قاتلي أنتَ!
قاتلي أنتَ- د.أيمن أحمد رؤوف القادري
10-2-2012
-1-
قاتلي أنتَ
وإنْ ذابَتْ على الخدِّ الـمُقَلْ
وتلقَّفْتَ يميني بالقُبَلْ
قاتلي أنتَ
وإنْ أطربْتَ سَمْعي بالـجُمَلْ
وزَرَعْتَ الـعِزَّ قُربي والأَمَلْ
قاتلي أنتَ
وإنْ ودَّعْتَ أطيافَ الوَجَلْ
وتشجَّعْتَ بوصفي بالبطَلْ
قاتلي أنتَ
اعترِفْ قُلْ لي: أجَلْ
لا تقلْ: يمنعُني بعضُ الخجلْ!
-2-
قد مضى العامْ
كلُّ أطفالي يجوبونَ الشَّوارِعْ
بنُفوسٍ لا تُضامْ
والـهُتافاتُ تُصدَّتْ للمَدافِعْ
والزّغاريدُ رِياحٌ وزوابِعْ
أبَتِ الدَّمعَ الـمَدامِعْ
وعُيونُ الـحُرِّ باتتْ لا تنامْ
نَنْسجُ الـمَجْدَ، نُقارِعْ
نتحدّى ونُصارِعْ
دَينَصوراتٍ جَعلْناها ضفادِعْ
والــنَّقيقُ الآنَ يَعروهُ السّقامْ
رُوحُ نَـمرودٍ تُـنازِعْ
جُندُ فِرعَونَ يخافُونَ الـمَصارِعْ
يتفادَونَ الرَّدى في كُلِّ شارِعْ
أُخمِدَتْ نارُكَ يا كِسْرى
ونورُ الـحقِّ قامْ
أشرقَتْ يَرمُوكُ، واحمرَّ الـحُسامْ
وتقولُ القادِسِيَّهْ:
أنذا أبزغُ شمساً عربِيَّهْ
-3-
إنّـــما أنتَ!
أنتَ...
صفَّقْتَ بأطرافِ الأصابِعْ
وتمدَّدْتَ على حُرِّ الـمَخادِعْ
تعصِرُ الدَّمعَ لدى عَرضِ الوقائِعْ
ثُمَّ تنساها، وتفترُّ المباسِمْ
لا تُخادِعْ
لا تُخادِعْ
أنتَ آثِمْ
قاتلي أنتَ
وإنْ شنَّفْتَ في مَدْحي الـمَسامِعْ
-4-
كنْ مَعي في خنْدَقي
اِملأِ الرَّشاشَ مِنْ فَيضِ رَصاصٍ مُحرِقِ
واحملِ الـمِجْذافَ تُنْقِذْ زَورَقي
لا تَدَعْ سِكِّينَ نَحْرٍ تَتهدَّدْ عـُــنُقي
وإذا مُتُّ فَـلَملِمْ مِزَقي
قبلَ أن يأتيَ بَعْضٌ مِنْ كِلابِ الـنَّزِقِ
اِقطَعِ الكفَّ الّتي تُحرِقُ بَيتي
اِمنَعِ القَبضةَ أنْ تَخنقَ صوتي
اُشنُقِ الـمُجرِمَ إذ قطَّعَ أُختي
ودنا مِنْ عِرْضِ بِـنْــتِي
أو...
تجلْبَبْ- يا أخا العُرْبِ- بِصَمْتِ
أنتَ شارَكْتَ بِموتي
وحَفَرْتَ القَبرَ تَحتي
وأنا....
عاتَبْتُ أُمِّي كُلَّ وَقْـــتي:
«أوما قُلْتِ:
سيأتي
اُعذريني، ليسَ يأتي!!!»
آخر تعديل بواسطة مطر وقمح ، 02-11-2012 الساعة 11:29 PM
|