عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 12-20-2013, 08:37 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,192
ورقة الدرزية الديانة والعقيدة

الدرزية .. الديانة والعقيدة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

17 / 2 / 1435 هــ
20 / 12 / 2013 م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

http://taseel.com/UploadedData/Pubs/Photos/_1413.jpg




هذا التقرير يعرض لجملة من اعتقادات الطائفة الدرزية التي يعتقد البعض نسبتها إلى الإسلام، مع التعريف بها وأبرز شخصياتها، وموقف الإسلام منها، وموقفها من المسلمين، ثم الحديث عن موقف دروز سوريا من الثورة السورية.

من هم الدروز:
الدروز فرقة باطنية تؤلِّه الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، أخذت جل عقائدها عن الإسماعيلية، وهي تنتسب إلى نشتكين الدرزي. نشأت في مصر لكنها لم تلبث أن هاجرت إلى الشام. عقائدها خليط من عدة أديان وأفكار، كما أنها تؤمن بسرية أفكارها، فلا تنشرها على الناس، ولا تعلمها لأبنائها إلا إذا بلغوا سن الأربعين.
فالدرزية فرقة سرية من فرق الباطنية يتظاهرون بالإسلام، ويلبسون أحيانا لباس التدين والزهد والورع ويظهرون الغيرة الدينية الكاذبة ويتلونون ألوانا عدة من الرفض والتصوف وحب آل البيت، ويزعمون أنهم حملة لواء الإصلاح بين الناس وجمع شملهم ليلبسوا على الناس ويخدعوهم عن دينهم، حتى إذا سنحت لهم الفرصة، وقويت شوكتهم، ووجدوا من الحكام من يواليهم وينصرهم ظهروا على حقيقتهم، وأعلنوا عقائدهم، وكشفوا عن مقاصدهم، وكانوا دعاة شر وفساد ومعاول هدم للديانات والعقائد والأخلاق.
أصل التسمية وألقابهم الأخرى:
يعرفون بـ"الدروز" نسبة إلى "نشتكين الدرزي" ورغم ذلك فالدروز يعتبرونه زنديقًا ومحرفًا للحقائق، ويكرهون هذا الاسم ويرفضونه، بل يشيرون إلى أن هذا الاسم غير موجود في كتبهم المقدسة ولم يرد تاريخياً في المراجع التي تكلمت عنهم.
لكن أحب الأسماء إليهم هو اسم "الموحدين"، ويشيرون إلى أن تلك التسمية نسبةً إلى عقيدتهم الأساسية في "توحيد الله".
كلك فهم يعرفون بـ"بني معروف" ويعتقد جماعة من الباحثين أن هذا الاسم هو لقبيلة عربية اعتنقت الدرزية في بداياتها، أو ربما هو لقب بمعنى أهل المعرفة والخير.
"نشتكين الدرزي" وديانته الجديدة:
ينتسب الدروز –كما قلنا- إلى نشتكين الدرزي، أحد دعاة الباطنية الذين قالوا بألوهية الحاكم العبيدي، ويسمى هذا الداعي محمد بن إسماعيل، ويقال له: درزي، من أصل فارسي ويعرف بـ "نشتكين"، قدم إلى مصر ودخل في خدمة الحاكم ثم كان أول من أعلن ألوهية ذلك الحاكم المفتون، ولم يكن "نشتكين" في هذا الميدان وحده، بل كان معه ضال آخر فارسي أيضاً يسمى "حمزة بن علي الزوزني" من أهالي "زوزن" بإيران، وكان له الأثر البارز في تاريخ الدروز فيما بعد، بل هو زعيم المذهب الدرزي ومؤسسه .
وقد بدأ "درزي" في إعلان مذهبه الهدام بتأليف كتاب أعلن فيه ألوهية الحاكم، ثم جاء به إلى أشهر مكان في القاهرة؛ الجامع الأزهر وبدأ يقرأه على الناس فأحدث ضجة يبن الناس. وثارت غيرتهم الإسلامية وأرادوا قتله فهرب- أو هربه الحاكم- من مصر إلى جبال لبنان، حيث أخذ ينشر مذهبه إلى أن هلك سنة 410هـ مقتولاً.
المؤسسون لمذهب الدروز:
يعد "حمزة بن علي بن محمد الزوزني" هو المؤسس الفعلي لعقيدة الدروز، حيث قام سنة 408هـ بالإعلان أن روح الإله قد حلت في الحاكم ودعا إلى ذلك، وألف كتب العقائد الدرزية، ويأتي بعدة في المرتبة "نشتكين" سالف الذكر وقد سبق حمزة بالإعلان عن ألوهية الحاكم، وكان ذلك سنة407هـ، ولذلك دبر حمزة الزوني لقتله، كلك برزت مع حمزة عدة شخصيات أخرى ساهمت في نشر تعاليمه، من هذه الشخصيات "الحسين بن حيدرة الفرغاني" المعروف "بالأخرم" أو "الأجدع"، و"بهاء الدين أبو الحسن علي بن أحمد السموقي" المعروف "بالضيف"، و"أبو إبراهيم إسماعيل بن حامد التميمي" صهر حمزة وساعده الأيمن في الدعوة وهو الذي يليه في المرتبة.
أماكن انتشارهم:
ينتشر الدروز بعدة بلدن أبرزها لبنان وسوريا وفلسطين والأردن، إضافة إلى بعض التجمعات في دول المهجر كالولايات المتحدة وكندا وأمريكا الجنوبية ممن هاجروا من الدول آنفة الذكر، لكن نفوذهم الأقوى يوجد في لبنان الآن تحت زعامة وليد جنبلاط ويمثلهم الحزب الاشتراكي التقدمي، ولهم دور كبير في الحرب اللبنانية، وعداوتهم للمسلمين لا تخفى على أحد.
عدد الدروز:
ويبلغ عدد المنتمين إليها حوالي 250 ألف نسمة موزعين بين سوريا 121 ألفاً، ولبنان 90 ألفاً والباقي في فلسطين وبعض دول المهجر.
انحرافاتهم الاعتقادية:
- يعتقد الدروز بألوهية الحاكم بأمر الله، ولما مات قالوا بغيبته وأنه سيرجع.
- يرون أن أئمتهم معصومون من الخطأ والذنوب بل ألهوهم وعبدوهم من دون الله كما فعلوا ذلك بالحاكم.
- ينكرون الأنبياء والرسل جميعا،ً ويلقبونهم بالأبالسة.
- يعتقدون بأن المسيح هو داعيتهم حمزة.
- دعواهم إلى الباطن ، فهم يزعمون أن لنصوص الشريعة معاني باطنية هي المقصود منها دون ظواهرها وبنوا على هذا إلحادهم في نصوص الشريعة وتحريفهم لأخبارها و أوامرها و نواهيها.
- يبغضون جميع أهل الديانات الأخرى، والمسلمين منهم بخاصة، ويستبيحون دماءهم وأموالهم وغشهم عند المقدرة.
- يقولون بتناسخ الأرواح، وأن الثواب والعقاب يكون بانتقال الروح من جسد صاحبها إلى جسدٍ أسعد أو أشقى.
- ينكرون الجنة والنار والثواب والعقاب الأخرويَّيْن.
- ينكرون القرآن الكريم، ويقولون إنه من وضع سلمان الفارسي، ولهم مصحف خاص بهم يسمى المنفرد بذاته.
- يرجعون عقائدهم إلى عصور متقدمة جدًّا ويفتخرون بالانتساب إلى الفرعونية القديمة وإلى حكماء الهند القدامى.
- يبدأ التاريخ عندهم من سنة 408هـ،‍ وهي السنة التي أعلن فيها حمزة ألوهية الحاكم.
- يعتقدون أن الحاكم أرسل خمسة أنبياء هم حمزة وإسماعيل ومحمد الكلمة وأبو الخير وبهاء.
- يعتقدون ما يعتقده الفلاسفة من أن إلههم خلق العقل الكلي وبواسطته وجدت النفس الكلية وعنها تفرّعت المخلوقات.
- يقولون في الصحابة أقوالاً منكرة منها قولهم: الفحشاء والمنكر هما "أبو بكر وعمر" رضي الله عنهما.
- التستر والكتمان من أصول معتقداتهم، فهي ليست من باب التقية، إنما هي مشروعة في أصول دينهم.
- لا يتلقى الدرزي عقيدته ولا يبوحون بها إليه، ولا يكون مكلفاً بتعاليمها إلا إذا بلغ سن الأربعين، وهو سن العقل لديهم.
- يؤمنون بالتناسخ بمعنى أن الإنسان إذا مات فإن روحه تتقمص إنساناً آخر يولد بعد موت الأول، فإذا مات الثاني تقمصت روحه إنساناً ثالثاً وهكذا في مراحل متتابعة للفرد الواحد.
انحرافاتهم في التكاليف والأوامر:
- حج بعض كبار مفكريهم المعاصرين إلى الهند متظاهرين بأن عقيدتهم نابعة من حكمة الهند.
- مناطقهم خالية من المساجد ويستعيضون عنها بخلوات يجتمعون فيها ولا يسمحون لأحد بدخولها.
- يحرمون البنات من الميراث.
- لا يعترفون بحرمة الأخت والأخ من الرضاعة.
- لا يصومون في رمضان ولا يحجون إلى بيت الله الحرام، وإنما يحجون إلى خلوة البياضة في بلدة حاصبية في لبنان ولا يزورون مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنهم يزورون الكنيسة المريمية في قرية معلولا بمحافظة دمشق.
- قالوا الصلاة معرفة أسرارهم لا الصلوات الخمس التي تؤدى كل يوم وليلة، والصيام كتمان أسرارهم لا الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، والحج زيارة الشيوخ المقدسين لديهم.
حكم الإسلام في الدروز:
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن الدروز والنصيريين فأجاب بقوله هم:" كفار باتفاق المسلمين، لا يحل أكل ذبائحهم ولا نكاح نسائهم، بل ولا يقرون بالجزية، فإنهم مرتدون عن دين الإسلام، ليسوا مسلمين ولا يهود ولا نصارى، لايقرون بوجوب الصلوات الخمس، ولا وجوب صوم رمضان، ولا وجوب الحج، ولا تحريم ما حرم الله ورسوله من الميتة والخمر وغيرهما، وإن اظهروا الشهادتين مع هذه العقائد فهم كفار باتفاق المسلمين".
وقال في موضع آخر:" كفر هؤلاء مما لا يختلف فيه المسلمون، بل من شك في كفرهم فهو كافر مثلهم، لا هم بمنزلة أهل الكتاب ولا المشركين، بل هم الكفرة الضالون، فلا يباح أكل طعامهم، وتسبى نساؤهم وتؤخذ أموالهم فإنهم زنادقة مرتدون، لا تقبل توبتهم، بل يقتلون أينما ثقفوا، ويلعنون كما وصفوا، ولا يجوز استخدامهم للحراسة والبوابة والحفاظ، ويجب قتل علمائهم وصلحائهم؛ لئلا يضلوا غيرهم ويحرم النوم معهم في بيوتهم ورفقتهم، والمشي معهم، وتشييع جنائزهم إذا علم موتها، ويحرم على ولاة أمور المسلمين إضاعة ما أمر الله من إقامة الحدود عليهم بأي شيء يراه المقيم لا المقام عليه".
موقف الدروز السوريين من الثورة السورية:
إن الناظر إلى مجريات الأمور على الساحة السورية، يدرك-وبلا شك – أن الكفر ملة واحدة، وإن طوائف البدع والشرك إن اختلفت مشاربها وتعددت وجهاتها، لا تتفق- إن اتفقت– إلا على دحر هذه الملة- ملة الإسلام- وقهر أهلها، والتآمر عليهم.
ظهر هذا الأمر بشكل جلي في أحداث الثورة السورية، حيث صمت الدروز الذين تغنوا ردحا من الزمان بمجد أسلافهم في دحر الفرنسيين وقهر شوكتهم، تلك الأكذوبة التي أثبت التاريخ زيفها، خاصة تلك الأيام، فأين هم الدروز من الثورة والثوار؟ وأين هم من الدفاع عن الأرامل واليتامى والعجائز؟ وأين شوكتهم التي باتت لا توجه إلا إلى صدور السنة العارية؟
لقد أعمل النظام فيهم سلاح الرشوة، وكمم أفواههم بالأموال، وأغدق عليهم النعم، هذا من جانب، ومن جانب آخر كانت الطائفية والخوف من زوال القمع النصيري لأهل السنة هناك دافعا لهذا الصمت، فهم يدركون أن هذا النظام، قد منحهم الكثير من الامتيازات، وفي المقابل سلب السنة كل خصيصة وامتياز لهم، ولذلك باتوا يتوجسون من شبح الديمقراطية، ولم يشذ عن هذا الأمر إلا القلة من الدروز، فكلامنا هذا لا ينفي وجودا لبعض الأصوات الدرزية التي وقفت في وجه النظام، وهي حالات فردية شاذة تؤكد صحة القاعدة السابقة.

ـــــــــــــــ
من مراجع التقرير:
1- مجموع الفتاوى- لشيخ الإسلام ابن تيمية.
2- الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة- إشراف د/ مانع الجهني- نشر دار الندوة.
3- الموسوعة الحرة (ويكيبيديا)- مقال الموحدين دروز.
4- نبذة عن مذهب الدروز- الإسلام سؤال وجواب.
5- مقال "صمت دروز سورية أهو خيانة أم تذاكي " لأشرف المقداد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
{التأصيل للدراسات}
ــــــــــــــــــــــــــــ
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59