الموضوع: سياسة الترهيب
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-29-2012, 09:59 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,410
افتراضي سياسة الترهيب


في الأساطير القديمة نجد الكثير من رموز الترهيب المتجسده بشخصية الوحش الكاسر الضخم أو الغول البشع المتعطش للدماء أو التنين الذي يطلق اللهب الحارق في كل الاتجاهات ..ويبدو أن هذا التجسيد لإيقونات الرعب انبثقت من حقيقة أن الإنسان بتكوينه السيكولوجي يخشى ما يجهله دائماً ..ويرهبه كل غامض أو عدو مفترض الأمر الذي قد يجعله يرضى بأي قرار أو وسيلة تضمن له الخلاص من حالة الشعور بالرعب أو الرهاب..

ويبدو أن علم النفس متواجد على طاولة السياسية دائماً للتعامل مع الشعوب والتأثير عليهم أو ابتزازهم نفسياً للوصول إلى الهدف وتنفيذ القرارات التي تعظّم مصالح القيادات العليا ، ولو عدنا إلى العقود الماضية وتابعنا الأحداث نجد أن دولة عظمى كالولايات المتحدة مارست هذه السياسة " سياسة الترهيب " على شعبها لتمرير الكثير من القرارات التي تسمح لهم بحمل الجيوش الأمريكية ومرتزقتها من وراء البحار لاحتلال دولة كالعراق وما رافق هذه الحرب من استنزاف للموارد وصرف للمبالغ على حساب رفاهية الشعب الأمريكي بينما كانت هذه الحرب لخدمة أباطرة النفط والسلاح .. ولم يخجلوا من ربط الحرب على العراق بسلسلة من الأكاذيب بوجود أسلحة دمار شامل تهدد الشعب الأمريكي في عقر داره بعد أن ربطوا هذه الأسلحة الوهمية بتواجد القاعدة في العراق ... وهي البعبع الذي اخترعته أمريكا لإرهاب الشعب الأمريكي تحديداً وإرغامه على قبول أي قرار سياسي أو عسكري أو اقتصادي يحميهم من هذا الخطر الذي يهددهم دائماً..!

أصبحت هذه الوسيلة " وسيلة الترهيب" أنجح وسيلة لإرغام الشعوب على قبول ما لا تقبله في الظروف العادية ..لذا لا بد من اختراع وحش جديد دائماً لإبقاء التأثير الذي من خلاله تسيطر الأنظمة على شعوبها وتقمع إرادتهم بحجج الحفاظ عليهم وعلى مكتسباتهم ..

وبالمفهوم الشمولي نجد أن بعض مراكز البحث والمنظمات المشبوهة تمارس نفس الدور اتجاه بعض الشعوب لتقتل فيهم روح التحدي والتحرر فتنتج الكثير من الوثائقيات التي تقنعهم بأن ثمّة قوى عظيمة لا تخضع لقوانين أي من الدول وخارجة عن المألوف تحكم وتتحكم في حياتهم وفي مستقبلهم ويتم ترسيخ فكرة أن هذه القوى الغامضة تسيطر على كل ما يجري على الأرض وأن مسألة مقاومتهم ضرب من المستحيل .. في حين أن لا شيء يقف في طريق الشعوب إن فرضت إرادتها ..

وفي هذه الأيام تضخ وسائل الإعلام العربية الكثير من المعلومات التي تشتت ذهن الشعوب للسيطرة على إرادته وإيهامه بأن الأخطار المحيطة بهِ تحتاج للكثير من التنازلات التي تضمن له اتقاء شر الوحش الذي يتربص بهِ ...وتستمر ممارسة نفس الوسيلة وهي إشعار الناس بوجود خطر يحتم عليهم ويجبرهم على قبول ما لا يتماشى مع إرادتهم ..
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59