الموضوع: صحبة “كاز”
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-28-2015, 09:58 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي صحبة “كاز”


صحبة “كاز”..
b53e8b78179f733e5837d16487876574-660x330.jpg
صحبة “كاز”..

ديسمبر 27, 2015

مقال الاثنين 28-12-2015
النص الأصلي
صحبة “كاز”..
كل شيء كان يمضي بتوقيت محدد ، لا نترك شيئاً للصدفة أو الفراغ، وقت الغروب كنّا نسحب “العرباية” من تحت الدرج ، أو نفرغ حمولتها من ماء المطر على حوض “الميرمية” القريب إذا كانت منسية تحت شجرة ما ،ثم توضع “جالونات الكاز”الفارغة في جوفها وننطلق بها نحو الكازية ..برد كانون كان يصنع تنافراً مؤلماً بين أكفّنا وذراعي “العرباية “الباردة…فنستعين بـ”ردنيّ” البلوزة كوسيط سهل ومتوفر ليعملا عمل القفّازات..
مجرد ان يصدح صوت “عربايتي” المميز كزعيق أرنب ، كانت تطل عربايات أبناء الحي الأخرى ،وتلتحق بموكب الكاز المهيب ، كلّ يحمل “جالوناته وجراكنه” في عربته ونمضي نحو الكازيتين الشقيقتين للشقيقين الراحلين “الحاج أسعد والحاج رجا الداوود”..في الطريق كنا نتجاوز عن بعضنا، ،نصطدم ببعضنا ،ونتقاطر خلف بعضنا ،نفتح “كروكا” وهمية أحياناً ، ويصرّ أحدنا أن “الغمّاز” انكسر بينما يقول الآخر أن “الشيل الأمامي” وقع ، رغم ان عربته بالكاد فيها عجل،فيبادره الآخر بــ”شلوت” فيرد “الشلوت” بــ”شلوت” وتنتهي القصة …نضحك ، نلهو ، نتبادل الحديث والاستراحات حتى نقصر من المسافة…
كانت الفاصلة بين الجملة والجملة أو بالأحرى الموسيقى التصويرية لحديثنا “تنشيحة” حيث سيلان الأنف الذي لا ينتهي ..خصوصاً مع برد كانون ولهاث المشوار البعيد..فيقف أحدهم ويسألني مع فواصل التنشيح “أي سحب السيلان إلى داخل الأنف”..”وك احمد “تنشيحة”..صحيح امتحان العلوم “تنشيحة” من الجلدة للجلدة..تنشيحة…”..فأرد عليه : لعاد “تنشيحة”..بتفكر”تنشيحة” زي امتحان الشهرين” تنشيحة” ..فيقول : يا ولدييييييي…عندها يكون السيلان وصل إلى ما وصل إليه فيقف قليلاً وينزل رجلي العربة على الأرض ويمسح انفه بكمّه ثم يلحق بالموكب…
كان يميز “عرباية الدز” خاصتي ان عجلها “نفخ”..بينما باقي عربات الرفاق “صب” فلذلك كانت أسرع قليلاً وبحاجة الى جهد أقل عند دفعها للأمام أثناء الحمولة الثقيلة، وكان يرجع بعضهم سبب وصولي الى مضخة الكاز قبلهم بفارق دقيقة أن عربايتك “نفخ” ويتحدى البعض ان يسبقني فيما لو تبادلنا العربات في المرات القادمة ، من كان يسمع حديثنا قرب “فرد المضخة” يعتقد أننا في سباق “الفورميلا ون” مش “جايين نعبي كاز” ..
ترى أين هم الآن “صحبة الكاز”.. أنا كما ترون اعمل “حارساً ليلياً للذكريات” والآخر “طوبرجيا” محترفاً والثالث “دركيا” اقترب من التقاعد والرابع في “دائرة الترخيص”..والخامس لديه “صرصور “رافعة رمل” يؤجرها لورش البناء…هؤلاء هم صحبة الكاز ..اما صحبة “الكاس” فأظن أنكم تعرفون مواقعهم جيداً..
وهاي تنشيحه….لعيون الشباب
احمد حسن لزعبي
ahmedalzoubi@hitmail.com

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59