أكلت بيضة فوبخني استاذ الماني
كان ذلك في عام 1967م عندما سافرت لألمانيا الشرقية للمشاركة في معرض لاينبرج، وكان في شهر مارس والجليد يغطي المنطقة . لم تكن هناك فنادق تكفي زوار المعرض كما أن الدولة آنذاك التي لم ترغب في الأجانب وتخصصهم للرقابة كانت تخصص بعض الأسر لاستضافة الزوار، وذلك مقابل مبلغ مالي.
رتبت لي إدارة المعرض سكناً مع أستاذ جامعي وهو المستر كلاوس وتسكن معه زوجته وطفلة واحدة، وفي صباح اليوم التالي لوصولي أخذت مكاني على طاولة الطعام لألحق بالمعرض قبل أن ينضم إلي صاحب المنزل وأسرته.
كان أمامي بين أنواع الطعام التي يغلب عليها ما يسمى عند الأوروبيين بالفطار الانتركونتينتتال طبق عليه أربع حبات من البيض المسلوق، وبسرعة وأنا لا أحب أكل المربات والزبدة التهمت ثلاث بيضات وهرعت مسرعاً للمعرض.
ولما عدت للمنزل وجدت المستر كلاوس وزوجته ينتظران في صالة الاستقبال في حالة من الغضب والانفعال ووجه لي الحديث قائلاً: كيف تجرؤ على أن تأكل ثلاث قطع من البيض وأنت مخصص لك قطعة واحدة ..؟ ألا ترى أنها أربع بيضات لكل واحد بيضة؟
لم أعرف ما أقوله له ومع ذلك لم يمهلني وواصل حديثه قائلاً: ثم ماذا تفعل بالبيضتين الإضافيتين وأنت لا تحتاج لغير واحدة فقط؟.. أليس هذا إهداراً لصحتك ولإمكاناتنا الاقتصادية أن تأكل شيئاً لا تنتفع منه وسوف تلفظه مع بقايا الطعام؟
وكانت أول مرة أعرف فيها أنه يمكن أن تكون للبيض شهرة ونجومية، فأنا منذ ذلك الوقت أضحك كلما ألتهم منه نصف دستة دفعة واحدة.