عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-13-2015, 07:51 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,159
ورقة تفجير معقل "حزب الله" بلبنان


تفجير معقل "حزب الله" بلبنان
ــــــــــــــــ

(خالد مصطفى)
ــــــــــ

غرة صفر 1437 هــ
13 / 11 / 2015 هــ
ـــــــــــ

"حزب الله" 45_22-thumb2.jpg

أصبح تنظيم "حزب الله" الشيعي اللبناني عبئا كبيرا على دولة تعاني الكثير من الأزمات الاقتصادية والسياسية؛ فهذا البلد الصغير لا يستطيع منذ أكثر من عام اختيار رئيس له كما لم يستطع تنظيم انتخابات برلمانية فجدد مجلس النواب لنفسه في حادثة فريدة لا تعرفها دولة أخرى في العالم...

لبنان عانت في الفترة الأخيرة بالإضافة للأزمات المتواصلة والاحتقانات الطائفية من أزمة جديدة وهي أزمة النفايات وهي أزمة تحمل في طياتها أكثر بكثير من ظاهرها حيث فجرت احتجاجات عارمة وصلت للمطالبة بإسقاط النظام ككل سيرا على نهج هتافات الربيع العربي التي اجتاحت عددا من الدول المجاورة..اللبنانيون خلال الازمة الأخيرة والمتعلقة بالنفايات كشفوا عن غضب جامح بشأن النظام الطائفي السائد في البلاد منذ سنوات طويلة وعبروا عن استنكارهم لتحكم زعماء الطوائف في مصير البلاد وتوريثهم للزعامة...

صحيح أن بعض الزعامات الطائفية العتيقة في البلاد حاولت أن تركب موجة الاحتجاجات من أجل أن تشيع مناخا من الفوضى يستخدم لإسقاط الحكومة التي ترى أنها لا تصب في صالحها إلا أن حقيقة الاحتجاجات كانت أكبر منهم بكثير ...

وسط كل هذه الاحداث المتشعبة والمتراكمة يستمر حزب الله في إرسال أبناء لبنان من الشيعة إلى معارك في سوريا ضد الثوار بدعوى حماية مزارات الشيعة في دمشق والحقيقة أنه يحاول أن يحمي نظاما دكتاتوريا طائفيا ذاق اللبنانيون منه الأمرين خلال فترة وجوده على اراضيهم قبل أن يجبر على الرحيل جراء ضغوط خارجية إثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري...إن اللبنانيين حتى الآن يتذكرون بمزيج من الأسى والحسرة تحكم الضباط السوريين الصغار والكبار في أدق تفاصيل حياتهم وكيف كانت تفتح الأبواب لأصحاب العلاقات مع النظام السوري في جميع المجالات بينما توصد الأبواب في وجوه من لا ترضى عنه المخابرات السورية التي كانت تنتشر في لبنان...

لا يمكن أن نفصل هذا التاريخ عن موقف معظم اللبنانيين الحالي تجاه نظام الأسد وتجاه حزب الله الذي يدمر لبنان من أجل عيون هذا النظام المتهاوي...

لقد نقل حزب الله معاركه التي كان يزعم أنه يحتفظ بسلاحه من أجلها في الجنوب ضد الاحتلال الصهيوني إلى حدود دولة عربية انتفض شعبها على نظام مجرم قتل أكثر من 200 ألف منه حتى الآن وضرب حزب الله عرض الحائط باعتبارات الأمن القومي وموقف الحكومة التي يشارك فيها بشأن عدم التدخل في شأن سوريا مما اضطر بعض الفصائل السورية للتهديد باستهداف الحزب داخل لبنان كما يستهدفهم هو داخل سوريا وأرسلت هذه الفصائل العديد من الرسائل بهذا الشأن للحزب وللحكومة ولكن الحزب تمادى في غيه وواصل ارتكاب المجازر والانتهاكات في حق أهل السنة في سوريا مما جعل معاقل الحزب واقعة تحت مرمى التهديدات دون أن يأبه الحزب بحياة اللبنانيين الذي طالبوه أكثر من مرة بوقف مغامراته في سوريا لسبب بسيط وهو أن لبنان فيها ما يكفيها من الأزمات والهموم ولا تحتاج للمزيد..

لقد تعرضت معاقل الحزب في لبنان لأكثر من هجوم في الفترة الأخيرة كان أحدثها ما وقع مساء اليوم الخميس من التفجير الثنائي الذي استهدف معقل الحزب في برج البراجنة بضاحية بيروت الجنوبية والذي أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى..الحزب كالعادة سيوجه أصابع الاتهام لمن يسميهم "تكفيريين" وسيواصل حديثه عن أنه يدافع عن لبنان بتدخله في سوريا ولكن الأوضاع في لبنان لن تنتظره حتى يحقق نصرا مزعوما في سوريا فالقضية تجاوزت إمكانيات حزب الله المحدودة بمراحل وأصبحت لبنان جزءا من الأزمة السورية بفعل مغامرات حزب الله التي خشي اللبنانيون كثيرا الوقوف في وجهه ففرض عليهم أن يدفعوا ثمن جرائمه.

----------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59