عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-01-2014, 06:50 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,197
ورقة بوادر غزو الغرب لليبيا


هل هي بوادر غزو الغرب لليبيا؟؟*
ــــــــــــــــــــ

3 / 8 / 1435 هــ
1 / 6 / 2014 م
ــــــــــ

_7329.jpg

منذ بداية ثورة 17 من فبراير في ليبيا وعين الغرب على خيرات هذا البلد وخصوصا النفط, فلم يتردد في التدخل العسكري المباشر عبر طائراته الحربية, طمعا في تحقيق مصالحه وأطماعه, بينما عزف عن التدخل في سورية رغم سقوط مئات آلاف القتلى هناك, بالأسلحة التقليدية والمحرمة دوليا كالسلاح الكيماوي, نظرا لعدم وجود ما يغري بسورية مقارنة بليبيا.

واستكمالا لأكذوبة التدخل العسكري الغربي لتحرير الشعوب من الأنظمة الديكتاتورية – بينما الحقيقة أن الغرب هو من وضع هذه الأنظمة وتعامل معها طوال أربعة عقود وأكثر – حاول الغرب استنزاف خيرات ليبيا واحتلالها بشكل غير مباشر, عبر عملائه وأزلامه هناك, وحين فشل في ذلك أو قارب على الفشل, قام بدعم اللواء المنشق "حفتر" لضرب القوى الإسلامية التي تعطل مخططاته وتفسد تآمره, باسم شعار "محاربة الإرهاب".

وعلى ما يبدو فإن فشل محاولات "حفتر" المتكررة في تحقيق مراد الغرب وأطماعه في ليبيا, أجبر الغرب على التدخل العسكري المباشر فيها, عبر نفس الشعار القديم الحديث الكاذب "محاربة الإرهاب".

فقد ذكرت مصادر بريطانية أن قوات خاصة فرنسية وأميركية وجزائرية تتجه إلى جنوب ليبيا لمهاجمة شبكات مسلحة.

ونقلت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية عن "أوليفيير غيتا" مدير الأبحاث في جمعية هنري جاكسون قوله: "إن هجمات القوات الخاصة تركز على تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي", على حد قوله.

وبالمناسبة فإن مصطلح محاربة "تنظيم القاعدة" هو واحد من مبررات وشماعات الغرب للتدخل العسكري بأي بقعة ومكان, رغم أن أصابع الغرب وأمريكا تبدو واضحة في نشوء ودعم هذا التنظيم إبان الاحتلال الروسي لأفغانستان.

وكعادة الغرب حين يريد أن يتدخل في بلد ما, فإنه يمهد الطريق لذلك عبر أحداث إحداث القلاقل, ونشر الفوضى وزرع الإرهاب, ليتدخل بعد ذلك باسم منع الفوضى ومحاربة الإرهاب!!

ويبدو أن كلام "غيتا" حين قال: "إن الدول الغربية تتفحص الوضع في ليبيا عن كثب بنسبة أكثر، وإنها على استعداد لتدخل أوسع من ذي قبل", يدخل في هذا الباب, وما هو إلا تهيئة الأجواء لهذا التدخل الذي بات فعليا ووشيكا.

ومن بين الأمور المهيئة لهذا التدخل أيضا قلق دول الجوار مما يحدث بليبيا لتبرير التدخل الغربي إن وقع, حيث يكون هذا التدخل حماية للأمن الإقليمي والدولي, وقد تم هذا الأمر من خلال لقاء لدول الجوار على هامش الاجتماع الوزاري لدول حركة عدم الانحياز بالجزائر, حيث أعرب وزراء خارجية تلك الدول عن "قلقهم العميق" إزاء التطورات التي تشهدها ليبيا وتداعياتها على أمنها واستقرارها وتأثيرها المباشر على دول الجوار.

وفيما يخص تأكيد البيان على رفض التدخل في شؤون ليبيا الداخلية, حيث أكد جيران ليبيا على "تضامنهم الكامل مع الشعب الليبي الشقيق"، و"على الحفاظ على سيادة ليبيا واستقلالها ووحدة أراضيها"، و"رفض أي تدخل في شؤونها الداخلية " .

فهي في الحقيقة مجرد عبارة لا بد منها في أمثال تلك البيانات, وديباجة ضرورية لرفع الحرج والمسؤولية عن كاهل تلك الدول إزاء التدخل الخارجي إن حدث مستقبلا.

أما دعوة البيان جميع الأطراف والقوى الفاعلة الليبية إلى "وقف أعمال العنف بكافة أشكاله والاحتكام إلى الحوار، والتصدي لكافة أشكال المحاولات التي تستهدف زعزعة استقرار ليبيا وتهديد أمن دول الجوار والمنطقة".

فهي في الحقيقة عبارة مناقضة لحقيقة الأمر والواقع, فمن يريد استقرار ليبيا لا يعمد إلى دعم جهة لاستخدام لغة السلاح لفرض الرأي على الآخرين باسم محاربة الإرهاب, كما أن من يريد الحوار ووقف أعمال العنف, فعليه أن يمارس الضغط على جميع الجهات من أجل الجلوس على طاولة الحوار.

إن قراءة الأحداث المتسارعة التي تجري في ليبيا, والقرارات والتصريحات والتحركات الغربية بشأنها, تنذر بحملة عسكرية غربية على هذا البلد, بموافقة ضمنية أو علنية عربية, وربما بمشاركة ومؤازرة عسكرية أيضا!! بينما كان المؤمل أن تمنع الدول العربية تلك الحرب بأي وسيلة وطريقة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59