل الوصول لأهداف من شأنها ضرب الهوية الإسلامية للمجتمع المصري، خاصةً وأن خلط الصراع السياسي بالقيم الدينية الإسلامية أضحى يشكل العامل الأهم في الاستراتيجية الإعلامية التي تحرص عليها أجهزة الإعلام المصرية.
وخلال حوار تلفزيوني في أغطس من عام 2015 أشار وزير التعليم العالي مهيب الرفاعي، إلى أن وزارته بصدد سن قانون يمنع الفتيات من ارتداء الحجاب قبل سن البلوغ، بحجة أن الإسلام لا يفرض على الفتاة ارتداء الحجاب قبل هذا السن، لكن المتحدث باسم الوزارة المذكورة نفى أن تكون وزارته قد أصدرت أي قوانين حول هذه المسألة، غير أن التوقعات تُرجح إصدار هذا القانون مع بداية العام الدراسي المُقبل.
لم تكن دعوة الوزير بمعزل عن قرار رئيس جامعة القاهرة "جابر نصار" في يناير الماضي، الذي منع بموجبه عضوات هيئة التدريس المنقبات والهيئة المعاونة بجميع الكليات والمعاهد التابعة للجامعة من إلقاء المحاضرات أو الدروس النظرية أو التدريب بالمعامل، وقد أيدت محكمة القضاء الإداري في 19 يناير 2016، هذا القرار بداعي حرص الجامعة على التواصل مع الطلاب وحُسن أداء العملية التعليمية والمصلحة العامة.
بدورها تلقفت مجموعة من الفقهاء هذا القرار وأيدته من خلال الاستدلال على أن النقاب "ليس لباساً شرعياً "بالآية الكريمة من سورة "النور": }قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ...{ لافتين النظر إلى أن غضَّ البصر لا معنى له إذا كانت النساء منقبات!
خطوة جامعة القاهرة ودعوة وزير التعليم، لم تأتِ بمعزل عن تلك الدعوة التي أطلقها الكاتب المصري "شريف الشوباشي" حين تجرأ على منظومة القيم الإسلامية بشكل غير مسبوق، مطالباً بمليونيه خلع الحجاب التي لاقت ردود أفعال متناقضة في مايو من العام الماضي، مبرراً دعوته بمستوى التوظيف السياسي التي تعانيه المرأة المحجبة في مصر على حد زعمه.
تلك الدعوة البائسة التي عبر عنها الشوباشي، لم تكن الأولى من نوعها، فقد سبقتها دعوة أخرى لـ "بهاء أنور" رئيس حزب مصر العلمانية في نهاية شهر سبتمبر من عام 2012م، دعا خلالها إلى تنظيم ما يسمى بـ "اليوم العالمي لخلع الحجاب"، موضحاً أن حزبه سوف يقدم المساعدة النفسية والنصائح للفتيات اللاتي يتم إجبارهن على ارتدائه أو اللاتي يردن خلعه.
الملاحظ في تلك الدعوات المحرِّضة على الحجاب، أنها تأتي في سياق تلك المزايدات بين العلمانيين والإسلاميين؛ لأن الحجاب بات جزءاً منها؛ فالعلمانيون يعتقدون إن تزايد ارتداء المصريات للحجاب يمثل تعاظماً لنفوذ الإسلاميين على الأقل اجتماعياً، وهذا ما يُفسر تزايد كثير من القيود التي وضعتها الحكومات المصرية المتعاقبة على المحجبات، وخصوصاً في مكان العمل؛ حيث تم منع المحجبات من الظهور التلفزيوني، ومنعت جامعتي حلوان والجامعة الأمريكية في القاهرة دخول المنقبات في أعوام 2004 و 2007 على التوالي، فضلاً عن منعهن من دخول بعض الأماكن الترفيهية والمطاعم والنوادي الخاصة بالقوات المسلحة لأسباب مختلفة.
إن تواصل الهجوم المنظم على الحجاب، وما ترتب عليه من تصاعد واضح في خلعه، وتحوُّل الأمر إلى ظاهرة سلبية ألمَّت بالمجتمع المصري مؤخراً، ينذر بنزع الهوية الإسلامية من الأسرة المصرية، فإذا كانت 80% من نساء مصر يرتدن الحجاب حسب دراسات أجرتها مراكز الدراسات المصرية خلال السنوات العشر الأخيرة، وإذا كان الحجاب يمثل قاعدة أساسية في الزي النسائي المصري، فإن دعوات التحريض التي لا تتوقف عن النيل منه ومن المرأة المصرية المسلمة تحت شعارات حرية المرأة وانفتاحها على المجتمع، تحمل في طياتها تناقضات لا حصر لها.
فتنامي ظاهرة العُنف ضد المرأة واتساع ظاهرة التحرش الجنسي التي يعاني منها المجتمع المصري، تأتي بالتزامن مع تلك الدعوات المحرِّضة على الحجاب، لأن تراجع الالتزام الديني للمرأة يجعلها أكثر عرضة للعُنف، كما أن الغالبية العظمى من حالات التحرش التي يتم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الفضائيات هي لنساء غير ملتزمات دينياً، وهذا ما تؤكده طبيعة لباسهن التي لا تمت للباس الإسلامي بأي صلة، وعليه فإن المطلوب من المرأة المصرية أن تتنازل عن حجابها لتكون أكثر عرضة للتحرش!


-----------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59