عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-19-2013, 06:11 PM
كرت عشوائي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
الدولة: أبحث عن وطن
المشاركات: 52
افتراضي أبيت أن أبيع الوطن بالكنوز لكن الوطن ضاع



وحينما وافقت على أن أبيع .. سخروا . فلم يعد لتوقيعي مبررا . طالما أن الوطن أذعن لهم .. وطالما أنهم سرقوا توقيعي ، وجعلوني ضمن ممتلكاتهم التي باعوا .
كم أنا بارع في إضاعة الفرص . بحجة أن من لفظ الوطن من حقائبه وأثخنها بالمال كان خائنا ... ومن فقد الوطن واستوطن أرصفة الفقر كان وفيا .. وبين الخيانة والوفاء قاموسا من المعاني الخاوية .

لم تعد القضية أن يعترفوا ، أو أن يبصقوا على وطن ، ويمسحوه من ضمير الذاكرة .. لكن القضية أنهم أدمنوا . فللنقود بريق لا يقاوم .. لكن البضاعة كاسدة فقد راج العرض وتضاءل الطلب .. ؟
أتشترون وطنا آخر ؟ أم أن الأوطان تجارة خاسرة ..؟

ما عدت أحمقا يحشو حقيبته بالتراب .. فالتبر أغلى .
وما عادت المسميات تعنيني .. فأنا أبيع كل ما يمكن أن تشتري أيها السيد ..

شرف ، وطن ، كبرياء ... وما شئت من العرف النبيل .. وحين ينتفخ جيبي فأنا أبو الوطن والثورة والعزة والكرامة وما شئت من الطنين والرنين ..

وأنا الذي لم يساوم ولم يقامر ، ولم يرض غير المجد بديلا .
فسجلوا على شاهد قبري كل الشهادات التي تجعل لي من ناصية التاريخ مقاما .. ولكم لقاء جميلكم فتاتا من ثمن الوطن .
ما أرخصكم .. فأنتم تبيعون ضمائركم لقاء لا شيء .. وأنا بعتكم بأقصى ثمن يدفعه تجار هذا الزمان ..

ما أرخصكم .. فأنتم تهتفون لي لقاء أني لم أمنع عنكم الهواء حتى الآن ... وأنا لم ألوث هواءكم إلا بعد أن ساومتهم فدفعوا لي أعلى ثمن .

أحاول أن أحترمكم لكني أخشى أن أخون ضميري .. وأنا الذي بعت كل الحروف التي تشكل هذه الكلمة .. فسامحوني .. ودعوني أبصق عليكم ، لعلكم تشكرون ..

سئمت نفاقكم وتخاذلكم ، وسئمت ما أنتم فيه من ذل وخنوع وولاء رتيب كأنه فقد لذة الإيقاع ..

أريد أن أرى حشرة تثور ، أو لسانا يصرخ ، أو قطا يموء .. فقد هزني حنين لسحق الحشرات .. وبتر الألسنة .. وشنق القطط .
وكالعادة ... وقبل أن يلتئم الجرح ... ستعلنون الطاعة والولاء ..
وأنا سأمنحكم العفو والغفران .

المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59