عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-05-2012, 01:34 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,410
افتراضي إحياء الأراضي الموات في البطائح والبصرة في العهد الأموي


إحياء الأراضي الموات في البطائح والبصرة في العهد الأموي

(40ه/660م – 132ه/ 749م)
تاريخ تسلم البحث: 22/9/2003م تاريخ قبوله للنشر: 14/10/2004م

هند أبو الشعر*


ملخص
تحاول هذه الدراسة إلقاء الضوء على تطور ملكية الأرض في العهد الأموي من خلال قراءة حالة إحياء الأراضي الموات في جنوبي العراق وتحديداً في منطقة البطائح والبصرة، وجاء اختيار هذا المحور لدراسة كيفية تكوين الملكيات الكبيرة وربطها بالتطورات الاقتصادية والاجتماعية في تلك الفترة، وتوضيح سياسة الخلفاء والأمراء والولاة في منح الإقطاعات وامتلاك الأراضي باستصلاح الأراضي الموات، وقد اعتمدت هذه الدراسة على المصادر التاريخية المبكرة، ودرست الروايات جنباً إلى جنب مع كتب الفتوح والرحلات والخراج والفقه، وخلصت الدراسة إلى نشاط حالة إحياء الأراضي الموات في جنوبي العراق في العهد الأموي.

Abstract

This study aims to shed lights on Land-Tenure at the Ummayad Period, by studying the Land reform of the (Mawat) Lands in Southern Iraq, we tried to shed lights, on Big Land Lords, linking it with the Social and Economics life, and with the Policy of the Caliphs and Governors, our sources make sure that the Land reform in Southern Iraq, was very active at the Umayyad period.


المقدمة:

إن دراسة الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية ضرورية للتعرف إلى حركة المجتمع بكافة جوانبه، وهذه محاولة لدراسة إحياء الأراضي في العصر الأموي في منطقتي البصرة والبطائح، حيث تسعفنا المصادر بمعلومات ثرة، ترصد محاولات الأمويين (خلفاء وأمراء وولاة)وتبينسياستهم في الإقطاع وامتلاك الأراضي واستصلاح الأراضي الموات،








[IMG]file:///C:%5CUsers%5Cuser%5CAppData%5CLocal%5CTemp%5Cmsoht mlclip1%5C01%5Cclip_image001.gif[/IMG]



*
أستاذ مشارك، قسم التاريخ، جامعة آل البيت.
ويمكن في هذا المجال الاستعانة بكتب البلدان والفتوح والرحلات والخراجوالفقه، حيث تعكس النصوص الفقهية الجانب الشرعي وتترجم الواقع التاريخي ضمناً.
كان العراق بمصريه (الكوفة والبصرة) بؤرة للتغيرات الاجتماعية، وكان من مظاهر التغير الاتجاه نحو إحياء الأراضي الموات، ولأن البصرة والبطائح عند الفتح العربي للعراق من أراضي الموات اعتبرت أراضٍ عشرية دون غيرها من أرض العراق، بدأ إحياء الأراضي الموات في البصرة والبطائح في زمن مبكر، وساهم فيه الولاة والخلفاء والأمراء، برسم سياسة واضحة دفعت بالأفراد إلى إحياء الأراضي وامتلاكها، وبالتالي إلى تكوين ملكيات كبيرة، أدّت فيما بعد إلى ابتلاع الملكيات الصغيرة، وإلى ظهور "نظام الإلجاء" في محاولة من المالك الصغير لحماية ممتلكاته وحفظ أمنها، وتفسر هذه الدراسة الثروة الطائلة لأهالي البصرة، فهم أصحاب ضياع وثروات، ساهمت في تكوين رأس المال للتجارة، فتضاعفت الثروات وأصبحت البصرة، هي (عين العراق) في عصر أبي عمرو بن بحر الجاحظ (163ه255ه/ 779م- 868م).
يبدو أن الإحياء كان مفتوحاً للفئات كافة، فتسارعت إليه كل الطبقات بدءاً بالخلفاء وحتى الموالي، وأسهمت فيه النساء أيضاً، وأدى تسارع هذا التيار إلى استملاك واستصلاح أراضي البصرة والبطائح في أواخر القرن الأول الهجري، حتى ان البعض كان يحتجر الأرض الموات ولا يحييها حسبما يفهم من المصادر الفقهية، فارتفعت أصوات الفئات الراغبة في امتلاك الأراضي محتجة على ذلك، وتبين هذه الدراسة تدخل الأمويين بإقطاع الأرض، وإعطاء الإذن بامتلاكها والمساهمة في حفر الأنهار وتجفيف المستنقعات وعمل القناطر وإزالة الآجام، ولم يكن إقطاعهم لأراضي البصرة خاصاً بهم أو بعمالهم، بل شمل أفراداً تألفهم الأمويون لأسباب سياسية.
الأراضي الموات وأحيائها:
وردت أحاديث كثيرة في أحياء الأرض والتشجيع على امتلاك الأرض الموات، إذ اعتبر الأحياء، وجه من وجوه التملك؛ عن عائشة رضي الله عنها (من أحيا – أو عمر أو اعمر- أرضاً ليست لأحد، فهو أحق بها)([1])، وعن عبد الله ابن عباس في بعض أسانيده: (إن عادى الأرض لله ولرسوله ولكم من بعده، فمن أحيا شيئاً من موتان الأرض، فهو أحق بها)([2]) وعن يحيى بن عروة عن أبيه (من أحيا أرضاً ميتة فهي له)([3]) وعن رافع بن خديج (من كانت له أرضاً فليزرعها أو ليمنحها، فإن لم يفعل فليمسك أرضه)([4]).
والأرض الموات هي (الأرض المعطلة، ولا يعرف أنها في يد أحد، ولا ان أحداً يدّعي فيها دعوى)([5]) وهي أيضاً (الأرض التي بعدت عن العامر ولم يبلغه الماء)([6]). ويفصل أبو يوسف في تحديد علامات الأرض الموات، بأنها (الأرض التي لا يوجد فيها أمر بناء، ولم تكن فناء لأهل قرية ولا مسرحاً، ولا موضع مقبرة، ولا موضع محتبطهم ولا موضع مرعى لدوابهم وأغنامهم، وليست بملك لأحد، ولا في يد أحد، فهي موات ...)([7]).
يبدو من الوقائع التاريخية وعلى ضوء النصوص الفقهية، إن امتلاك الأراضي الموات في العراق، كان مرغوباً فيه، وهي الصورة التي تعكسها حالة (التحجير)([8])، والتحجير في أبسط صوره شروع في الإحياء، وإشعار بالملكية بصورة مؤقتة وهي ترجمة للحديث النبوي الشريف، عن سمرة بن جندب (من أحاط حائطاً على أرض فهي له)([9]) وتفسيره عند أبي يوسف (على الأرض الموات التي لا حق فيها، ولا ملك، فمن أحياها وهي كذلك، فهي له، يزرعها ويزارعها ويؤاجرها، ويكري فيها الأنهار، ويُعمرها بما فيها مصلحتها ...)([10]). والنص صريح على تحديد أجل مسمى لجواز التحجير كحق للمحتجر، وبعدها يبطل مفعوله، وتزول الملكية، ويبدو ان التحديد بدأ تطبيقه أيام الخليفة عمر بن الخطاب t، عن سعيد بن المسيّب، قال عمر t: (من أحيا أرضاً ميتة فهي له، وليس لمحتجر حق بعد ثلاث سنين)([11]) وهو النص الذي يفسر وجود رغبة كبيرة لدى الناس بامتلاك الأرض، وعدم استثمارهم لكامل ممتلكاتهم. وفي نص آخر، يبدو تأكيد الخليفة عمر بن الخطاب على سياسته بمدة التحجير: (من كانت له أرض تركها ثلاث سنين فلم يُعمّرها، فعمّرها قوم آخرون، فهم أحق بها)([12]).
وقد تابع الخليفة علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) سياسة عمر، في التشجيع على الإحياء، فقد أتاه رجل وقال له: (أتيت أرضا قد خربت، وعجز عنها أهلها، فكريت أنهاراً وزرعتها. قال، كل هنيئاً وأنت مصلح غير مفسد، معمّر غير مخرّب)([13]) ويذكر أيضاً ان علياً وضع على (أجمة برس) وهي قرية بين الكوفة والحلة، فيها آجام، أربعة آلاف درهم، ويعقّب أبو يوسف على ذلك قائلاً (وإنما دفعها إليهم على معاملة على قصب وذلك رغبة منه في الإحياء([14]).
أما في أيام معاوية بن أبي سفيان، فقد طبقت القاعدة أيضاً، وبتشدّد، إذ انه أخذ أرض عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب لأنه احتجرها ثلاث سنين ولم يُحيها، إلا أن معاوية تراجع عن الأمر، حفاظاً على (صلة الرحم)([15])، وقد تابع زياد بن أبيه السياسة عينها، واستعاد أرض عثمان بن أبي العاص، بالبصرة لأنه لم يُعمّرها، وذلك لأنه تجاوز مدة التحجير (... إني لا أنفذ إلاّ ما عمرتم)([16]). ويلاحظ أن زياد بن أبيه جعل مدة التحجير عامان فقط، وفي هذا إشارة إلى تزايد الرغبة في امتلاك الأرض بين الناس.
إن الأمر الملفت للانتباه، والذي تثيره كتب الفقه، مسألة اشتراط إذن الامام في الإحياء، ففي الوقت الذي أصرّ فيه أبو حنيفة على هذا الشرط([17])، فإن تلميذه أبا يوسف لم يأخذ به، وبرر سبب رفضه([18])، ويفهم من هذا التباين، تغير الأسباب الموجبة، ويلاحظ أيضاً، إن مجال الإحياء مفتوح أمام الجميع، إذ يحق لأهل الذمة امتلاك الأرض وإحيائها، فالمسلم والذمي يشتركان في سائر جهات التمليك([19]). لأن (الأرض بمنزلة المال ...، ولا أرى أن يترك أرضاً لا ملك لأحد فيها ولا عمارة، حتى يقطعها الإمام، فإن ذلك أعمر للبلاد وأكثر للخراج ...)([20]).
لقد اعتُبرت أراضي البطائح أرض موات لأنها (... الأرض التي يظهر عليهـا الماء، فيقيـم فيها حتى يحول بين الناس وبين ازدراعهـا، والانتفاع بها كالبطائح ونحوها، ثم يعالجه قوم حتى يزيلوا الماء عن الأرض، بنزح أو تسهيل حتى ينضب عنها الماء، فهي كالأرض يحييها، فتكون لمن فعل ذلك بها ...)([21]) وهي أيضاً (الأرض التي يغلب عليها الغياض والآجام، ثم استخرجها مستخرج كانت كالموات يحييها ...)([22]) و(من غلب الماء على شيء فهو له)([23]) هذه النصوص، تدلّ على مناطق واسعة في العراق، كانت تغمرها مياه الفيضانات عند الفتح، ويملؤها القصب والآجام، وتتمثل في أراضي البصرة، حيث كانت (سباخاً وآجاما)([24]وقد أدّى إحياؤها إلى اعتبارها أراض عشرية، يدفع عنها أصحابها العشر، بعكس
باقي أراضي العراق، والتي كانت تعتبر أراض خراجيّة.
سنتناول فيما يلي إحياء الأراضي لكل من مناطق البطيحة والبصرة على ضوء الواقع التاريخي والنصوص الفقهية معاً.
البطائح([25]):
ترد إشارات للبطائح في كتب الجغرافيين والرحلات وكتب البلدان إضافة إلى المادة المتوافرة في كتب الفقه والخراج، أما في المصادر التاريخية فالمادة مبعثرة وغير مباشرة، إلاّ أنها تساعد على استكمال المعلومات السابقة، حيث يمكن التعرف إلى موقعها وحدودها وسكانها ومحصولاتها واجماتها([26]) وترد معلومات مبكرة للمنطقة قبل الفتح وبعده، إضافة إلى الصورة التفصيلية في أخبار الزنج.
ونلاحظ ابتداء، إن كتب الجغرافيين والرحلات تصنّف البطائح نسبة إلى أقرب المدن إليها، فيقال بطائح البصرة وبطائح واسط وبطائح الكوفة([27]) ولكنها مع ذلك لا تتفق على مساحتها، وذلك بسبب طبيعتها المتغيرة نتيجة للأوضاع الاقتصادية والسياسية القائمة([28]). يذكر ابن رسته أن مساحة البطائح تبلغ ثلاثين فرسخاً في الطول والعرض([29]) في حين يجعلها المسعودي 2500 فرسخاً([30])، والتفاوت كبير بينهما، والتفسير الوحيد لذلك، ان ابن رسته يشير إلى منطقة معينة في البطائح، في حين بالغ المسعودي في المساحة التي ذكرها، ويصعب علينا أن نقبل تفسير الأوضاع السياسية والاقتصادية في زمن كل منهما تبعاً لهذه الإشارات([31]).
إن أقدم المعلومات التي وصلتنا للبطائح تعود إلى أيام الساسانيين قبل الفتح الإسلامي للعراق، يورد البلاذري معلومات جيدة تشير إلى اتساع البطائح، وذلك أيام قباذ بن فيروز (488ه-531م) فيقول: (فلما كان زمن قباذ بن فيروز، انبثق في أسافل كَسْكَر بَثْق عظيم([32])، فأُغفل حتى غلب ماؤه وغرق كثير من الأرضين العامرة، وكان قباذ واهناً قليل التفقد لأمره ...)([33]).
وتبدو الصورة متكاملة لدى البلاذري، حيث يبين أنكسرى انوشروان، حاول التغلـب
على مشكلة الفيضانات([34])وانه (أمر بذلك الماء فردم بالمسنيات، حتى عاد بعض تلك الأرضين إلى عماره)([35]). إلاّ ان مشكلة البثوق في المنطقة ازدادت أيام الساسانيين، حيث انه في (سنة سبع للهجرة، ويقال سنة ست، زاد الفرات ودجلة زيادة عظيمة لم ير مثلها قبلها ولا بعدها ...)([36]) وانه نتيجة لهذا (انبثق بثوق عظام) ولم تفلح جهود كسرى ابرويز في معالجتها (فجهد كسرى ابرويز أن يسكرها، فغلبه الماء وحال إلى موضع البطائح، فطفا على العمارات والزروع، فغرقت عدة طساسيج كانت هناك ...)([37]). وقد أدت هذه الحال إلى خروج كسرى ابرويز بنفسه إلى البطائح، ويبدو انه استخدم العنف مع (الفعلة) فقد (صلب على بعض البثوق فيما يقال أربعين جساراً في يوم، فلم يقدر للماء على حيلة ...)([38]).
في هذه الظروف الصعبة، كان قدوم العرب فاتحين للعراق، فانشغل (الأعاجم) بالحرب، فكانت (البثوق تنفجر فلا يلتفت إليها ويعجز الدهاقين عن سد عظمها، فاتسعت البطيحة وعرُضَت)([39]) وبالتالي، فإن اتساع البطائح تم في الفترة المقاربة للفتح الإسلامي وأثنائها، ولا يُفهم من هذا ان البطائح (حدثت) في تلك الأثناء، كما يبين أبو مسعود الكوفي: (إن البطائح حدثت بعد مهاجرة النبي e ومُلك الفرس ابرويز) وان سببها يعود إلى (بثوق عظام عجز كسرى عن سدها، وفاضت الأنهار حتى حدثت البطائح)([40]) إن تكوّن البطائح لا يعود بالطبع إلى أيام قُباذ أو ابرويز، ذلك ان طبيعة المنطقة تؤدي إلى غمر الأرض بالمياه، ونفهم من هذه الإشارات التي أوردها البلاذري، إن هناك فيضانات عارمة، أدت إلى اتساع البطائح، بحيث لم تقدر الدولة على معالجتها، لانشغالها بمجابهة الفتوحات الإسلامية للعراق.
إن المناطق التي تغمرها المياه، سرعان ما تمتلئ بالأجمات والقصب، وهو ما تؤكده المصادر كلها، وينفرد البلاذري بإشارة تشرح الواقع الجغرافي للمنطقة، السابق واللاحق للبثوق، يذكر انه (كان بكسكر قبل حدوث البطائح، نهر يقال له الجَنْب، وكان طريق البريد إلى ميسان ودستيميسان وإلى الأهواز في شقه القبلي، فلما تبطحت البطائح، وسُمي ما استجمّ من شق طريق البريد (آجام البريد) وسمي الشق الآخر آجام اغمربثي، في تلك الآجام العظام، والنهر اليوم يظهر في الأرضين الجامدة التي استخرجت حديثاً)([41]). إن لهذه المعلومات قيمتها الكبيرة، في تحديد المواقع قبل اتساع البطائح، وفي تعريفنا بجغرافية ومسالك المنطقة، وفي توضيح طبيعتها بعد اتساع البطائح، حيث تحولت إلى أجمات عظام وهي بلا شك تساعدنا على التعرف إلى احياء الأراضي أيام البلاذري في البطائح (ارضين الجامدة التي استخرجت حديثاً ...).
ويبدو أن حدود البطائح، وبالذات بطيحة البصرة، كانت معروفة تماماً ومتداولة، فقد ذهب وفد بصريّ للاحتجاج لدى الخليفة المنصور، ومعهم (صورة البطيحة)([42]) عندما أراد استخراج ضيعة في البطيحة، خوفاً من أن يملح ماؤهم، ويفهم هذا الأمر أيضاً ضمنياً، من إشارات المصادر إلى حدود البطائح (بطائح الكوفة بطائح البصرة - بطائح واسط). فقد كان التمييز واضحاً بينها تماماً.
تشير المصادر أيضاً إلى أنهار البطائح([43]) ومنها نهر (المبارك) والذي يصبّ في البطائح، وهو على بعد تسعة فراسخ من واسط([44])، ونهر الصلح ويقع فوق واسط، يذكر ياقوت الحموي انه كان على أيامه (خراب...إلاّ قليلاً...)([45]) ونهر السيب الذي حفره الحجاج بن يوسف الثقفي([46]) ونهر بردوى([47]) ونهري الصلة وبرقة([48]).
وتساعد المعلومات الدقيقة التي يوردها سهراب، على تكوين صورة مفهومة ومترابطة لجغرافية المنطقة، وبالذات المنطقة التي تربط نهر دجلة بالبطائح، حيث يذكر بالتفصيل المنطقة الواقعة عند قرية (القطر) والتي تحتوي على أربعة أهوار قائلاً: (أولها هَوْر بَحْصُبي وبعدها زقاق قصب نابت، ثم هور بَكْصُمي وبعده زقاق نابت، ثم هور بَصْرَباتا، وبعدها زقاق نابت ثم هور المحمدية ثم يأتي بعد ذلك نهر أبو أسد ...)([49]). أما نهر أبو أسد فينسب إلى أبي الأسد (وهو قائد من قواد المنصور وجهه إلى البصرة أيام مقام عبد الله بن علي بها ...)([50]). وتختلف الآراء فيمن حفر النهر يذكر عمر بن بكير ان أبا الأسد حفر النهر المعروف بأبي الأسد عند البطيحة([51]) في حين يذكر غيره انه (أقام على فم النهر، لأن السفن لم تدخله لضيقه عنها فوسّعه ونسب إليه)([52]) وهو الأمر الذي نأخذ به.
استعملت الممرات المائية في البطائح للملاحة، حيث كانت تربط البصرة ببغداد([53]) ويُذكر أنّ في البطائح منارة من زمن حسّان النبطي عرفت (بمنارة حسّان)([54]) ومنارة أخرى تعرف بمنارة (بني أُسيد)، وقد وردت إشارات لاستخدام البطائح للملاحة، فقد أهدى محمد بن القاسم الحجاج الثقفي فيلا من السند، وحُمل عبر البطائح في سفينة، فسميت المشرعة بمشرعة الفيل([55])، ويُذكر انه في زمن المأمون (انقطع عن بغداد جميع ما كان يحمل إليها من البصرة من السفن)([56])، وذلك بسبب ثورة الزّط، حيث قطعوا البطائح وكانوا يهاجمون السفن (يصيبوا غرّة من أهل السفينة، ويتناولوا منها ما أمكنهم اختلاسه) وكانت المراكب الصغيرة أيام الأصطخري، تنتقل عبر البطائح، إذ أنه (لا يمكن اجتيازها إلا بالمراكب الصغيرة)([57]) ويفهم من هذا أن القصب كان يملأ المياه ويعيق استخدام المراكب الكبيرة.
ويبدو أن القصب كان يشكل آجاما كبيرة في البطائح([58]) وخاصة في بطائح واسط، حيث عرفت (بواسط القصب)([59]) كذلك الحال مع بطائح البصرة، ويفهم من أخبار اختطاط البصرة ان (البصريين بنوا مساكنهم بالقصب، وإن عتبة بن غزوان بنى المسجد من القصب أيضا([60]) وكانوا إذا غزوا نزعوا ذلك القصب وحزموه ووضعوه، حتى يرجعوا من الغزو، وإذا رجعوا أعادوا بناءه فلم يزل الحال كذلك. . ثم ان الناس اختطوا وبنوا المساكن ...)([61]).
يذكر ابن رسته، إن البطائح هي: (خزائن أهل البصرة تجتمع فيها المياه وينبت فيها القصب لمنافعهم)([62]) كذلك الحال في بطائح الكوفة، يُذكر أن الكوفيين بنوا بيوتهم الأولى من القصب([63]) وذلك لتوفره في المنطقة، حتى ان أحد معاني الكوفة اللغوية، يشير إلى موضع مليء بالقصب والخشب([64]) وكان سجن الكوفة الأول من القصب أيضاً([65])، وقد استخدم القصب للإنارة، فكانت القصبات الملوية توضع فيها المشاعل لتُضاء المساجد ليلاً.
وإضافة إلى القصب عُرف عن البطائح إنتاج الأرز، حتى ان ابن قتيبة يؤكد أن أهل البصرة يصنعون خبزهم من دقيق الأرز([66])، ويبدو أنهم عرفوه مع فتح العراق فقط([67]). وكان إنتاج البطائح على أطراف نهري الصلة وبرقة، الشعير والأرز والورق وهما من كورة كسكر([68]). وقد اشتهرت البطائح بأسماكها وهي (خزانة) أهل البصرة والسمك فيها طري ومالح، وفي نواحي البطائح في البصرة، مزارع فيها طعام الأهلين، كما لاحظ ابن رسته والمقدسي([69]). وكانت بحيرات السمك تؤجر للأفراد في البطائح أيام عمر بن عبد العزيز([70]).
واستكمالاً لصورة البطائح الجغرافية، يحسن بنا تناول سكانها، وابتداء فإننا لا نستطيع تحديد سكان البطائح إلا ضمن إطار زمني، فقد ذكرت المصادر سكان البطائح عند الفتح، واعتبرتهم (نبطاً) "والنبط" في اللغة لها دلالات كثيرة، إلا أن أغلبها يشير إلى الزراعة، فابن منظور يوضح: إن التسمية أطلقت على السكان الذين يستنبطون الأرض([71])، وقد أطلق لفظ النبط في العراق على الفلاحين الذين وجدهم العرب على الأرض عند الفتح([72])، والذين لم يعملوا في الرعي أو القتال([73])، ويعرّفهم ابن وحشية بأنهم (جمهرة الفلاحين والزرّاع)([74]). وتبدو الصورة أوضح لدى استعراضنا للدلالات المختلفة، والتي تطورت فيها الكلمة مع اختلاط القبائل العربية في أرض العراق بهم، فقد أقرّ الشعبي توسع الاستعمال وأفتى في أمر رجل قال لآخر (يا نبطي) بقوله: (لا حدّ عليه، كلنا نبط) يريد بذلك الجوار والدار دون الولادة([75]). وفي تعريف للنبط عند الخطيب البغدادي، يبدو الإقرار بدورهم الكبير في الزراعة في العراق، يقول: (... هم الذين استنبطوا الأرض، وعمروا السواد وحفروا الأنهار العظام فيه ...)([76]). وترد أخبار النبط موسعة عند المسعودي، حيث يورد أسماء المواقع بالنبطية ويتبين من ذلك انه يعرف لغتهم، وانه قرأ لمؤلفين نبط، مما يوثق معلوماته التي يوردها عنهم([77]).
إن العلاقات بين العرب والنبط كانت مبكرة ودائمة، فقد تمّ استخدام النبط في الأعمال الزراعية بسبب خبرتهم الطويلة([78])، وربما استخدموا في الجباية، حتى قيل (نبطي في جبايته)([79]) واستغلّ العرب معرفة النبط بالأرض والمسالك، فكانوا عيوناً لهم وأدلاء في الطرق([80]). ويمكننا أيضاً ان نربط بين تسمية (العلوج) أي سكان القرى، وبين النبط، باعتبارهما مدلولان متشابهان، يشيران إلى الفلاحين الذي وجدهم العرب على أرض العراق، وتمييزاً لهم عن العجم وهم الفرس([81]).
يبدو أن البطائح كانت عامرة بالسكان والقرى أيضاً، وان المزارع تغلب عليها كما يُفهم من كتب الرحلات، ويمكن تتبع المواقع والقرى في البطائح([82]) من أخبار أحداث ثورة الزنج في المصادر التاريخية إلا أنه يصعب تحديد زمن عمارتها، بسبب التغيرات الدائمة في طبيعتها. يذكر المقدسي قرية باسم (الطيب) ويصفها بأنها من (أهم بطائح واسط وأكثرها عمراناً ...)([83]) وكذلك قرية حسان، وتنسب إلى حسان النبطي صاحب المنارة أيضاً([84])، ويبدو انه كان في البطائح أكثر من منارة، حيث ورد ذكر لمنارة أخرى عرفت باسم منارة (بني أسيد) والتي بناها حسان بن سعيد، وهو ممن ينسبون إلى أنس بن مالك الأنصاري([85]). ومن قرى البطائح قرية (الجامدة) وهي من المواقع التي استخرجها حسان النبطي في البطائح([86]). ومن المواقع المعروفة (كسكر) وهي مذكورة في أحداث العراق في القرن الأول الهجري بكثرة، خاصة عند الحديث عن البصرة، وتقع كسكر على الجانب الشرقي من دجلة، وتقابل مدينة واسط([87]). وكذلك قرية "الصليق" والتي وصفها المقدسي بالتفصيل؛ من حيث أسماكها وأشجارها وأكد بأنه (في جوامد هذه البطائح مزارع للعراق فيها رزق عظيم)([88]). ولا تسمح هذه الإشارات بتمييز دقيق بين المناطق المعمورة أصلاً، والمواقع التي عمرت أيام الفتح أو بعده بدقة، ومع أن المعلومات مختلطة ومتداخلة، إلا أنه يمكن استخلاص معلومات تؤكد على استخراج مزارع، وبناء قرى جديدة، مثل الجامدة التي استخرجها حسان النبطي.
يبدو أن العرب سكنوا البطائح قبل الفتح، يذكر أبو عبيدة أن (قيس بن مسعود الشيباني كان على الطفّ من قبل كسرى، وهو الذي اتخذ المنجشانية، على ستة أميال من البصرة، وأنها نسبت إليه وفوق ذلك روضة الخيل كانت مهراته ترعى فيها)([89]).
ويُذكر أن بعض أهل الحيرة من اليمنيين، أخذوا أرضاً بجانب الحيرة وقاموا بإحيائها وزراعتها([90])، ومع أن المعلومات محدودة لكنها تؤكد أن القبائل العربية سكنت العراق قبل الفتح([91]) وأنها كانت على الأطراف وقريباً من البادية، عدا الحيرة، ويمكن الإشارة إلى وجود قبائل عربية كثيرة في البطيحة بعد الفتح، ومنها بنو أسد وربيعة وبني باهلة وبني يشكر([92]).
ويمكن ملاحظة التغير السكاني الكبير، الذي طرأ على البطائح منذ أيام الحجاج بن يوسف الثقفي، إذ انه (أتى بخلق من زطّ السند، وأصناف ممن بها من الأمم، معهم أهلوهم وأولادهم وجواميسهم، وأنه أسكنهم في كسكر...وأنهم غلبوا على البطيحة وتناسلوا بها)([93]) ويُفهم من أجراء الحجاج، أنها محاولة لحل مشكلة (البثوق) التي حدثت في أيامه في البطائح([94])، وأن الزط استخدموا من قبل حسان النبطي والذي (استخرج للحجاج أيام الوليد ولهشام بن عبد الملك أرضين من أرض البطيحة)([95]).
هذه هي الصورة العامة للبطائح في المصادر التاريخية([96])، وفي كتب الرحلات والجغرافيا والتي تساعدنا على رسم الإطار العام، بمساعدة كتب الفقه والخراج([97])، ويمكن من خلالها متابعة فعاليات القبائل والأفراد في امتلاك الأرض، والتعرف على السياسة المتبعة في إحياء الأراضي الموات.
وابتداء، لا بد لنا من طرح التساؤلات التالية:
أولاً: هل كانت عملية إحياء أراضي البطيحة مباشرة بعد الفتح ...؟ ومتى اتجه العرب لاستصلاحها ...؟
ثانياً: ما هي المواقع التي اهتم العرب بها في أراضي البطائح ...؟ وهل توازن إحياء الأراضي في كل من بطائح البصرة والكوفة وواسط ...؟
ثالثاً: هل كانت عملية الإحياء والاستصلاح دائمة ومستمرة ...؟
وأخيراً، ما هو الدور الذي لعبته السياسة في إحياء الأراضي في البطيحة ...؟
إحياء اراضي البطائح:
لا ترد أخبار كثيرة لدى البلاذري لأراضي البطيحة([98])، قياساً على المعلومات الثمينة التي ترد عنده لمناطق أخرى، يذكر أن مصعب بن الزبير جفف بعض أراضي البطيحة وانه حاز الأرض بعدها، فلما قتل، أقطعها عبد الملك بن مروان للناس، وكان مصعب بن الزبير قد حفر نهراً للبصريين على شاطئ الفرات. وفي إشارة سابقة يُفهم ان أبا موسى الأشعري، حاول قبله تجفيف أراضٍ لم يتم تحديدها، لكنه لم يُتم العمل الذي بدأه. ومع انتقال السلطة للأمويين، تنبّه معاوية بن أبي سفيان، إلى قيمة استصلاح الأراضي في البطائح، ويذكر ان معاوية أسند أمر جباية الخراج لمولاه ابن دراج، فاستخرج له من أرض البطائح ما بلغت قيمته خمسة الآف درهم([99])، حيث انه (قطع القصب وغلب الماء بالمسنيّات) وان معاوية عندها أقطع بعض بني أخوته أراض فيما بين النهرين في الجزيرة وكانت أرض سبخة([100])، فقام زياد بن أبيه، وأرسل الماء فيها، فتخلى عنها صاحبها، وباعها لزياد قائلاً: (. . إنما أقطعني أمير المؤمنين بطيحة، لا حاجة لي فيها. .) فاشتراها منه بمائتي ألف درهم وفي هذا إشارة إلى اتساعها، وقد أقطع منها زياد (راودان) لرواد بن ابي بكرة([101]).
ويبدو ان الاهتمام تزايد بالبطائح أيام الوليد بن عبد الملك وهشام بن عبد الملك، وتجلّي هذه الاهتمام بجهود الحجّاج بن يوسف الثقفي، وحسان النبطي مولى بني ضبة([102]) والذي ارتبطت الإصلاحات باسمه في البطائح ومنها (حوض حسان) و (منارة حسان) وهو الذي استخرج للحجاج أيام الوليد ولهشام بن عبد الملك أرضين من أرض البطيحة)([103]).
نشطت عملية استخراج أراض من البطيحة منذ أيام معاوية، يذكر أنه (كان لبني أمية وأنهم استخرجوا بعض أراضيها فلما كان زمن الحجاج غرق ذلك، لأن بثوقاً انفجرت فلم يعان الحجاج لسدها، مضارة للدهاقين، لأنه كان اتهمهم بممالأة ابن الأشعث فيمن خرج عليه)([104]).
ويبدو أن الحجاج حاول معالجة البثوق، فقد كتب إلى الوليد بذلك، وأعلمه أنه يحتاج إلى ثلاثة آلاف ألف فاستكثرها الوليد، ولم يوافق على إنفاقها، مما أثار اهتمام الأمير مسلمة بن عبد الملك، صاحب الاستثمارات الكبيرة في أيامه، فأبدى استعداده للمساهمة على شرط (... أنا أنفق عليها، على أن تقطعني الأرضين المنخفضة والتي يبقى فيها الماء بعد إنفاق ثلاثة الآف ألف درهم، يتولى إنفاقها ثقتك ونصيحك الحجاج)([105]) وفي هذا الاقتراح دليل حقيقي على المردود الاقتصادي المُجزي من وراء استصلاح أراضي البطائح، إذ أن مسلمة بن عبد الملك، يعرف ذلك، وقد استجاب الوليد، (وتحصلت له أرضون من طساسيج متصلة، فحفر السيبين وتألف الأكرة والمزارعين، وعمر تلك الأرضين ...) ونتج عن هذا الإجراء، قيام مسلمة بضمّ أراضي الملكيات الصغيرة في البطائح، حيث (ألجأ) الناس من الفلاحين أراضيهم له، تعززاً به، مما يشير إلى بدايات تكون الملكيات الكبيرة، والتي أخذت تبتلع أراضي الملاكين الصغار، بحجة حمايتهم تحت مظلة الإلجاء.
أما في أيام سليمان بن عبد الملك، فقد قام يزيد بن المهلب، فاعتمل من البطيحة (الشرقي والجبان، والخست والريحية ومغيرتان) وصارت هذه القطائع حيزاً له، ويفهم فيما بعد، إن هذه الاقطاعات التي حازها يزيد بن المهلب لم تستمر بعده، لأن يزيد بن عبد الملك قبضها، ثم أقطعها هشام لولده، حتى حيزت من بعده([106]).
وتُذكر من بين الاقطاعات في البطيحة، قطيعة "القاسمية"، وهي مما (نضب عنه الماء)وكانتللقاسم بن سليمان مولي زياد بن أبيه وكان القاسم قد (افتعل) كتاباً وادعـي
فيه القطيعة من يزيد بن معاوية([107]).
ويُفهم من الأخبار، إن مياه البطيحة لم تكن صالحة للشرب، فقد شكا أهل البصرة من ملوحة مياههم لعبد الله بن عبد العزيز، عندما بعثه يزيد بن عبد الوليد والياً عليهم، فأذن له يزيد أن يحفر لهم نهراً، ففعل، وبلغت نفقته ثلثمائة ألف أو أكثر([108])، بينما كان الولاة والإشراف يقومون بحفر الصهاريج لتجميع مياه المطر، ويبيحونها للناس([109]). ونتيجة تضرر أهل البصرة من ملوحة مياههم، أيام عمر بن عبد العزيز، قابلوا الخليفة ليساعدهم على (ماء البطيحة) وسألوه أن يحفر لهم نهراً، (لأن ماءهم كان نزراً قليلاً وكان عِظم ماء البطيحة، يذهب في نهر الدير، وكان الناس يستعذبون في الأبلة)([110])، ويبدو أن هذا الأمر تطلب أكثر من مرحلة، فعندما قدم سليمان بن علي عليهم (اتخذ المُغيثة وعمل مسنناتها على البطيحة) ونتيجة لذلك (حجز الماء عن نهر الدير، وصُرف إلى نهر ابن عمر) وقد كلفته هذه العملية ألف ألف درهم، وكان المنصور حاول استخراج (ضيعة من البطيحة) بعد أن عذُب ماء المنطقة، لكن الناس كرهوا ذلك، فتراجع([111])، وهي مرحلة زمنية لا تتجاوز المرحلة التي نبحثها كثيراً، إلاّ أنها مؤشر على ارتباط جرّ الأنهار، بتزايد الاهتمام باستخراج الأراضي واستصلاحها.
ويفهم أيضاً من أبي مسعود الكوفي ان "دهاقين الأنبار سألوا سعداً أن يحفر لهم نهراً، وكانوا سألوا عظيم الفرس من قبله، فجمع سعد الرجال فحفروه، حتى انتهوا إلى جبل لم يتمكنوا من شقة فتركوه، فلمّا جاء الحجاج حفره وأتمه فسمي الجبل باسمه وحفر لهم نهراً آخر أيضا ...)([112]).
تبين الروايات التي وصلتنا لاستصلاح البطائح، الدور الكبير الذي لعبه الأمويون وولاتهم في الأمر منذ زمن مبكر، سواء في البصرة أو في بطائحها، يذكر الوليد بن هشام أن ابن شبرمة احتج على وضع الاقطاعات في منطقة البصرة قائلاً: (... لو وليت البصرة لقبضت أموالهم، لأن عمر بن الخطاب لم يقطع بها إلا أبا بكرة ونافع بن الحارث، ولم يقطع عثمان بالبصرة إلا عمران بن حصين وابن عامر أقطعه داره، وحمران مولاه ...)([113]). وتؤكد الروايات التي أوردها البلاذري في فتوح البلدان صحة هذه الملاحظة، حيث انه يحفل بأخبار الاقطاعات الكثيرة في البصرة وبطائحها، وهي إشارات واضحة لإحياء الأراضي الموات، واتجاه الناس نحوها بتشجيع من الدولة.
أما في بطائح واسط، فقد بقيت المنطقة مليئة بالقصب إلى أن أختطها الحجاج، وكان يقال لها، (واسط القصب)([114]) يذكر شيوخ من واسط أن (الحجاج أراد أن ينزل الصين من كسكر، فحفر نهر الصين وجمع له الفعلة وأمر أن يسلسلوا لئلا يشذوا ويتبطلوا) وانه بعدها أحدث واسطاً فنزلها، واحتفر النيل والزابي، وسماه زابياً لأخذه من النيل القديم، وأحيا ما على هذين النهرين من الأراضي) ويفهم من هذه الرواية أيضاً أن الحجاج أحيا أراض قديمة (... عمد إلى أراض وضياع كان عبد الله بن دراج مولي معاوية بن أبي سفيان استخرجها له أيام ولايته خراج الكوفة مع المغيرة بن شعبة من موات مرفوض، ونقوض مياه، ومغايض وآجام، وضرب عليها المسنيات، ثم قلع القصب، فحازها لعبد الملك بن مروان وعمرها ...)([115]) وتُكمّل هذه الصورة للحجاج ما نقلته الأخبار أيضاً عن إجراءاته الكثيرة في أراضي البطيحة وأراضي السواد أيضاً([116]).
يبدو أن الاهتمام باستصلاح الأراضي تزايـد بعد الحجّاج في الأراضي الموات وارتبط بخالد بن عبد الله القسري، وبالخليفـة هشام بن عبد الملك، وبالأمير مسلمة بن عبد الملك، ومن قبلهم الخليفـة الوليد بن عبد الملك، حيـث يوصف الوليد بأنه كان (... صاحب بناء واتخذ المصانع والضياع وكان الناس يلتقون في أيامه فإنما يسأل بعضهم بعضاً عن البناء والمصانع ...)([117]).
ويمكننا أن نتتبع صورة التنافس على امتلاك الضياع واستصلاح الأراضي في هذه الفترة، بمتابعة الروايات التي تعكس التنافس بين هشام بن عبد الملك وواليه خالد القسري، فقد عزله هشام حسداً منه له، على كثرة إيراداته([118])، وكان خالد القسري قد (بثق البثوق على ضياع هشام وأغرقها)([119]).
ويذكر أن خالد القسري حفر نهر المبارك وان هذا النهر تسببّ في إحياء ممتلكات كثيرة، وقد ذكره الشعراء ومنهم الفرزدق والذي قال فيه([120]):
كأنـك بالمبـارك بعد شهـر
تخوض غماره بقعالكـلاب
وقال فيه أيضاً شعراً طويلاً منه:
أعطى خليفتـه بقـوة خالـد
ان المبارك كاسمه يسقي بـه
نهـراًيفيض له علىالأنهار
حـرث السوادوناعمالجبـار
ويبدو أن خالد القسرى أولى عناية كبيرة بكل ما يخص الاستصلاح والري، وينسب إليه بناء القناطر، وكان قد كتب إلى هشام برغبته في ربط المناطق والجسور([121]) فردّ عليه هشام (لو كان هذا ممكناً لسبقنا إليه الفرس) وعندما راجعه خالد في الأمر مرة أخرى، كتب إليه: (... إن كنت متيقناً أنها تتم فاعملها) لكنه أعظم فيها النفقة، فلم يلبث أن قطعها الماء، فأغرمه هشام ما كان أنفق عليها.
ويفهم أيضاً من أخبار الدولة العباسية المبكرة، اهتمامهم بالملكيات الزراعية بعد مصادرتهم لضياع بني أمية، وقد شمل هذا الأمر ضياع البطائح واستغلالها([122])، والصورة الفقهية لهذا الواقع التاريخي تنقله كتب الفقه والخراج، وتمكننا من استنتاج الواقع والتعرف إليه، بمساعدة المصادر التاريخية والجغرافية.
استصلاح الأراضي في البصرة:
تصلنا ابتداء معلومات جيدة للبصرة في أخبار الفتح، حيث كانت أراضيها (يومئذ كلها سباخاً وآجاما)([123]). ويفهم من هذه الأخبار، ان البصرة اجتذبت الناس مبكراً، يُذكر أن (الناس سألوا عتبة عن البصرة، فأخبرهم بخصبها، فسار إليها خلق من الناس)([124]). ويورد الدينوري ما نصه: أن المسلمين اكبّوا على البشير الذي جاء بخبر فتح الأبلّة، يسألونه عن البصرة، فأجابهم بقوله: (أن المسلمين يهيلون الذهب والفضة هيلاً فرغب الناس في الخروج، حتى كثروا فيها وقوى أمرهم ...)([125]). ويرد ابتداء ما يوضح اهتمام الولاة بتوجيه من الخلفاء، في استصلاح الأراضي واستغلالها، ومقابل هذا التوجيه، ترد أخبار لها دلالاتها لرغبة الأفراد، بكافة فئاتهم في امتلاك الأرض واستغلالها، بجرّ الأنهار إليها، أو نضح الماء من الأراضي التي تغمرها المياه، أو قطع القصب، ومعالجة الآجام.
وفي وقت مبكـر يُذكرأنأبا موسىالأشعريحاول تجفيف المستنقعات، لكنه توقف
ولم يتابع عمله([126])، ويفهم أيضاً من رواية أخرى، معنىً ضمنياً للتسابق على استغلال الأرض، عن عتبة بن غزوان انه نهى أهل الضياع عن أن (ينهكوا الأرض فإن شحمتها في وجهها)([127]).
يورد البلاذري في كتابه (فتوح البلدان) معلومات كثيرة ومفيدة، تمكننا من متابعة فعاليات البصريين في استغلال الأراضي والبطائح حيث يفهم منها ان المحاولات كانت مبكرة جداً، لكنها كلها وبلا استثناء، مشروطة بإذن من الخليفة أو الوالي([128])، يذكر البلاذري ان رجلاً يكنى بأبي عبدالله نافع، كان أول من افتلي الفلا أيام عمر بن الخطّاب بالبصرة، وانه أتى أبا موسى فقال له: إن بالبصرة أرضاً ليست لأحد من أرض الخراج، ولا تضر بأحد من المسلمين) فكتب أبو موسى إلى عمر بذلك، فكتب عمر إليه، ان يقطعه إياها([129]). وترد أيضاً رواية أخرى([130])تشير إلى ثروة ابنه عبد الله بن نافع أيام عبيد الله بن زياد على البصرة، وتصفه بأنه (صاحب ضيعة كبيرة، وله قصر أبيض على البطيحة) ويبدو من الرواية ان عبيد الله بن زياد احتال عليه عند خروجه من البصرة إلى ضيعته التي على البطيحة، وهدم منزله المحاذي للمسجد، وضمه إلى المسجد لتربيعه([131]).
وبالمقابل ترد رواية ثالثة([132]). تذكر أن أبا عبد الله هذا، وهو نافع بن الحارث بن كلدة طبيب العرب، وانه سأل عمر بن الخطاب أرضاً على شاطئ دجلة، فبعث عمر بكتاب في قطيعته إلى المغيرة بن شعبة، والكتاب الذي تورده الرواية، وثيقة هامة تبين سياسة الخليفة في امتلاك الأراضي واستصلاحها، ومع إننا لا نستطيع أن نحدد موقع الأرض في نص الرسالة، إلاّ أن الاحتمال بأن تكون في البطيحة كبير، بدلالة القصر الذي ابتناه ابنه هناك، والضيعة الكبيرة التي يملكها.
وفي أيام عثمان بن عفان ترد رواية لهشام بن الكلبي([133])، تبين أن عثمان بن عفّان (أخذ دار عثمان بن أبي العاص الثقفي في البصرة، وكتب أن يعطي أرضاً بالبصرة، فأعطى أرضه المعروفة (بشط عثمان) بحيال الأبلة (وكانت سبخة فاستخرجها وعمّرها). ويبدو أن البصريين اتجهوا نحو استصلاح الأراضي في وقت مبكر، وطالبوا بحفر الأنهار، لأنهم كانوا يشربون عند نزولهم البصرة، من مكان يسمى (دير قاووس) فوهته في دجلة فوق الأبلة بأربعة فراسخ، (ويجري في سباخ لا عمارة على حافتيه)([134])، ولذلك قام الأحنف بن قيس مع وفد من أهل البصرة، بنقل الأمر إلى الخليفة عمر بن الخطاب، وبسّط حالهم أمامه قائلاً: (... إنّا نزلناه سبخة بشاشة، لا يجفّ نداها ولا ينبت مرعاها ...) فكان رد فعل الخليفة أن (أمر أبو موسى بأن يحفر لهم نهراً)([135]) وكان حفر هذا النهر، يتطلب جره ثلاثة فراسخ: (قاده ثلاثة فراسخ حتى بلغ به البصرة)([136])، هذا النهر هو استكمال لنهر الأبلّة ويفهم من الروايات اللاحقة أن النهر الذي حفره أبو موسى لم يستمر طويلاً، فقد (انطمّ منه ما بين البصرة وبثق الحيرى وذلك على قدر فرسخ من البصرة)([137])، وكان من الطبيعي أن تجري محاولة جديدة لجره، وكان ذلك في أيام عثمان بن عفان وكان الوالي على البصرة، أحد أكبر ملاّكيها ومن كبار أثريائها، عبد الله بن كريز، وكان زياد بن أبيه والياً عنده على الديوان، وبيت المال، فقام زياد بحفر النهر، من حيث انطم حتى بلغ به البصرة، وذلك في أثناء غياب عبد الله بن كريز في خراسان، فغضب الوالي، وأدى ذلك إلى سوء العلاقة بينهما، وإلى عداوة استمرت لاحقاً بين عائلتيهما بسبب النهر([138]).
ويبدو أن هناك اختلاف في أمر هذا النهر، وقد تمّ الخلط بينه وبين غيره من الأنهار، ففي رواية للواقدي([139]) إن اسمه نهر معقل، لأن أبا موسى عندما حفره، أجراه على يد معقل بن يسار المزني([140])، في حين تذكر روايتين أخريين لكل من المدائني والقحذمي بأن المنذر بن الجارود العبدي، كلّم معاوية بن أبي سفيان حتى حفر نهر ثار، فكتب إلى زياد فحفر نهر معقل([141])، ويختلف أيضاً في دور معقل، لكن الاتفاق على أن معقلاً افتتح النهر وأجراه، تبركاً به لأنه أحد صحابة الرسول e يجعل الأمر محسوماً([142]).
ويمدنا البلاذري بمادة متميّزة وغنية، لأسماء الأنهار التي احتفرت في الفترة الواقعة ما بين خلافة عمر بن الخطّاب وخلافة الرشيد، ويذكر أيضاً قائمة بالإقطاعات، وأسماء القطائع، وأسماء الأشخاص الذين حفروا الأنهار في قطائعهم، وهي مادة لا تتوفر لدى غيره، وتعطينا معلومات غنية وأمينة تمكننا من معرفة حجم استصلاح أراضي البصرة، ونوعية الناس الذين توجهوا لامتلاك الأراضي، وحجم تلك الأراضي، وكيفية استصلاحها.
ويمكن إحصاء أسماء (58)نهراً، أوردهاالبلاذري، و(51)قطيعة، ونلاحظابتـداء،
إن حفر الأنهار كان مبكراً ونشيطاً ومستمراً، وأنّ الولاة ساهموا فيها بقسط كبير، وكذلك الأفراد العاديين، ويبرز اسم آل أبي بكرة([143])، وأفراد من قبيلة ثقيف([144]) وآل المهلب([145]) وأفراد من خزاعة([146]) مع ذكر كبير للموالي، وأكثرهم موالي الإمارة والولاة([147]) ويذكر إقطاع لنبطي من أهل الحيرة([148])، ولعدد من النساء اللواتي شاركن في امتلاك القطائع، وجرّ الأنهار إليها([149]).
ويظهر في البصرة دور كبير لعبد الله بن عامر، ويعدّ من أشهر ملاكيها، حتى ان البصريين كانوا يقولون عنه، (انه كان لا يعالج أرضاً، إلاّ ظهر له الماء)([150])، وكانت له أراض كثيرة خارج البصرة والبطائح، حتى ان أملاكه امتدت في سواد البصرة، ووصل طريق مكة، فحفر الآبار، وعمر الأراضي والصنائع([151])، إن الإشارات التي يوردها البلاذري، والقوائم الوافية لأسماء الإقطاعات والأنهار وأسماء الذين قاموا بحفر الأنهار وجرّها إلى إقطاعاتهم، تجعلنا نصدق ما قاله بلال بن أبي بردة، من ان في البصرة 120 ألف نهر([152])، أو قناة عريضة([153]) وأن هذه الظاهرة تشير إلى اتساع الاستثمارات في أراضي الموات في البصرة، بشكل كبير، مما أدى إلى ظهور ملكيات كبيرة، وذلك في القرن الأول الهجري في كل من البصرة والبطائح، حتى ان ابن حوقل ينقل صورة أمينة لعمارة المنطقة في إيامة، يلخصها بقوله (... لا يكون الإنسان فيها بمكان، إلاّ وهو في نهر ونخيل، أو يكون بحيث يراهما ...)([154]).
إن ظهور الملكيات الكبيرة في البصرة والبطائح، يفسّر الإشارات الفريدة التي يوردها البلاذري، لقصور أهل البصرة في هذه الفترة، ومنها قصر النعمان بن صهبان الراسبي([155])، ويذكر أن عبيد الله بن زياد، زاد له فيه، فقال له النعمان (بئس المال يا أبا حاتم، إن كثر الماء غرقت، وان قلّ عطشت).
ومن القصور البصرية، قصر أنس، المنسوب إلى أنس بن مالك الأنصاري، وقصر الأحمر لأحمر بن عتبة بن أبي سفيان، وقصر أوس، نسبة إلى أوس بن ثعلبة بن رقّ، أحد بني تيّم الله، وقصر المسيرين، وكان لعبد الرحمن بن زياد، وهو قصر في جوف قصر، وقصر زياد بن أبيه، ثم الجوسق([156]).
ومن القصور المذكورة في البصرة، قصر النواهق لزياد، وقصر زري، وهو لمولي عبد الله بن عامر، وكان قيّماً على خيل عبد الله بن عامر، وكانت الدواب في داره. ومن القصور قصر عطية الأنصاري، وقصر آخر على نهر أم حبيب له ألف باب، منسوب إلى شيرويه الأسواري([157]).
ويضاف إلى هذه القصور ملاحظة أخرى يوردها البلاذري، تشير إلى ثراء البصريين، فقد تزايد اهتمام البصريين بالحمامات، وكان الحمام الواحد يدرّ ألف درهم باليوم الواحد، وفي هذا إشارة إلى زيادة الرفاهية بين الناس، وإلى مشاركة النساء أيضاً في امتلاك الحمامات، إضافة إلى امتلاك الضياع وحفر الأنهار([158]).
إن أراضي البصرة التي كانت عند اختطاطها (سباخاً وآجاما)([159])، واعتبرت لذلك أراض موات، حتى عدّها الفقهاء أراض عشرية من دون أرض العراق([160])، شهدت نشاطاً كبيراً في استقطاع الناس للأراضي، واهتمام الدولة بإقطاعهم إياها، وبالتالي في استصلاحها، بجرّ المياه إليها، وتجفيف المستنقعات عن الأجزاء المغمورة فيها، وفي قطع الآجام والقصب، وكان نتيجة ذلك كله، ظهور الإقطاعات الكبيرة مع الزمن، وزيادة الثروة، حتى ازداد عدد القصور، والضياع الواسعة، وارتبطت هذه الظاهرة في البصرة، بدور كل من عبد الله بن عامر، وزياد بن أبيه والحجاج بن يوسف الثقفي، وحسّان النبطي. ولا يغيب عن بالنا، أن المشاركة لم تمثل الأمويين فقط، بجهودهم الرسمية، بل إن الرغبة في امتلاك الأرض واستصلاحها، تعدى ذلك إلى فئات كثيرة، من القبائل البصرية، وتجاوز إلى الموالي، حتى ان أهل الحيرة من النبط، كانت لهم مشاركتهم أيضاً، ولم يقتصر الأمر على فئة دون غيرها، إذا أن النساء أيضاً شاركن في الأمر، وفي هذا تفسير لاحتجاج ابن شبرمة، (... لو وليت البصرة، لقبضت أموالهم ...)([161]).
الخاتمة
توفر المصادر التاريخية وكتب الفقه والخراج والبلدانيات فرصة نادرة لإعادة قراءة مرحلة التكوين، بدراسة تطور الفعاليات الاقتصادية، التي تمثل دراستها المفتاح الحقيقي لفهم الحراك الاجتماعي والتطورات السياسية المصاحبة، بدءاً بامتلاك الضياع والقطائع والتسابق على استصلاح الأراضي، وإلقاء الضوء الكافي على الحركات الاجتماعية، مثل حركة الزط وثورة الزنج، وتساهم بالتأكيد في تغيير الواقع وفهمه، وهو ما حاولته هذه الدراسة.
الهوامش:

([1])البخاري، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم (ت 256ه/869م)، صحيح البخاري، مطبوعات محمد علي صبيح، القاهرة، د. ت، ج3، ص132. أبو داؤد، سليمان الأشعث السجستاني الأزدي (ت 275ه/888م)، السنن، شرح النووي، القاهرة، د. ت، ج2، ص158. البيهقي، أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي (ت 458ه/1065م)، السنن الكبرى، ط1، الهند، 1352ه/1933م، ج6، ص142. أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم (ت 182ه/798م)، الخراج، ط2، تحقيق: إحسان عباس، طبعة دار الشروق، 1985م، والمطبعة السلفية، القاهرة، 1382ه/1962م، ص181. وسحنون بن سعيد، عبد السلام بن سعيد بن حبيب التنوخي (ت 240ه/ 855م)، المدونة الكبرى، ط. جديدة مصورة بالأوفست، القاهرة، مطبعة السعادة، دار صادر، 1323ه، ج 1، ص27.

([2])ابن آدم يحيى بن آدم القرشي (ت 203ه/817م)، الخراج، تصحيح الشيخ أحمد عبد شاكر، المطبعة السلفية، 1347ه/1928م، ص85. وانظر أيضاً: ص59، 78، 82، 85، 86، 88، 89. وأبو يوسف، الخراج، ص182، رقم95.

([3]) أبو يوسف، الخراج، ص182، رقم 95. أبو داوود، السنن، حديث 2950، ج4، ص266.

([4])أبو داوود، السنن، ج4، ص266. وراجع: قدامة بن جعفر (ت 337ه/949م) كتاب الخراج وصفة الكتابة، سلسلة كتاب التراث (110)، تحقيق: محمد حسين الزبيدي، بغداد، د. ن، 1981م، ص241- 242.

([5]) أبو يوسف، الخراج، ص183- 184.

([6]) الماوردي أبو الحسن علي بن محمد (ت 450ه/1058م)، الأحكام السلطانية في الولايات الدينية، مصر، 1966م، ص177.

([7]) أبو يوسف، الخراج، ص179- 180، رقم 93.

([8])انظر: المعنى اللغوي عند الفيروز آبادي محيي الدين أبو طاهر يعقوب (ت 817ه/1414م)، القاموس المحيط، القاهرة، 1344ه/1925م، ج2، ص255.

([9]) أبو داوود، السنن، ج2، ص78، رقم 3077. أبو يوسف، الخراج، ص183، ج3، ص179.

([10]) أبو يوسف، الخراج، ص183.

([11]) أبو يوسف، الخراج، ص183، 239. سحنون، المدونة، ج6، ص195.


([12]) أبو يوسف، الخراج، ص175.

([13]) يحيى بان آدم، الخراج، ص63. البخاري، صحيح البخاري (الجامع الصحيح)، ج3، ص116.

([14]) أبو يوسف، الخراج، ص217.

([15])البلاذري أحمد بن يحيى (ت 279ه/893م)، (رواية الواقدي) أنساب الأشراف، ج4، ق1، وق2، مطبعة ماجنس، ج1، ص132.

([16]) البلاذري، فتوح البلدان، مراجعة وتعليق: رضوان أحمد رضوان، نسخة مقابلة على نسخة دار الكتب المصرية، القاهرة، ص445.

([17]) أبو يوسف، الخراج، ص180.

([18]) أبو يوسف، الخراج، ص181.

([19]) أبو يوسف، الخراج، ص181.

([20]) أبو يوسف، الخراج، ص174.

([21]) أبو عبيد، القاسم بن سلاّم (ت 224ه/836م)، الأموال، تصحيح حامد الفقي، 1353ه/1934م، ص201.

([22]) أبو عبيد، الأموال، ص401.

([23]) ابن آدم، الخراج، ص88.

([24]) أبو عبيد، الأموال، ص401.

([25]) انظر: المعنى اللغوي عند، ابن منظور أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم (ت 711ه/1248م)، لسان العرب، دار صادر، بيروت، 1376ه/1975م، ج1، ص256. ابن دريد الأزدي، جمهرة اللغة، ط1، ط حيدرآباد، ج1، ص255. ياقوت الحموي، الشيخ شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبد الحموي الرومي البغدادي (ت636ه/1229م)، معجم البلدان، دار صادر، بيروت، 1968م، ج1، ص256. وانظر: دائرة المعارف الإسلامية:
I. 2 Al-Batiha, Salih AL-Ali and streck , Vol. I. p. 1043. London,1960.

([26]) ابن حوقل، محمد بن علي (ت 356ه/966م)، صورة الأرض، تحقيق: كريمرز، ط. دي خويه، مطبعة بريل لايدن، 1883م، ص82. المقدسي، محمد بن أحمد، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، تحقيق: دي خويه، مطبعة بريل، لايدن، (نسخة مصورة، مكتبة المثنى، بغداد)، 1906م، ص119، 124. اليعقوبي، أحمد بن علي (ت 284ه/897م)، البلدان، نشر دي خويه، لايدن، 1981م، ص323. ابن خرداذبه، عبيدالله بـن عبد الله (ت 300ه/912م)، المسالك والممالك، لايدن، 1889م، ص 57- 58. الزمخشري، الأمكنة والجبال والمياه، ط1، تحقيق: ابراهيم السامرائي، بغداد، د. ت. ن، ص26.

([27]) البلاذري، فتوح، ص293. اليعقوبي، البلدان، ص243. ابن خرداذبة، المسالك، ص174. ابن رسته، أبو علي أحمد بن عمر (ت 290ه/902م)، الأعلاق النفيسة، طبعة مطبعة بريل، لايدن، 1891م، ص74. الاصطخري، إبراهيم بن محمد (ت القرن 4ه/10م)، مسالك الممالك، تحقيق: محمد جابر العال، مصر، 1961م، ص58. ابن حوقل، صورة الأرض، ص82. المقدسي، أحسن التقاسيم، ص124. البكري، عبدالله بن عبد العزيز (ت 487ه/1095م)، معجم ما استعجم من أسماء المواضع والبلاد، تحقيق: مصطفى السقا، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1954م، ج1، ص259.

([28])الدوري، تاريخ العراق الاقتصادي في القرن الرابع الهجري، دار المشرق، بيروت، 1974م، ص22.

([29]) ابن رسته، الأعلاق، ص97، والفرسخ حسب التقدير المعروف ثلاثة أميال. انظر: فالتر هانس، المكاييل والأوزان الإسلامية وما يعادلها في النظام المتري، ترجمة كامل العسلي، الجامعة الأردنية، عمان، 1976م، ص94.

([30]) المسعودي، علي بن الحسين (ت 345ه/956م)، التنبيه والإشراف، (صورة) مكتبة المثنى، بغداد، ونسخة دار التراث، بيروت، 1968م، ص51.

([31]) يعتقد ليسترانج ان مساحة البطائح لا تعدو ان تكون خمسين ميلاً وطولها مائة ميل فقط، بلدان الخلافة الشرقية، ترجمة: فرنسيس وكوركيس عواد، بغداد، 1954م، ص295.

([32]) "البثق": فتحة عظيمة، انظر: ابن منظور، لسان، ج10، ص13.

([33]) البلاذري، فتوح، ص290.

([34]) تفسر دراسة جغرافية سب نشوء الأهوار بأنها تعود إلى ما ي***ه نهري دجلة والفرات من رسوبيات، وانها لا تتوزع على السهل الرسوبي كله بشكل متساوٍ. انظر: إبراهيم الشريف، الموقع الجغرافي للعراق وأثره في تاريخه العام في الفتح الإسلامي، بغداد، 1962م، ج1، ص23.

([35]) البلاذري، فتوح، ص290.

([36]) البلاذري، فتوح، ص290. وانظر: بشأن الفيضانات؛ ابن رسته، الأعلاق، ص96. ابن خرداذبه، مسالك، ص175.

([37]) البلاذري، فتوح، ص290.

([38]) راجع ما ذكره كرستنسن في هذا الصدد: كرستنسن (آرثر)، إيران في عهد الساسانيين، ترجمة: يحيى الخشاب وعبد الوهاب عزام، مصر، 1957م، ص85.

([39]) (عن جماعة من أهل العلم)، البلاذري، فتوح، 290- 291. ابن حوقل، صورة الأرض، ص238. ابن رسته، الأعلاق، ص94. الماوردي، الأحكام السلطانية، ص179.

([40]) البلاذري، فتوح، ص291.


([41]) (قالوا)، البلاذري، فتوح، ص291.

([42]) (عن عدة من البصريين)، البلاذري، فتوح، ص364.

([43]) انظر: ما تورده دراسة حديثة لأنهار المنطقة: إبراهيم خلف العبيدي، الأحواز أرض عربية سليبة، وزارة الثقافة العراقية، 1980م، ص10، (حيث يتابع أثار الأنهار المندرسة في المنطقة).

([44])(قالوا)، البلاذري، فتوح، ص289. الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير (ت 310ه/923م)، تاريخ الرسل والملوك، ط2، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، 1971م، مصر، ج8، ص548.

([45]) ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج3، ص917.

([46]) سهراب (ت 334ه/945م)، عجائب الأقاليم السبعة إلى نهاية العمارة، تحقيق: هانز مولى فريك، مطبعة أودولف هولوهوزن، فينيا، 1929م، ص129.

([47]) سهراب، عجائب الأقاليم، ص129.

([48]) قدامة بن جعفر، الخراج، ص ص 170- 171، ويذكر أن خراجهما سبعين ألف درهم.

([49]) سهراب، عجائب الأقاليم، ص135.

([50]) أبو مسعود الكوفي، البلاذري، فتوح، ص291.

([51]) البلاذري، فتوح، ص292.

([52]) البلاذري، فتوح، ص292.

([53]) البلاذري، فتوح، ص368. المقدسي، أحسن التقاسيم، ص124.

([54]) البلاذري، فتوح، ص291.

([55]) البلاذري، فتوح، ص290.

([56]) روح بن عبد المؤمن، البلاذري، فتوح، ص368.

([57]) الاصطخري، المسالك، ص 57- 58.

([58]) (قالوا)، البلاذري، فتوح، ص291.

([59]) البلاذري، فتوح، ص288.

([60]) البلاذري، فتوح، ص288.

([61])الأثرم، البلاذري، فتوح، ص341. وانظر: قول عتبة بن غزوان: "اني وجدت أرضاً كثيرة القصب).

([62]) ابن رسته، الأعلاق، ص93.

([63]) (سيف، الطبري، تاريخ، ج3، ص147، ج4، ص43. البلاذري، فتوح، ص426، ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج7، ص297.

([64])الزبيدي،محمدمرتضى،تاجالعروس، مجلد6، نشر دار ليبيا للنشر والتوزيع، بنغازي، ص240،

(مادة كوف).

([65]) البلاذري، فتوح، ص449.

([66]) ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم (ت 270ه/859م)، عيون الأخبار، ط2، دار المعارف، مصر، 1388ه/1968م، ج1، ص221.

([67]) ابن الفقيه الهمذاني، أحمد بن محمد (ت 289ه/902م)، مختصر كتاب البلدان، لايدن، 1885م، ص187.

([68]) قدامة ابن جعفر، الخراج، ص170.

([69]) ابن رستة، الأعلاق، ص98. المقدسي، أحسن التقاسيم، ص119.

([70]) أبو يوسف، الخراج، تحقيق: إحسان عباس، دار الشروق، عمان، 1980م، ص217، رقم137.

([71]) ابن منظور، لسان، مجلد 7، ص410- 412. ابن الكلبي، البلاذري، أنساب، ج4، ق2، ص87. البلاذري، فتوح، ص392. بحشل، أسلم بن سهل الرزاز الواسطي (ت 292ه/904م)، تاريخ واسط، تحقيق: يوسف فرنسيس وكوركيس عواد، مطبعة المعارف، بغداد، 1967م، ص143.

([72]) يذكر يحيى بن آدم انهم: (سكان العراق عندما غزا الفرس العراق)، الخراج، ص22.

([73]) ياقوت الحموي، معجم البلدان، مجلد3، ص643.

([74]) ابن وحشيه، الفلاحة النبطية، ص360.

([75]) ابن منظور، لسان، مجلد 7، ص412.

([76]) الخطيب البغدادي، أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت (ت 463ه/1070م)، تاريخ بغداد، دار الكاتب العربي، بيروت ج1، ص57.

([77]) المسعودي، التنبيه، ص34.

([78]) انظر: دور حسان النبطي الذي ارتبط بإصلاح الأراضي في العراق والبطائح في زمنه عند، البلاذري، فتوح، ص291- 292.

([79]) الشعبي، البلاذري، فتوح، ص278.

([80]) وجد هذا حتى بعد مرور نصف قرن على الفتح، انظر: أبو مخنف، الطبري، تاريخ، ج6، ص83، وأيضاً: أبو مخنف، الطبري، تاريخ، ج5، ص122، 189، 203، 206، وج6، ص43.

([81]) انظر معنى (علج) عند: ابن منظور، لسان، مجلد2، ص858.

([82]) الطبري، تاريخ، ج9، ص537.

([83]) المقدسي، أحسن التقاسيم، ص119.

([84]) البلاذري، فتوح، ص291. قدامة بن جعفر، الخراج، ص169.

([85]) هشام الكلبي، البلاذري، فتوح، ص349.


([86]) ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج2، ص10. قدامة بن جعفر، الخراج، ص169.

([87]) ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج4، ص275.

([88]) المقدسي، أحسن التقاسيم، ص119.

([89]) البلاذري، فتوح، ص365.

([90]) ابن الكلبي، الطبري، تاريخ، ج2، ص96.

([91]) الدوري، نشأة الثقافة العربية، مقالة مجلة مجمع اللغة العربية الأردني، عمان، 1978م، ص51. وانظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج2، ص378. ابن الكلبي، البلاذري، فتوح، ص280.

)92( E. I. 2, Al-Batiha, Salih Al-Ali and Streck, Vol. I. p. 1043, London, 1960.

([93]) أبو مسعود الكوفي، البلاذري، فتوح، ص291.

([94]) ن. م، ص291.

([95]) ن. م، ص291.

([96]) استثنيت دراسة (ثورة الزنج) في منطقة البطائح، مع انها تمدنا بمعلومات واسعة، لأنها تتجاوز المدة الزمنية التي نتناولها، خوفاً من استنتاج واقع لم يكن موجوداً في العصر الأموي.

([97]) من أهمها: الخراج، لأبي يوسف، دار الشروق، عمان، 1985م، تحقيق: إحسان عباس، وذلك لقرب صاحب الخراج من الأحداث، ولاستكمال صورة إحياء الأراضي الموات في البطائح، راجع: البلاذري، أنساب الأشراف، (سليمان بن علي يحيي أرضاً في البطائح)، ق3، ص90، و(المنصور يحيي أرضاً في البطائح)، ص111. وراجع: البلاذري، فتوح، (الإحياء في البطائح)، ص290، و(الإحياء قرب واسط)، ص291، و(دور الأمويين والعباسيين في إحياء البطائح)، ص292 294، و(إحياء الأراضي الموات في البصرة)، ص360 ص365.

([98]) البلاذري، أنساب، ج5، ق2، ص281.

([99]) البلاذري، فتوح، ص291. قدامة بن جعفر، الخراج، ص196.

([100]) الغنوي الدلاّل، البلاذري، فتوح، ص355.

([101]) البلاذري، فتوح، ص356.

([102]) البلاذري، فتوح، ص291.

([103]) أبو مسعود الكوفي، البلاذري، فتوح، ص291.

([104]) أبو مسعود الكوفي عن أشياخه، البلاذري، فتوح، ص291.

([105]) أبو مسعود الكوفي، البلاذري، فتوح، ص292.

([106]) القحذمي، ن. م، ص292.

([107]) القحذمي ن. م، ص362.


([108]) (قالوا)، البلاذري، فتوح، ص362.

([109]) (قالوا)، ن. م، ص362.

([110]) روح بن عبد المؤمن، ن. م، ص364.

([111]) البلاذري، فتوح، ص364.

([112]) البلاذري، فتوح، ص ص 273-274.

([113]) الوليد بن هشام، البلاذري، فتوح، ص346.

([114]) يحيى بن آدم، البلاذري، فتوح، ص288.

([115]) البلاذري، فتوح، ص288.

([116]) انظر: كيف منع أهل السواد من ذبح البقر لاستخدامها في الحرث والري، ابن رسته، الأعلاق، ص195، وكيف كان يكتب إلى عبد الملك بن مروان بكميات المطر الساقطة، انظر: الجاحظ، عمرو بن بحر (ت 255ه/943م) البيان والتبيين، دار الفكر العربي، نسخة مصورة، مكتبة المثنى، بغداد، ج3، ص235.

([117]) الطبري، تاريخ، ط. طهران، ج5، ص1272.

([118]) الطبري، تاريخ، ط. دار المعارف، ج8، ص252.

([119]) الجهشياري، محمد بن عبدوس (ت 331ه/943م)، الوزراء والكتاب، ط1، مطبعة البابي الحلبي، القاهرة، 1938م، ص61.

([120]) البلاذري، فتوح، ص289.

([121]) (حدثني مشايخنا)، البلاذري، فتوح، ص289.

([122]) انظر: محاولة المنصور لامتلاك ضياع في البطيحة، البلاذري، فتوح، ص365.

([123]) أبو عبيد، الأموال، ص104، 401.

([124]) (قالوا)، البلاذري، فتوح، ص338.

([125]) الدينوري، أبو حنيفة محمد بن داود (ت 282ه/895م)، الأخبار الطوال، ط1، تحقيق: عبد المنعم عامر، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، القاهرة 1960م. ص117.

([126]) بحشل، تاريخ واسط، ص37.

([127]) ابن قتيبة، عيون الأخبار، ج1، ص253.

([128]) الدوري، مقدمة في تاريخ صدر الإسلام، ص86.

([129]) يحيى بن آدم، البلاذري، فتوح، ص345.

([130]) أبو عبيدة عامر بن المثنى، البلاذري، فتوح، ص343.

([131]) البلاذري، فتوح، ص343.


([132]) سعيد بن سلمان، عن عباد بن العوام بن عوف الأعرابي، ن. م، ص343.

([133]) هشام ابن الكلبي، البلاذري، فتوح، ص343.

([134]) أبو عبيدة، البلاذري، فتوح، ص352.

([135]) عوانه، البلاذري، فتوح، ص351.

([136]) جماعة من أهل العلم، البلاذري، فتوح، ص351.

([137]) البلاذري، فتوح، ص351.

([138]) البلاذري، فتوح، ص352. ابن الفقيه، مختصر، ص190.

([139]) البلاذري، فتوح، 352.

([140]) توفي معقل في ولاية عبيد الله بن زياد في البصرة، البلاذري، فتوح، ص352.

([141]) البلاذري، فتوح، ص352.

([142]) (قال آخرون)، البلاذري، فتوح، ص352.

([143]) البلاذري، فتوح، ص ص 356-357.

([144]) ن. م، ص356- 357.

([145]) ن. م، ص360- 362.

([146]) ن. م، ص354.

([147]) ن. م، ص355، 356، 357.

([148]) ن. م، ص353.

([149]) ن. م، ص353.

([150]) الزبيري أبو عبدالله المصعب بن عبد الله (ت 236ه/851م)، نسب قريش، تصحيح ونشر، ليفي بروفنسال، دار المعارف، مصر، 1951م، ص148.

([151]) الزبيري، نسب قريش، ص148.

([152]) ابن حوقل، صورة الأرض، ص 235- 236. الاصطخري، مسالك، ص80- 81.

([153]) ليسترانج، بلدان الخلافة الشرقية، ص29.

([154]) ابن حوقل، صورة الأرض، ص236.

([155]) القحذمي، البلاذري، فتوح، ص350.

([156]) هشام الكلبي، البلاذري، فتوح، ص350.

([157]) هشام الكلبي، البلاذري، فتوح، ص350.

([158]) البلاذري، فتوح، ص348.

([159]) أبو عبيد، الأموال، ص401.

([160])الماوردي، الأحكام السلطانية، ص178. يحيى بن آدم، الخراج، ص29. الاصطخـري، مسالك، ص82.

([161]) الوليد بن هشام، البلاذري، فتوح، ص346.
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59