عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-03-2013, 08:48 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي

وصول تيمور لنك للحكم

عندما توفى اخر إيلخانات تركستان 1357م قام صاحب مدينة”قشعر” بغزو بلاد ما وراء النهر وجعل ابنه “اياس خواجة قائدا للحملة وارسل معه تيمور وزيرا : ثم حدث خلاف بينهما ففر تيمور وأنضم الى الامير حسين اَخر ايلخانات تاكستان فتقرب إليه ونال عنده منزلة كبيرة حتى صار من الامراء وتزوج من اخت السلطان
ونجحا الاثنان معا فى جمع جيش لمحاربة “اياس” وتمكنا من السيطرة على بلاده كلها ثم ما لبثت ان دب الخلاف بينهما .فقتل زوجته ((اخت السلطان))وانتصر على السلطان بالحيلة والدهاء فى معركة “ضاغلفا”فقد كان طاغلفا موقع ضيق يسير فيه الراكب ساعة ومحاط بجبال وعرة وظنت قوات حسين انهم حاصروا تيمورلنك فيه ولكنه تركهم وسلك طريق اخر فسار فى طريق أكثر وعورة لم يظن احد انه سيسلكه فظنوا انه انسحب لذلك شرعوا فى تحميل اثقالهم على ان تيمور قد انهزم وماكان من تيمور الا ان ترك خيوله ترعى فى مروج قريبة من معسكر السلطان حسين وتظاهرأنهم جنود السلطان وناموا فى معسكر السلطان وعندما تكامل اعداد عسكر تيمور قام و امتطى خيولهم وأخذ يعمل السيف فى رقابهم فأنهزم السلطان بمن معه ولقد هرب الى بلخ والتى حاصره فيها تيمور حتى استسلمت لهوما كان من تيمور الا ان قتله 771هجريا….
ودخل سمرقند فى 14 ابريل 1370م واعلن نفسه حاكما عليها وزعم انه من نسل جغتاى بن جنكيز خان وحاز على لقب “جوركان”او “كوركان” بمعنى صهر الملوك وانه يريد إعادة مجد دولة المغول وكون مجلس شورى من كبار الامراء و العلماء


توسعات تيمور لنك

بد أ تيمورلنك بوضع استيراتيجية تهدف الى انشاء امبراطورية مغولية كبرى على غرار جنكيز خان ولم يتورع عن سفك الدماء.ومن اجل تحقيق ذلك امتد نشاطه كما سنرى من نهر الفولجا فى روسيا حتى دمشق فى الشام ومن ازمير فى اسيا الصغرى حتى نهر الجانج فى الهند.
فقد نظم تيمور لنك جيشا ضخما معظمه من المغول وبدأ يتطلع الى بسط نفوذه فأتـجه الى خوارزم وغزاها ابع مرات بين عامى((1372-1379))ونجح فى المرة الاخيرة من الاستيلاء عليها وضمها الى بلاده بعد ان اصابها الخراب و التدمير من جراء الهجوم ثم امتد للاستيلاء على صحراء القفجاق كذلك نجح ابنه البالغ من عمره اربعة عشرة عاما من فتح اقليم خراسان أناب ابنه”ميرنشاه” كله ومن ثم استمر سيل جيوش تيمورلنك العارمة تجرف كل الامارات التى تقف امامها حتى اخضع كل ما وراء النهر
ولا توجد مدينة على ظهر البرية وطئتها جيوش تيمورلنك والا وسفكت فيها دماء أهلها لتروى أرضها ومن جرائمه التى لا تغتفر له…
ومن الادلة على جرائمه تلك ما حدث فى أقليم خراسان عندما هاجم تيمور لنك مدينة سبزوار في خراسان و قد استمات اهلها في الدفاع عن مدينتهم و لكن في نهاية الامر استولى تيمور على المدينة و امر برفع الراية السوداء و معناها الامر بالقتل العام الذي استمر حتى الغروب ثم امر بعد القتلى من اهل المدينة فكانوا 90 الف قتيل عندئذ اجبر تيمور الباقين على قيد الحياة من اهالي المدينة بفصل روؤس القتلى عن اجسادهم و امر المعمارين و المهندسين في جيشه بأن يبنوا برجين من هذه

الروؤس و قد قام هؤلاء بتنفيذ امره بحيث كانوا يستعملون الروؤس كالآجر مستعملين الملاط في ذلك و تكون سيماء كل وجه الى الخارج بحيث ان الناظر يرى برجين من الوجوه و جعلوا في كل برج درجاً لكي يضيئوا مصباحاً عليه ليلا و عندما اكملوا البناء وضع تيمور لوحة امام كل برج كتب عليها بآمر تيمور بني هذا البرج من روؤس اهالي سبزوار ولم يكتفي تيمور بهذا فأمر بدفن 2000 رجل من الاسرى و هم احياء ثم امر بتسوية المدينة بالأرض لكي لا تتجرأ المدن الاخرى على مقاومته و قد توغل تيمور بعد ذلك في ايران حتى وصل الى اصفهان و قد قام اهلها بمقاومته ببسالة ذكرها المؤرخون في كتبهم و استعصت المدينة على تيمور لنك لعدة اشهر لضخامة اسوارها و لكنه تمكن في النهاية من الدخول اليها و قد قاومه اهلها من شارع الى شارع و من منزل الى منزل و قتلوا عدداً كبيراً من جنوده فامر تيمور لنك بتهديم المنازل و ان يقتلوا كل موجود حي في المدينه و ان لا يرحموا أحدا فى طريقهم ولقد ضرب تيمور بأفعاله تلك مثلا الأكبر الجرائم الانسانية و يروي المؤرخون ان جنوده كانوا يبقرون بطون الناس و يستخرجون احشائهم فلا يجدون فيها الا القليل من الاعشاب و ورق الاشجار الذي اصبح قوت الناس بعد ان اكلوا كل شئ من الخيول و البغال و القطط و الفئران و قام تيمور بهدم مسجد المدينة و قتل من فيه و يروى ان احد الشيوخ قام بجمع الاطفال و جعلهم على طريقتيمور لكي يستميل قلبه و يرحم بالبقية الباقية من اهالي المدينة و لكن المجرم بدلا من ان يفعل ذلك قام هو و جنوده بدهس هؤلاء الاطفال الابرياء تحت حوافر خيولهم و قتلهم جميعاً ثم امر تيمور جنوده بأن لا يتوقفوا عن القتل حتى يجمعوا 70000 رأس فاخذ الجنود يقطعون روؤس الرجال حتى لم يبق رجل في المدينة ليقطعوا رأسه فأخذوا يقطعون روؤس النساء و الاطفال حتى جمعوا العدد المطلوب فأمر تيمور ببناء 24 منارة من هذه الروؤس تركها خلفه لكي تكون عبرة لكل من يجرأ على مقاومته ؛ في طريقه الى الهند وحين استسلمت له (أصفهان) فى 1387 ارتضت بقاء حامية من التتار بها، فلما غادر “تيمورلنك” المدينة قام السكان بالثورة على الحامية وذبحوا رجالها حيث نجح الثوار فى الفتك بـ 3000 مقاتل من رجاله. وما أسرع ما جاء رد تيمورلنك العنيف حيث عاد “تيمورلنك” بجيشه وإنقض على المدينة وأمر كل فرد فى جيشه أن يأتيه برأس واحد من الفرس. وقيل أنه قد بلغ مجموع من بطش بهم من الثوار سبعين ألفاً (70000) من رءوس الأصفهانيين علقت على أسوار المدينة أو أقيمت منها أبراج تزين الشوارع . فلما سكن روع “تيمورلنك” وهدأت نفسه خفض الضرائب التى كانت المدينة تدفعها لحاكمها، بعد ان قل سكانها وساءت احوالها ولم تعد قادرة على دفع المبالغ القديمة، ودفعت سائر مدن (فارس) الفدية وهم صاغرين…..
تيمور لنك و غزو موسكو

بعد ان دانت كل تلك ل تيمور لنك البلاد قصد ايران فى اغسطس 1392م لإخماد الثورات بها ثم ارسل رسالة الى “”شاه شجاع بن محمد بن مظفر اليزدى”" وعراق العجم يدعوه للطاعة وان يحمل اليه المال , ومن جملة كتابه ))أن الله سلطنى على ظلمة الحكام وعلى الجائرين من من ملوك الانام ورفعنى على من ناوأنى , ونصرنى على من خالفنى ومن عادانى , وقد رأيت و سمعت , فإن أجبت و اطعت فبها و نعمت والا فاعلم أن فى قدومى ثلاثة أشياء: القتل و السبى و الخراب وأثم كل ذلك عليك)) وعندما كان “تيمورلنك” فى جنوبى (فارس) جاءته الأنباء بأن “طقطميش” خان القبيلة الذهبية التترية، إنتهز فرصة غيابه ليغزو بلاد ما وراء النهر الواقعة تحت سلطة تيمورلنك، بل وحتى تجرأ على سلب ونهب المدينة الجميلة (بخارى)، فسار “تيمورلنك” ألف ميل إلى الشمال، ورد “طقطميش” إلى (الفولجا). وسار جنوباً وغرباً وأغار على (العراق) و(جورجيا) و(أرمينية)، وهو يذبح فى طريقه كل السادة, واستولى فى 1393 على بغداد بناء على طلب سكانها الذين لم يعودوا يحتملون ظـُلم سلطانهم “أحمد بن أويس”. ولما رأى تدهور العاصمة أمر معاونيه بإعادة بنائها، وفى نفس الوقت أضاف إلى حريمه نخبة من البغداديات، وأضاف إلى حاشيته واحداً من أشهر الموسيقيين، ولجأ السلطان “أحمد” إلى “بايزيد الأول” سلطان العثمانيين فى بروسة. وطلب “تيمورلنك” تسليم السلطان “أحمد”، فرد “بايزيد” بأن هذا أمر يخدش تقاليد الضيافة عند الأتراك.
وكان من الممكن أن يتقدم تيمور لنك إلى بروسه ، لولا أن “طقطميش” عاود غزو بلاد ما وراء النهر، فاكتسح التترى المهتاج جنوبى (روسيا)، وبينما كان “طقطميش” مختبئاً فى البرية، اجتاح مدينتى القبيلة الذهبية: (سراى واستراخان. ولما لم يجد “تيمورلنك” أية مقاومة، تقدم بجيشه غرباً من (الفولجا) إلى ثم الدون، وربما كان من خطته أن يضم روسيا) كلها إلى مملكته وبدأها بإخضاع جرجان و”مازيدان”وخرب ديار بكر و ارمينية الكرج(جورجيا) . وأقام الروس فى البلاد الصلوات فى حرارة وحمية، وحملت “عذراء فلاديمير” إلى موسكو، بين صفوف الضارعين الراكعين وهم يصيحون: “يا أم الاله، خلصى (روسيا)”. وساعد فقر السهوب على إنقاذ الروس، إذ عندما وجد “تيمورلنك” أنه لا غنى فى هذه السهول والغابات ولا شئ فيها يمكن سلبه ويستحق الفتوحات والتضحيات بحياة جنوده، فأرتد إلى (الدون) وقاد جنوده المنهوكين الجياع إلى (سمرقند) وتسمى هذه الحروب ((حروب السنين الخمس)) وكان يريد مهاجمة بلاد الشام ولكنه سمع بخروج الملك المملوكى الظاهر برقوق بجيشاً ضخماً الى بلاد الشام
رسول احد الدول الاوربية لتيمور

علاقه تيمورلنك بالدولة المملوكية و الخلافة العباسية

لقد تعرضت بلاد الشام والعراق على يد المغول بقيادة هولاكو لابشع الحوادث من القتل و التنكيل واحراق المدن و سفك الدماء ولم تسلم من بطش تيمورلنك فقد ذاقت مرارة جيوشه الغادرة وضحت بأبنائها و شيوخها و علمائها ليقف سيل تلك الجيوش
فقد بدأ غزوات تيمور لنك على مشارف بلاد العراق بالهجوم على شيراز فلقيه شاه منصور في ألفي فارس لا غير ، وشاه منصور هذا هو أفرس من قاتل تيمور من الملوك بلا مدافعة ! فإنه برز إليه في ألفي فارس وعساكر تيمور نحو المائة ألف ! وعند ما برز له شاه منصور فرَّ من عسكره أمير يقال له محمد بن أمين الدين إلى تيمور بأكثر العساكر ، فبقي شاه منصور في أقل من ألف فارس فقاتل بهم تيمور يومه إلى الليل ، ثم مضى كل من الفريقين إلى معسكره ، فركب شاه منصور في الليل وبيت التمرية ، فقتل منهم نحو العشرة الآف فارس ، ثم انتخب شاه منصور من فرسانه خمسمائة فارس فأصبح وقاتل بهم من الغد وقصد بهم تيمور لنك حتى أزاله عن موقفه ، وهرب تيمور لينك واختفى بين حرمه فأحاط بهم التمرية مع كثرة عددهم وهو يقاتلهم حتى كلت يداه وقتلت أبطاله ، فانفرد عن أصحابه وألقى نفسه بين القتلى! فعرفه بعض التمرية فقتله وأتى برأسه إلى تيمور ، فقتل تيمور قاتله أسفاً عليه !

واستولى تيمور أيضاً على جميع ممالك العجم بأسرها.. ثم أخذ تيمور في الإستيلاء على مملكة بعد مملكة حتى ملك العراقين وهرب منه السلطان أحمد بن أويس ، وأخرب غالب العراق مثل بغداد والبصرة والكوفة وأعمالهم ، ثم ملك غالب أقاليم ديار بكر ، وأخرب بها أيضاً عدة بلاد خرجت جيوش تيمورلنك من خراسان فقصد تيمورلنك بغداد في جيش كثيف سنة791 ، فملكها ففي أعلام النبلاء قال ابن إياس في سنة795: حضر إلى حلب قاصد نائب الرحبة وأخبر بأن القان أحمد بن أويس صاحب بغداد قد وصل إلى الرحبة ، وهو هارب من تيمورلنك وقد احتاط على غالب بلاده وملكها ،
وكان سبب أخذ تيمورلنك بلاد القان أحمد بن أويس أن تيمورلنك أرسل إلى القان أحمد كتاباً يترفق له فيه ويقول له: أنا ما جئتك محارباً وإنما جئتك خاطباً ، أتزوج بأختك وأزوجك بنتي ففرح القان بذلك وظن أن هذا صحيح فكان كما قيل في المعنى:
لا تركننَّ إلى الخريف فماؤه * * * مُسْتَوْخمٌ وهواؤه خطاف
يمشي مع الأيام مشيَ صديقها * * * ومن الصديق على الصديق يُخاف

وكان القان أحمد استعد لقتال تيمورلنك وجمع له العساكر ، فلما أتى قاصد تيمورلنك بهذا الخبر ثنى عزمه عن القتال واستعاد من العسكر الذين قد جمعهم ما أعطاهم من آلة للقتال وصرف همته عن القتال ، فلم يشعر إلا وقد دهمته عساكر تيمورلنك من كل مكان فضاق بهم رحب الفضاء ، فخرج إليهم القان أحمد بمن بقي من العساكر فبينما القان يقع مع عسكر تيمورلنك ، إذ فتح أهل بغداد بقية أبواب المدينة وقد خافوا على أنفسهم مما جرى عليهم من هولاكو أيام الخليفة المستعصم بالله فلما رأى تيمورلنك أبواب المدينة مفتحة دخل إلى المدينة وملكها ، ولم يجد من يرده عنها ! فلما بلغ القان أحمد ذلك ما أمكنه إلا الهرب فأتى إلى جسر هناك فعدى من فوقه ثم قطعه ! فلما بلغ ذلك عسكر تيمورلنك تبعوا القان أحمد وخاضوا خلفه الماء فهرب منهم فتبعوه مسيرة ثلاثة أيام ، فلما حصلت له هذه الكسرة قصد التوجه إلى الديار المصرية ، ثم حضر قاصد نائب حلب وأخبر بأن القان أحمد بن أويس قد وصل إلى حلب ، فلما تحقق السلطان برقوق صحة هذا الخبر جمع الأمراء واستشارهم فيما يكون من أمر القان أحمد فوقع الاتفاق على أن السلطان يرسل إليه الإقامات ويلاقيه ، فعند ذلك عيَّن السلطان الأمير أزمرد الساقي وصحبته الإقامات وما يحتاج إليه القان أحمد من مال وقماش وغير ذلك ، فخرج الأمير أزمرد على جياد الخيل . ثم عقب ذلك حضر إلى الأبواب الشريفة قاصد بايزيد بن عثمان ملك الروم مراد بك على يده تقادم عظيمة للسلطان ، وكان سبب مجيء قاصد ابن عثمان بايزيد أنه أرسل يخبر السلطان بأمر تيمورلنك ويحذره الغفلة في أمره .
قال ابن خلدون في أوائل الجزء الخامس من تاريخه
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59