عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-17-2013, 07:25 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,154
ورقة الإباضية بين البدعة والضلال


الإباضية بين البدعة والضلال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

11 / 11 / 1434 هـ
17 / 9 / 2013 م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

http://taseel.com/UploadedData/Pubs/Photos/_3041.jpg




تعتبر الإباضية من أكبر وأهم فرق الخوارج , حيث لا يزال لها أتباع ومعتنقون حتى الآن في أماكن كثيرة من العالم, ومع أن أتباعها ينفون باستمرار نسبتهم للخوارج, إلا أن كثيرا من الأفكار والمعتقدات في كثير من المسائل تؤكد انتسابهم وصلتهم بالخوارج.

والخوارج كما يعلم القارئ فرقة كبيرة من الفرق الاعتقادية, تمثل حركة ثورية عنيفة في تاريخ الإسلام السياسي, وقد شغلت الدولة الإسلامية فترة طويلة من الزمن, وقد بسطوا نفوذهم السياسي على بقاع واسعة من الدولة الإسلامية في المشرق والمغرب العربي, وسموا بالخوارج لخروجهم على علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

المؤسس وأبرز الشخصيات:
----------------

تنسب الإباضية إلى عبد الله بن يحيى بن إباض المري من بني مرة بن عبيد, وينسب إلى بني تميم, ويرجع نسبه إلى إباض وهي قرية العارض باليمامة، وقد عاصر معاوية وتوفي في أواخر أيام عبد الملك بن مروان.

ويعتبر الإباضية جابر بن زيد الأزدي, كونه زعيم الإباضية حسب مصادرهم, فيقدمونه على كل أحد ويروون عنه مذهبهم, يعد من أوائل المشتغلين بتدوين الحديث آخذاً العلم عن عبد الله بن عباس وعائشة و أنس بن مالك وعبد الله بن عمر وغيرهم من كبار الصحابة، مع أن جابرا قد تبرأ منهم.

أبو عبيدة مسلمة بن أبي كريمة: من أشهر تلاميذ جابر بن زيد، وقد أصبح مرجع الإباضية بعده مشتهراً بلقب القفاف توفي في ولاية أبي جعفر المنصور.

الربيع بن حبيب الفراهيدي الذي عاش في منتصف القرن الثاني للهجرة وينسبون له مسنداً خاصاً به مسند الربيع بن حبيب وهو مطبوع ومتداول.

هل الإباضية من الخوارج؟
----------------

اتفقت كلمة علماء الفرق على عد الإباضية فرقة من فرق الخوارج وإن حاول البعض نفي ذلك (كأبي اسحاق أطفيش ويحيى معمر الذي هاجم جميع علماء الفرق واعتبر عد الإباضية من الخوارج ظلما وخطأ تاريخيا كبيرا), ولم يقتصر ذلك على المخالفين للإباضية, بل إن بعض علماء الإباضية المتقدمين يعتبرون الإباضية من الخوارج, ولا نجد في كلامهم ما يدل على أي كراهية لعد الإباضية فرقة من الخوارج.

أهم عقائدهم
-------

بالنسبة للإلهيات:
ــــــــــــــــــــ

فالإباضية في موضوع صفات الله تعالى على قسمين: فريق نفى الصفات نفيا تاما خوفا من التشبيه بزعمهم, والفريق الآخر يرجعون الصفات إلى الذات, فيقولون: إن الله تعالى عالم بذاته وسميع بذاته, فالصفات عندهم هي عين الذات موافقين بقولهم هذا المعتزلة والأشاعرة, وهو في الحقيقة نفي للصفات مغطى بحيلة إرجاعها إلى الذات, وهذا مخالف لمذهب السلف الذين يثبتون الصفات لله تعالى كما وصف نفسه في القرآن والسنة من غير تشبيه ولا تحريف ولا تكييف ولا تمثيل كما قال أهل السنة والجماعة.

وفي عقيدة الإباضية في استواء الله تعالى وعلوه ما يخالف أهل السنة والجماعة, فقد فسروا الاستواء باستواء أمره وقدرته فوق خلقه, وهم يزعمون أن الله تعالى لا يختص بجهة أبدا فهذا مستحيل, وبالتالي فهو سبحانه في كل مكان, وهذا بلا شك قول غلاة الجهمية, وهو مخالف للمنهج الشرعي الذي يمنع التأويل في المسائل الاعتقادية.

وفي صفة الكلام لله تعالى يخالف الإباضية أهل السنة ويوافقون المعتزلة بقولهم: إن القرآن مخلوق, بل ذهب بعض علمائهم كابن جميع والورجلاني أن من لم يقل بخلق القرآن فليس منهم, ومن المعلوم أن منهج السلف واضح من هذه القضية, فقد وقف الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى موقفا يشهده التاريخ في التصدي لهذه المسألة, مثبتا أن القرآن كلام الله تعالى.

وأما موضوع الغيبيات:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

فقد أنكر بعض الإباضية عذاب القبر ونعيمه موافقين بذلك للخوارج, بينما عقيدة السلف ثبوت عذاب القبر ونعيمه بنصوص كثيرة من الكتاب والسنة .

وأما الميزان الذي جاءت النصوص الشرعية باثباته, فإن الإباضية تنكر الميزان بهذا الوصف, فهم يثبتون وزن الله تعالى للنيات والأعمال بمعنى تمييزه بين الحسن منها والسيئ فقط دون إثبات الكفتين الحقيقيتين للميزان, وكذلك يفعلون بالصراط فهو عندهم ليس بجسر على جهنم.

وفي باب رؤية الله تعالى يوم القيامة:

أنكر الإباضية هذه الرؤية لأن العقل - كما يدعون – يحيل ذلك ويستبعده ,مستدلين بقوله تعالى: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) وقوله تعالى (قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني) والحقيقة أن هذه الأدلة مؤولة حسب هوى الإباضية في نفي الرؤية, فالآية الأولى ليس فيها نفي الرؤية بل نفي الإحاطة والشمول, والآية الثانية تختص بالدنيا لا بالآخرة, فالرؤية عند السلف أمر معلوم من الدين بالضرورة, لا يماري فيها أحد بعد ثبوتها في الكتاب والسنة.

أما مرتكب الكبيرة عندهم فهو كافر كفر نعمة أو كفر نفاق ولا يخرج من الملة, والناس عند الإباضية ثلاثة أصناف: مؤمنون أوفياء بإيمانه, ومشركون واضحون في شركهم, وقوم أعلنوا كلمة التوحيد وأقروا بالإسلام لكنهم لم يلتزموا به سلوكاً وعبادة فهم ليسوا مشركين لأنهم يقرون بالتوحيد، وهم كذلك ليسوا بمؤمنين لأنهم لا يلتزمون بما يقتضيه الإيمان، فهم إذن مع المسلمين في أحكام الدنيا لإقرارهم بالتوحيد وهم مع المشركين في أحكام الآخرة لعدم وفائهم بإيمانهم ولمخالفتهم ما يستلزمه التوحيد من عمل أو ترك.

يعتقدون بأن مخالفيهم من أهل القبلة كفار غير مشركين، ومناكحتهم جائزة وموارثتهم حلال، وغنيمة أموالهم من السلاح والخيل وكل ما فيه من قوة الحرب حلال وما سواه حرام.

موقفهم من الصحابة عجيب ومريب, ففي حين يترضون عن أبي بكر وعمر, فإنهم يتكلمون عن عثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين, ورغم نفي بعضهم لهذا الموقف إلا أن كتبهم مليئة بالذم والسب على عثمان وعلي رضي الله عنهما ككتاب كشف الغمة وكتاب الأديان لمؤلفين إباضيين.

الجذور العقائدية:
ــــــــــــــــــــــ

يعتمد الإباضيون في عقيدتهم على الكتاب والسنة (مسند الربيع بن حبيب) والرأي والإجماع, وقد تأثروا بمذهب أهل تأثرا كبيرا, فهم يقفون عند بعض النصوص الدينية موقفا حرفيا ويفسرونه تفسيرا ظاهريا, كما تأثروا بالمعتزلة بمسألة خلق القرآن.

أماكن النفوذ والانتشار:
-------------

أول نشأة للإباضية بدأت في البصرة وما حولها ثم في عُمان وخراسان، تبعًا لفلول الخوارج في عهد الدولة الأموية, ولكنها تركزت فيما بعد في عُمان, وقد قامت للإباضية دولة مستقلة في عُمان وتعاقب على الحكم فيها إلى العصر الحديث أئمة إباضيون منهم الجلندي بن مسعود وأحمد بن سعيد الذي بويع إماما سنة 1161هجرية.

وفي الشمال الإفريقي ظهرت أول حركة للإباضية على يد الحارث وعبد الجبار اللذين واجها الدولة الأموية في عهد مروان بن محمد, وفي عهد الدولة العباسية أعلن عبد الأعلى بن السمح الخروج على الدولة العباسية بعد أن دانت له طرابلس والقيروان وبرقة وفزان, وأقام دولة (بني رستم الإباضية) الرستمية حتى أنهى حكمهم العبيديون الفاطميون.

حكم الشريعة الإسلامية فيهم:
------------------

بما أن الإباضية فرقة من الخوارج فحكمهم حكم الخوارج الذي تباينت فيه الآراء:

فقد عامل علي رضي الله عنه الخوارج بعد معركة النهروان، معاملة البغاة، فلم يكفرهم و منع جنده من تعقب فاريهم والإجهاز على جريحهم ولم يسبهم، ولم يقسم جميع أموالهم و لم يحل شيء منها باتفاق الأئمة, كما في سنن البيهقي ومصنف عبد الرزاق بسند صحيح.

و قد ثبت إسلامهم من قول علي رضي الله عنه فيما أخرجه ابن أبي شيبة بإسناد رجاله ثقاة عن طارق بن شهاب قال: كنت عند علي فسُئل عن أهل النهر أهم مشركون؟ قال: من الشرك فروا، قيل فمنافقون هم؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً، قيل له: فمن هم؟ قال: قوم بغوا علينا فقاتلناهم.

وهناك من أهل العلم من يقول بتكفيرهم، حيث نظر الذين كفروا الخوارج أو كفروا بعضهم ومنهم الإباضية إلى ما أحدثوه من عقائد وأحكام مخالفة لما هو معلوم من الدين بالضرورة مستدلين بالحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (يخرج في هذه الأمة قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم –أو : حناجرهم– يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، فينظر الرامي إلى سهمه، إلى نصله، إلى رصافه؛ فيتمادى في الفوقة هل علق بها من الدم شيء)

و ممن تورع عن تكفيرهم: الخطابي و ابن بطال كما في فتح الباري, والشاطبي في الاعتصام والشافعي كما ذكر ذلك صاحب كتاب آراء الخوارج و شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة.

والرأي اليوم مناقشتهم ومحاورتهم ما دام هناك قابلية لذلك, فقد حاورهم عبد الله بن عباس في زمن علي رضي الله عنهما, ولا بأس بحوارهم وارجاعهم إلى حضن السنة والجماعة ما أمكن, فهذا هو الهدف الأسمى في الإسلام, خاصة إن وجد من يرغب بذلك من أهل العلم فيهم, فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: (لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم).

ــــــــــــــ

الفهارس

الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة

الملل والنحل للشهرستاني

مقالات الإسلاميين للأشعري

فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام للدكتور غالب عوجي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التأصيل للدراسات
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59