01-15-2013, 08:48 PM
|
|
عضو مؤسس
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,217
|
|
المجتمع وليد فضائلنا
المجتمع وليد فضائلنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
*ـ لم تكن الدولة الإسلامية حاضرة في الوعي الإسلامي لدى الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ إلا بوصفها أداة تستخدمها الأمة في إدارة شؤونها ، أي لم تكن الدولة تمثّل قيمة خلقية منفصلة عن الدور الذي يمكن أن تقوم به ، والخدمات التي يمكن أن تقدمها للأمة .
*ـ وعلى مدار التاريخ كان الولاء الذي يقدمه المسلم منهجاً نحو الدين وجماعة المؤمنين ، وليس نحو الحكومة ، وما ذلك إلا لترسيخ محورية المبدأ والمجتمع في حياة المسلمين .
*ـ ومن الملاحظ أن الإنسان ينفر بطبعه من ممارسة أي سلطة عليه ، ولهذا فإنه لا يبتهج للحضور القوي لموظفي الحكومة إلا في حالات قليلة مثل حماية الممتلكات وتحقيق العدالة وأعمال الإغاثة ....
*ـ وانطلاقاً من كل هذا فإنه يمكن القول : إن المذهبية الإسلامية في شأن الدولة والمجتمع تتجه إلى أن يكون المجتمع هو الذي يشكل البنية الأساسية ، وعنه يصدر معظم الأعمال والأنشطة البنّاءة .
*ـ أمّا الدولة ، فيكون وجودها بقدر الحاجة وفي هذا وذاك معيار واضح أن المجتمع الفاضل هو الذي يقوم بحلّ شؤونه مع أقل احتياج ممكن للدولة .
*ـ وكلما زادت حاجة المجتمع إلى حضور الدولة ومساعدتها دلّ ذلك على ترهّله وفساده . وقد عبّر أحد المفكرين عن هذا المعنى بقوله : (( المجتمع وليد فضائلنا ، والدولة وليدة عيوبنا )) . أما الدولة الفاضلة فهي الدولة التي تدير شؤون مجتمعها بأقل قدر ممكن من القوّة والسلطة والشدّة . ودورها الأساس هو دور قيادي إشرافي تنظيمي في المقام الأول .
*ـ أما التنفيذ فهو من مهمات المجتمع . وتقوم الدولة
ـ على حد رأي ابن خلدون ـ بالأشياء التي يعجز عنها المجتمع فقط ، وذلك حتى لا تتضخّم ، وتتعرض بالتالي للتحلّل والفساد .
*ـ الدولة تقود وتُشرف وتخطط ، والمجتمع يبادر ويعمل وينفذ خطط الدولة ، ولكنه في الوقت نفسه يملك حقّ الولاية على نفسه ، ويحاسب المقصّر والمسيء عبر الأجهزة والمؤسسات الشعبية والرسمية المستقلة . (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
(*) من أجل الدين والأمة ـ
ـ د/ عبد الكريم بكار ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|