الخميس الفجر كان ميعاد مش معمول حسابه مع ناس كتير .. ميعاد نهاية مع البعض وميعاد بداية مع البعض الآخر.. نهاية لحياة ناس علي الأرض .. و بداية حياه أخرى مجهولة منتظرك فيها عملك في الدنيا .. فيه طيار شاب بدل الرحلة مع طيار تاني كان مفروض يطير الرحلة دي و حصلت ظروف منعته .. فيه ناس غيرت ميعاد سفرهم يوم قبل أو بعد الحادث لظروف مختلفة (لسه ميعادهم مجاش) .. فيه عيلة كاملة كانوا سوا علي الطيارة المنكوبة .. فيه أم كانت راجعة مع بنتها بعد ما اشترت فستان فرحها .. فيه واحدة كانت بتتعالج من مرض السرطان برفقة زوجها تاركين ٣ أطفال مع جدتهم بقالها شهر وكان ميعاد رجوعها حسب قول احد المقربين علي الطائرة التي لم ولن تعود .. أكيد كل حسابتها كانت إن السرطان هو اللي هينهي حياتها ولم تكن تعلم أن حياتها سوف تنتهي علي الطيارة دي .. بقا في شر منتشر في كل مكان في العالم وفي كل وقت .. قصص كتير موجودة في حادث سقوط طيارة مصر للطيران اللي كانت جاية من باريس .. وأسئلة كتير بتدور ففلك دماغي عن الوقت اللي ربنا إختار فيه كل فرد منها .. العروسة اللي لسه هتبدأ حياة جديدة .. واللي أخدت علاجها و في طريق العودة هي وزوجها .. أسرة كاملة ربنا أراد إن ميخليش حد فيهم يتعذب بوجع فراق التاني .. و غيره و غيره دول ٦٦ فرد .. ب ٦٦ حكاية .. كان ممكن أي حد فينا يكون على ميعاد مش معمول حسابه جوه الطيارة دي ...
فيه درس ورسالة بتطاردني من ساعة ما قريت الخبر إمبارح الصبح .. أقف لحظة واحسبها صح .. ما تضيعش وقت لأنه ما فيش وقت (أحسن فيما بقى ، يغفر الله لك ماقد مضى وما بقى
فإنك إن أسأت فيما بقى أُخذت بما مضى وما بقى) ..
أهدى وفكر بعيد عن دوشة ولبخة الحياة اليومية السريعة .. اعمل جرد لحياتك .. رتب اولوياتك .. صفي حساباتك مع الناس بحيث ما تكونش مديون .. ظبط امورك و كأنك هتسيب العالم بعد دقيقتين .. مش قرنين .. خللي عينك فوق علي السما و اختار الغالي .. و شيل عينك عن الرخيص اللي تحت و سيبك من الفاني .. وخليك عارف أن اللي ربنا كاتبهولك هو اللي حيكون .. و كل شيء بميعاد ..
تخيلوا الفزع و الخوف و التفكير اللي مرو بيه و هم بيتفرجوا علي مراحل موتهم سواء كانوا أفراد أو فزع و خوف الأسرة اللي شايفين الموت في عيون بعض ولا حول ولا قوه إلا بالله .. موت جماعي مش فردي ...
مع كل تخيل ليكوا ادعوا ربنا يرحمهم جميعا و يأنس وحشتهم و يجعل الفزع والرعب و الخوف اللي شافوه في مراحل موتهم المختلفه سواء جسدي أو نفسي شفيع ليهم يوم القيامة ...
✍ منقول
ولا تدري نفس ماذا تكسب غدا...ولا تدري نفس بأي أرض تموت