عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-08-2014, 07:39 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,159
ورقة سوريا واليمن في المعادلة الشيعية


العلاقة بين سوريا واليمن في المعادلة الشيعية*
ــــــــــــــــــــــ

13 / 11 / 1435 هــ
8 / 9 / 2014 م
ــــــــــ

المعادلة الشيعية _8632.jpg

استطاعت إيران أن تجعل من مشروعها الشيعي التوسعي وثورتها كياناً مقلقاً لا لجيرانها فحسب بل لكل دول المنطقة العربية والإسلامية، حيث يمثل الخطر الشيعي أحد أكبر الأخطار التي يواجهها عالمنا الإسلامي، بل إن خطر التشيع يفوق ما يحيط بالأمة من أخطار فكرية ودينية وعسكرية.

ومناورات الشيعية لم تتوقف يوماً من الأيام من أجل تنفيذ مشروعهم، ولأجل هذا رأينا تحالفات (شيعية/غربية) في الخفاء حيناً وفي العلن حيناً آخر ضد أهل السنة وكياناتهم الثورية، كما رأينا تآمراً بيِّناً على بعض الدول الإسلامية، ومثال ذلك ما حدث في أفغانستان والعراق، حيث مهد الشيعة بخيانة منهم الطريق لإسقاط الأنظمة الحاكمة في هاتين الدولتين.

وسوريا الآن هي الملعب الأكثر اشتعالاً وبتغير أحوالها سيتغير كثير من الخطط والاستراتيجيات، بل قد تسقط دول وتقوم دول أخرى على أنقاضها، فكلمة السر لكثير من التغيرات في المنطقة العربية والإسلامية بل في العالم هي سوريا.

والشيعة يدركون هذا الأمر جيداً ولذا فيسعون إلى الحفاظ على سوريا بوضعها القديم، فبقاء سوريا تحت ظل النظام النصيري أو نظام آخر موالٍ للشيعة ضمانة قوية لبقاء بوضعها القديم، وفي هذا مكاسب جمة لإيران وللغرب ولإسرائيل وللكيانات العربية الاستبدادية في المنطقة.

ولهذا فسيلحظ المتابع للمشهد السوري شبه تحالف بين هذه الكيانات لإبقاء سوريا على وضعها القديم، وللشيعة على وجه الخصوص تحركات خاصة خارج إطار تلك المنظومة، وتتمثل هذه التحركات في توجهها المريب لإشعال بقية دول المنطقة ولهذا المشهد اليمني يمثلاً نموذجا صاخباً لمؤامرات الشيعة ومكائدهم.

فكلما اشتد الضغط على بشار رأينا تصعيداً لجماعة الحوثي في اليمن، وهو الأمر الذي لاحظه كثير من الساسة والمراقبين، حيث كشف الكاتب الصحافي المعروف ياسر الزعاترة عن أن إيران تريد بشار مقابل العاصمة اليمنية صنعاء.

وأضاف في تغريدة له على تويتر: "قلنا مرارًا: إن إيران تريد بشار مقابل صنعاء، وتلك صفقة لا ينبغي أن تُناقش مجرد نقاش. هذا أسلوب رخيص في الابتزاز. أين أدعياء مواجهة إيران؟!".

وفي تصريح أخير له هاجم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الدور الإيراني في اليمن، متهما إيران بسعيها إلى إثارة الفتن والقلاقل في اليمن من خلال دعم الشيعة الإيرانيين لجماعة الحوثي المتمردة، لافتاً إلى أن ثمة دعماً يتلقاه الحوثيون من خلال أربع قنوات فضائية تبث من العاصمة اللبنانية، بيروت.

وما صرح به الرئيس اليمني لا يشمل كل الدعم، بل توجد مصادر أخرى تمول الحوثي وجماعته، فهناك قنوات دعم مباشرة بين طهران والحوثيين، لتقوية شوكتة الحوثي وجماعته، أملاً في سيطرتها على اليمن، أو على الأقل تقسيمه، وحصول الحوثية على دولة مستقلة.

ففي تقرير أجنبي صادر من عدة أشهر حول الأوضاع في اليمن أشار معدوه إلى استمرار إيران في دعم الانفصاليين في الجنوب والحوثيين في الشمال، خصوصاً منذ اندلاع ثورة الشعب السلمية في العام 2011م.

وأوضح التقرير الذي نشره المعهد الروسي للدراسات وترجمته صحيفة الناس إلى أن إيران تلعب دوراً رئيسياً في الشئون اليمنية، مشيرةً إلى أن التوقعات تؤكد بأن إيران تقوم بدعم ومساندة الحوثيين في الشمال بشكل مستمر، كما تقوم بدعم الانفصاليين في الجنوب أيضاَ منذ اندلاع الثورة الشعبية في العام 2011م.

وأشار التقرير إلى أنه في حال انفصل الجنوب عن الشمال فإن ذلك سيعزز بشكل كبير موقف إيران في خليج عدن والبحر الأحمر حيث تتركز الاتصالات البحرية الدولية الأكثر أهمية.

فسوريا واليمن ملعبان شيعيان، تسعى إيران إلى الفوز في كليهما، أو على الأقل الفوز في سوريا، فخسارة سوريا لن تُعوض، أما اليمن فخسارته هيِّنة، سيما أن الخسارة فيه لن تكن بأي حال من الأحوال كخسارتها في سوريا، لهذا فإيران- من خلال سياساتها وأفعالها- تضع استقرار اليمن– المؤقت- مقابلاً لعودة سوريا إلى سابق سيرتها، وبقاء الأسد في سدة الحكم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59