رُبّ همّة أحيت أُمّة
ــــــــــــــــــــــــــ
ـ يرتسم في هذه الأيام على وجوه الكثير من أبناء المسلمين حالة مرعبة من الحزن والكآبة ، ويسري في نفوسهم دخان الهزيمة والوهن ؛ وذلك لما يرونه أو يسمعونه في وسائل الإعلام العالمية بشتى أنواعها ، عن صور لمآسي المسلمين في أصقاع المعمورة ؛ فمنهم المقتول قتلاً لا يحتمل المسلم أن يراه ، ومنهم الذي سجن في صورة تأبى النفس البشرية أن تراها لحيوان فضلاً عن أن تراها لإنسان له شعوره وأحاسيسه ، ومنهم تلك الثكلى التي فقدت زوجها وأبناءها تحت البيت الذي هدمته أسلحة الدمار التي لا ترحم ، وتلك المنكوبة تبكي وتتأوه .... ولا نصير !!!
ـ صور تتعدد ، ومآسي تتكرر ، اعتادت العين على رؤيتها ، والأذن على سماعها .
ـ في ظل تلك الأحداث المفجعة ، والأزمات الموجعة ، وفي أزمة الصراع العالمي بين الإسلام والكفر ، وفي عصر الانقسامات والحزبيات ، وفي زمن اليأس والقنوط الذي خيم بكلكله على قلوب كثير من المسلمين ، وأطبق على أفئدتهم .. في ذلك كله .. ألا يجدر أن تتحدث الأقلام عن أهمية بروز القائد الذي يصنع الأجيال ، ويربي الأبطال ، ويبرز المواهب ، ويصقل النفوس فيربيها على الإيمان والجهاد ، ويعيد إكسير الحياة العزيزة إلى قلوب حطمتها أمم الكفر ، وأذاقتها مر الويلات .
ـ القائد الذي تنبع أفعاله وأقواله من الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ، ويحكم الناس بلا إله إلا الله ؛ فهي شريعة كاملة ومنهج حياة .
ـ القائد الذي يمسك بزمام المبادرة لنصرة الإسلام ، ويتحدث أمام العالم أجمع بأن المسلمين هم الأحق بالصدارة والريادة على جميع الأمم .
ـ القائد الذي يزأر لصرخات المنكوبين ، ويستعلي على علو الطغاة والكافرين ، وتستروح النفوس لسماع كلماته ، وجميل عباراته في إغاظة أعداء الدين .
ـ ذلك القائد الذي يبدأ مفعوله من همة تحاكي القمة ، وعزيمة تصنع الإباء ، وجرأة بحكمة يسطرها التأريخ .
ـ إنه أمل الأمة تحلم به منذ زمن بعيد ، ويا له من أمل !
ـ أمل إليه هفت قلوب الناس في الزمن البعيد .
ـ أمل له غور القديم كما له سحر الجديد(*).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
(*) ـ قضايا دعوية ـ خباب بن مروان الحمد ـ
ــــ البيان ـ ع : 200 ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ