هويدي: "البصاص" الوظيفة الأبرز بمصر
ــــــــــــــــــــــ

8 / 12 / 1435 هــ
2 / 10 / 2014 م
ــــــــــــ



رأى الكاتب الصحافي المصري فهمي هويدي، أن المؤسسة الأمنية بمصر توسعت بشكل غير مسبوق في اختراق قطاعات المجتمع، ولم يعد دورها متقدمًا على السياسة والقانون معًا.
وقال هويدي: إن تطورًا حادثًا طرأ على الساحة الأمنية، وهو إضفاء الشرعية على دور "الأمنجية" إلى حد جعل من الانتساب إلى المؤسسة الأمنية والعمل معها من معايير الوطنية.
وفي مقال له على صحيفة الشروق بعنوان "أزهى عصور البصاصين"، أشار هويدي إلى أن الصحافي الذي كان يعمل لصالح الأجهزة الأمنية في السابق كان يخفي مهمته، وعندما يُكتشف أمره يصبح محلًّا للاحتقار والازدراء، بينما أصبح حاليًا أمرًا عاديًّا حتى على مستوى رؤساء التحرير، لافتًا إلى أن هذا الدور بات من الفضائل التي تنسب لصاحبه ويفتح له آفاق الترقي والثراء والشهرة ونيل الثقة، إلى الحد الذي جعل أحدهم يعلن خلال برنامجه التلفزيوني أنه بالفعل "أمنجي" ويفتخر بذلك.
وأشار هويدي إلى أن دور "الأمنجي" لم يعد مقصورًا على الإعلاميين، وإنما أرادت الأجهزة الأمنية تصديره للجامعات المصرية حيث يتم التنسيق مع الطلاب على الوشاية بزملائهم الذين يتظاهرون أو يقودون الحراك الثوري داخل الجامعات.
وأضاف الكاتب السياسي، أن الأمر سوف يتم أيضًا مع الأساتذة، حيث تم تخويل رئيس الجامعة سلطة فصل المشكوك في وطنيتهم دون عرضه على مجلس التأديب.
واختتم هويدي المقال بقوله: "هذه التفاصيل تستدعى أمامنا قضيتين؛ الأولى تتعلق بواقع يمثل تراجعًا عما توقعناه بعد ثورة 25 يناير 2011، وتمنينا أن ينسينا الذي فات ويطوي صفحته، والثانية تتعلق بالقيم التي نربي عليها الأجيال الجديدة التي تهيأ لدور الأمنجية في الجامعات، وهي التي نراهن على دورها في إقامة المجتمع الديمقراطي القوي، الذي قضينا أعمارنا ونحن نحلم به، وربما رحلنا عن الدنيا دون أن نراه بأعيننا ونلمسه بأناملنا".
------------------------------------