عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-27-2017, 08:54 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي

قمة الارض في نيروبي 1982 :([37]) لأول مرة يقام المؤتمر الدولي للمناخ فى القارة الافريقية حيث كان فى مدينة نيروبى عاصمة كينيا التى تقع شرق افريقيا , ولم تكن هذه القمة ذو اهمية كبيرة وكان التمثيل فيها ضئيل , والقرارات ضعيفة , ويمكن ارجاع ذلك بسبب موقع المؤتمر ، وبعد مرور عقد على مؤتمر ستوكهولم، فقط تم تنفيذ خطة العمل جزئيا، ولا يمكن اعتبار نتائج مرضية، ويرجع ذلك أساسا إلى عدم كفاية بصيرة وفهم الفوائد طويلة الأمد لحماية البيئة، لعدم كفاية التنسيق بين النهج والجهود، وعدم توفر توزيع الموارد ,فلم يكن هناك تأثير على المجتمع الدولي ككل .
واحتفالا بالذكرى العاشرة لانعقاد مؤتمر ستوكهولم، عقد مجلس إدارة برنامج الأمم المتحدة للبيئة دورة ذات طابع استثنائي في نيروبي في أيار/مايو 1982. وقد أتاحت هذه الدورة فرصة فريدة للجمع ما بين جيل جديد من صناع القرارات البيئية من مختلف أنحاء العالم من أجل إعادة بث الحيوية من جديد في جدول أعمال البيئة وسياساتها ومؤسساتها المعيارية في ضوء الخبرة المكتسبة في السبعينيات وتحديات الحاضر البازغة. واعتمد مجلس الإدارة في نهاية الدورة ذات الطابع الاستثنائي قرارا يستشهد بإنجازات الأمم المتحدة في تنفيذ خطة عمل ستوكهولم والتحديات التي واجهها المجتمع الدولي.
طلبت الجمعية العامة، في قراراها 38/161 المؤرخ 19 كانون الأول/ديسمبر 1983، من اللجنة العالمية المعنية بالبيئة والتنمية أن تقترح استراتيجيات بيئية طويلة الأجل لإنجاز التنمية المستدامة بحلول عام 2000 وما بعده. وطلب إلى اللجنة أن تنظر في السبل والوسائل التي يستطيع المجتمع الدولي أن يعالج بها الشواغل المتعلقة بالبيئية والتنمية بشكل أكثر فعالية. وقدمت اللجنة في عام 1987، أي بعد ثلاث سنوات من العمل، مقترحات وتوصيات شاملتين للنهوض بالتنمية المستدامة .
قمة الارض في ريودى جانيرو ( البيئة والتنمية ) 1992 : ([38]) روجت الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في مؤتمراتها و ندواتها و منشوراتها غير أنها لم تنجح في تحقيق هذا النمط من التنمية المستدامة عبر برنامج تعاونها الأنمائي مع الدول النامية فالجنوح نحو التنمية المستدامة نحو الأهتمام البيئي البحت علي حساب الشاغل الاقتصادي الأنمائي هو فى الحقيقة من الأولويات البيئية الخاصة بالدول الصناعية المتطورة و هذا هو مصدر قلق البلدان النامية.
و قد تحملت الأمم المتحدة مسئولية مشروع التنمية المستدامة علي الصعيد العالمي و خاصة خلال السنوات ال 15 الماضية و تحديدا منذ قمة الأرض 1992 الذي عقد في البرازيل في ريو دي جانيرو فقد حضر هذا المؤتمر اعداد غير مسبوقة من ممثلي الدول و الحكومات و المجتمعات المدنية و الأقتصادية حيث حضر المؤتمر 176 دولة و 1400 منظمة غير حكومية.
لقد كانت جميع المؤشرات تنبئ بان هذه القمة سوف تكون ناجحة .. حيث هناك نوعا من الاستقرار السياسي في العالم و النمو الاقتصادي الجيد و انخفاض عام في اسعار الوقود الاحفوري .. و وجود تخوفات من تقييد البيئة لنمو البلدان خاصة النامية فجائت هذه القمة كما كان متوقعا نجاحا ساحقا على جميع الاصعدة وتعد لغاية الان اكبر قمة للعالم على الاطلاق ، فقد حقق المؤتمر سبعة نتائج رئيسية هي:
1- أعلان ريو حول البيئة و التنمية.
2- أجندة 21( جدول اعمال القرن 21 ) هي صيغة شبه نهائية حول البيئة و التنمية في القرن الواحد و العشرين.
3- أثنين من المعاهدات الدولية الرئيسية و هما معاهدة الأمم المتحدة الأطارية حول تغيير المناخ (UNFCCC) و معاهدة التنوع البيولوجي (CBD)
4- أنشاء مفوضة التنمية المستدامة (CDS)
5- الأتفاق علي مناقشة معاهدة عالمية لمكافحة التصحر.
6- اعلان المبادئ حول أدارة الغابات المستدامة.
7- أكدت قمة ريو علي مبادئ مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة الأنسانية ( قمة اسنوكهولم 1972) و التي ركزت علي أن التنمية المستدامة محورها هو الأنسان و الاهتمام به .
قمة الارض جوهانسبرغ (التنمية المستدامة ) 2002 ([39]) : انعقد هذا المؤتمر في جنوب افريقيا وقد حضره عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات اعضاء الوفود الوطنية و قيادات من المنظمات الغير حكومية وقد ركز المؤتمر ف افتتاحه علي عدد من النقاط حول القضايا الهامة اهمها :
1- اهمية تقليص الفجوة فيما بين دول الشمال والجنوب .
2- توفير الامكانات المادية والبشرية للقضاء علي افة الفقر الذي يعتبر عدوا للتنمية المستدامة في الدول الفقيرة واهمية التضافر العالمي للقضاء علي تلك الافة .
3- اعتبار مؤتمر القمة للتنمية المستدامة في جوهانسبرغ هو امتداد لمؤتمر ريو 1992 الذي تمخض عنه اجراءات يجب علي الدول اتخاذها حيث سيتم في هذا المؤتمر مراجعة ما تم عمله خلال العشر سنوات الماضية من تحقيق لاجندة القرن (21) ومدي وفاء الدول بالتزامها .
4- اهمية وجود اتفاق للدول علي خطة للعمل تخرج من مؤتمر جوهانسبرغ تعمل علي تحقيق التنمية المستدامة
ï»*ï»´ï؛کï»، ï؛کï؛¼ï»¤ï»´ï»، ï؛¨ï»پï؛” ï؛*ï»*ﻫï؛ژﻨï؛´ï؛’ï؛*غ ï»ںï»*ï؛کﻨﻔﻴï؛« ﻜï؛ˆï»پï؛ژï؛* ﻋﻤل ï»ںï؛کﻨﻔﻴï؛« ï؛چï»»ï»ںï؛کï؛¯ï؛چﻤï؛ژï؛• ï؛چï»ںﻤï؛کﻔﻕ ﻋï»*ﻴﻬï؛ژ ﻓﻲ ï؛چï»·ï؛´ï؛ژï؛± ï؛’ﻤï؛…ï؛کﻤï؛* ï؛چﻷﻤï»، ï؛چï»ںﻤï؛کï؛¤ï؛©ï؛“ ï؛چï»ںﻤﻌﻨﻲ ï؛’ï؛ژï»ںï؛’ï»´ï؛Œï؛” ï»*ï؛چï»ںï؛کﻨﻤﻴï؛” ï»*ï؛کï؛کﻀﻤﻥ ﻓï؛¼ï»*ï»» ï؛¤ï»*ل : ï؛چï»ںï»کﻀï؛ژï؛€ ﻋï»*ï»° ï؛چï»ںï»”ï»کï؛*، ï»* الاستهلاك ï»*ï؛چﻹﻨï؛کï؛ژï؛‌، ï»*ï»—ï؛ژﻋï؛©ï؛“ ï؛چï»ںﻤï»*ï؛چï؛*ï؛© ï؛چï»ںï»پï؛’ﻴﻌﻴï؛”، ï»*ï؛چï»ںï؛¼ï؛¤ï؛”، ï»*ï؛چï»ںï؛©ï»*ل ï؛چï»ںï؛*ï؛¯ï؛*ï»´ï؛” ï؛چï»ںï؛¼ï»گï»´ï؛*ï؛“ ï؛چï»ںﻨï؛ژﻤﻴï؛”، ï»*ï؛ƒï»“ï؛*ï»´ï»کï»´ï؛ژ، ï»*ï؛چï»ںﻤï؛’ï؛ژï؛©ï؛*ï؛چï؛• ï؛چﻹﻗï»*ﻴﻤﻴï؛” ï؛چï»·ï؛¨ï؛*ﻯ، ï»*ï؛´ï؛’ل ï؛چï»ںï؛کﻨﻔﻴï؛«، ï»*ï؛چﻹï»پï؛ژï؛* ï؛چï»ںﻤï؛…ï؛´ï؛´ï»² . ï»*ï»´ï؛¤ï؛©ï؛© ï؛‡ï»‹ï»¼ï»¥ ï؛*ï»*ﻫï؛ژﻨï؛´ï؛’ï؛*ï؛‌ ï؛چï»ںﻤï؛´ï؛ژï؛* ï؛چï»ںï؛«ï»± ï»´ï؛کï»، ï؛چï؛کï؛¨ï؛ژï؛«ï»© ﻤﻥ ﻤï؛…ï؛کﻤï؛* ï؛چﻷﻤï»، ï؛چï»ںﻤï؛کï؛¤ï؛©ï؛“ ï؛چï»ںﻤﻌﻨﻲ ï؛’ï؛ژï»ںï؛’ï»´ï؛Œï؛” ï»*ï؛چï»ںï؛کﻨﻤﻴï؛” ï؛‡ï»ںï»° ﻤï؛…ï؛کﻤï؛* ï؛چï»ںï»کمة ï؛چï»ںﻌï؛ژï»ںﻤﻲ ï»ںï»*ï؛کﻨﻤﻴï؛” ï؛چï»ںﻤï؛´ï؛کï؛©ï؛چﻤï؛” ï»*ï»´ï»*ï»کﻲ ï؛چï»ںﻀï»*ï؛€ ﻋï»*ï»° ï؛چï»ںï؛کï؛¤ï؛©ï»´ï؛ژï؛• ï»*ﻴﻌï؛*ï؛ڈ ﻋﻥ ï؛چï»»ï»ںï؛کï؛¯ï؛چï»، ï؛’ï؛ژï»ںï؛کﻨﻤﻴï؛” ï؛چï»ںﻤï؛´ï؛کï؛©ï؛چﻤï؛” ï»*ï»´ï؛…ﻜï؛© ﻋï»*ï»° ï؛ƒï»«ï»¤ï»´ï؛” ï؛کﻌï؛©ï؛©ï»´ï؛” ï؛چï»·ï»پï؛*ï؛چﻑ ï»*ï»´ï؛…ﻜï؛© ﻋï»*ï»° ï؛چï»ںï؛¤ï؛ژï؛*ï؛” ï؛‡ï»ںï»° ï؛چï»ںï؛کﻨﻔﻴï؛« .
قمة الارض ريو+20 (الاقتصاد الاخضر ) 2012([40]) : استضيف مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة؛ ريو +20 ، في ريو دي جانيرو- البرازيل، في الفترة من 20 إلى 22 يونيو 2012م. حيث ضم مائة من رؤساء الدول والحكومات، وآلاف المشاركين من الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية ومجموعات أخرى، لتشكيل استراتيجيات للحد من الفقر، والنهوض بالعدالة الاجتماعية، وضمان حماية البيئة للوصول إلى المستقبل الذي نصبو إليه.
وقد تم تنظيم مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (UNCSD) تنفيذا لقرار الجمعية العامة 64/236 حيث انعقد في البرازيل في 20-22 يونيو 2012 للاحتفال بالذكرى العشرين لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية (UNCED)، في ريو دي جانيرو، والذكرى العاشرة لمؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة في جوهانسبرغ.
وركز المؤتمر على موضوعين هما:
(أ) الاقتصاد الأخضر في سياق التنمية المستدامة للقضاء على الفقر.
(ب) الإطار المؤسسي للتنمية المستدامة. وقد أبرزت الأعمال التحضيرية لمؤتمر ريو +20 سبعة مجالات ذات أولوية والتي تحتاج إلى عناية، والتي تشمل وظائف لائقة، والطاقة، والمدن المستدامة، والأمن الغذائي والزراعة المستدامة، والمياه، والمحيطات ومخاطر الكوارث.
وتم تنظيم أكثر من 500 حدث جانبي من قبل الحكومات والمجموعات الرئيسية والمنظمات من منظومة الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى انعقدت في ريودي جنيرو خلال اللجنة التحضيرية الثالثة (13-15 يونيو)، وأيام الحوار حول التنمية المستدامة (16-19 يونيو) والقمة (20-22 يونيو). وتمخض عن المؤتمر وثيقة سياسية مركزة، سميت المستقبل الذي نصبو إليه.
الفصل الثاني :دراسة حالة لتجارب دول العالم المتقدم والنامي في الطاقة المتجددة
الطاقة …الهاجس الاكبر للانسان في القرن الحادي والعشرين …فالجميع يتحدث عن نقص متوقع في الطاقة وازمات وصراعات بسبب الطاقة ، وربما حروب على مصادر الطاقة التي تنضب مواردها – الغير متجددة – بمرور الوقت . بجانب هذا يتحدث الجميع عن البيئة وتدميرها في سعي الانسان نحو الطاقة واستغلالها من اجل رفاهيته ، وفي ظل الصراع القائم بين البحث عن الطاقة والتوسع في تدمير البيئة ، وبين الحفاظ على البيئة والحد من الطاقة وبالتالي رفاهيه البشر…سعت العديد من دول العالم المتقدم والنامي على حد سواء للمضي نحو الاعتماد على الطاقات النظيفة الجديدة والمتجددة في توليد الكهرباء والطاقة وذلك لحماية البيئة من الانبعاثات الكربونية التي باتت تهدد كوكبنا كوكب الارض نتيجة ما تسببه من توسع في ثقب الاوزون وزيادة حجم الاشعاعات الفوق بنفسيجية فاصبح على جميع دول المجتمع الدولى التكاتف من اجل حماية البيئة وايضا من اجل الحفاظ على ثروات الطاقة الغير متجددة من النضوب حفاظا عليها للاجيال القادمة وايضا من اجل ضمان استمرار توليد الطاقة حتي يتم التوسع في مجال الاعتماد على الطاقة المتجددة بشكل كبير املين في الاعتماد عليها بشكل كلى في توليد الكهرباء ….. وبناء على ذلك سعت دول عديدة في مجال البحث والسعي نحو توليد الكهرباء بالاعتماد على الطاقة المتجددة وقدمت بعض الدول نماذج ناجحة بشكل كبير واستطاعت الاعتماد على الموارد الطبيعية النظيفة في توليد الطاقة والكهرباء ؛ ولذلك كان لابد لنا ان نلقي بالضوء على مثل هذه النماذج الناجحة من تجارب الدول في استخدام الطاقة المتجددة ..وسوف يتم تقسيم الدراسة في هذه الجزئية الى تجارب دول العالم المتقدم وتجارب دول العالم النامي حيث كان جدير بالذكر ان نشير الا انه بات على جميع الدول – بجميع امكانياتها سواء المحدودة (الدول النامية ) او الامكانيات الكبيرة (الدول المتقدمة)– الالتزام بحماية البيئة وفقا لبرامج الامم المتحدة في مجال البيئة ووفقا لاهداف الامم المتحدة في التنمية المستدامة ، وينبغي ان نشير انه تم تقسيم الدول موضع الدراسة لمتقدمة ونامية بناء على مستوى دخل الفرد ، والناتج المحلى الاجمالى (GDP) …., وسوف نقوم بعرض هذه التجارب كدراسة حالة من اجل التطبيق على مصر .
المبحث الاول : دراسة حالة الدول المتقدمة – في استخدام الطاقة المتجددة
اولا: تجربة المانيا (([41] :
تقع المانيا في وسط اوروبا تحدها من الشمال كل من بحرى البلطيق وبحر الشمال والدنمارك ، ومن الغرب كل من بلجيكا ولكسمبورغ وفرنسا ، ومن الجنوب سويسرا والنمسا ، ومن الشرق التشيك وبولندا ، وتبلغ مساحتها 356850 كيلومتر مربع ،ويبلغ عدد سكانها حوالى 81 مليون نسمة …وتعتبر المانيا من الدول الصناعية الهامة في العالم مما ادي الى نشاة وتعقد المشكلات ببيئتها ،ولحل المشاكل البيئية تحاول المانيا استخدام الطاقة المتجددة مستغلة في ذلك الازدهار الذى تشهده هذه الطاقة بها , فتبزغ التجربة الألمانية في مجال الطاقة كأمل جديد لحل أزمة الطاقة والحفاظ على بيئة نظيفة في الوقت ذاته.(Energiewende) هو الشعار الذي رفعته ألمانيا عام 2010 في مجال الطاقة، والذي يعني بالعربية “ثورة الطاقة”. حيث قررت الحكومة الألمانية القيام بثورة في مجال الطاقة عبر التحول من الاعتماد على الوقود الأحفوري كمصدر للطاقة إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة النظيفة بشكل رئيسي بحلول منتصف القرن الحادي والعشرين. وذلك من أجل الحفاظ على بيئة نظيفة مستدامة عبر خفض نسبة “غازات الاحتباس الحراري” (Green house Gases) عن مثيلتها عام 1990 بنسبة 40% بحلول عام 2020، وزيادة نسبة الانخفاض حتى تصل إلى 80% عام 2050.
قد تبدو تلك الثورة صعبة ومستحيلة خاصة في أكبر دولة صناعية بقارة أوروبا، وأحد أكبر الاقتصاديات الصناعية في العالم؛ حيث تعد مسألة الطاقة وتوفيرها مسألة بقاء وإثبات وجود. لكن الألمان مقتنعون أنهم قادرون على فعلها؛ خاصةً وأنه في عام 2011 بلغت مصادر الطاقة المتجددة ما يقارب 20% من إنتاج الطاقة بألمانيا، بعد أن كانت 6% فقط عام 2000.
إن التحديات الرئيسية التي تواجه ثورة الطاقة تلك تكمن في بناء محطات لتوليد الكهرباء اعتماداً على موارد متجددة للطاقة على نطاق واسع، وبكلفة معقولة ومقبولة، بجانب العمل على ترشيد وخفض استهلاك الطاقة. كل هذا مع عدم المساس بالطاقة الموجهة للصناعة الألمانية التي يقوم عليها الاقتصاد الألماني –والمتوفرة حالياً بكميات معقولة وبسعر مقبول.
وقد زادت تلك التحديات جسامة وصعوبة بعد اتخاذ الحكومة الألمانية إجراءات حاسمة تجاه الاعتماد على الطاقة النووية كمصدر لتوليد الكهرباء بعد كارثة مفاعل “فوكوشياما” الياباني. فقد قامت الحكومة الألمانية بإغلاق أقدم 8 مفاعلات نووية بالبلاد، والسير في خطة ممنهجة لإغلاق 9 مفاعلات نووية هي المتبقية بالبلاد بحلول عام 2022. مما حدا بالحكومة الألمانية اللجوء إلى حرق الفحم خاصة فحم “الليجنيت” –والذي يعد أقذر أنواع الوقود الأحفوري والأشد تلويثاً للبيئة- من أجل توليد الكهرباء؛ وتعويض نقص الطاقة الناتج عن إغلاق المفاعلات النووية لتستمر عجلة الصناعة كما كانت ولا يتأثر اقتصاد البلاد بذلك الإجراء ([42]). وبالطبع هذا يوثر سلباً على البيئة، ويزيد من نسبة غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي؛ وهو ما يتنافى مع مبادئ الثورة الألمانية في مجال الطاقة. ورغم كل هذه التحديات والصعوبات التي تواجه ثورة الطاقة الألمانية؛ فقد أعد الألمان عدتهم لمواجهة الأمر وإنجاح ثورتهم من خلال عدة استراتيجيات.نذكر منها الاستراتيجية التي اعتمدتها ألمانيا خاصةً لمواجهة نقص الطاقة الناتج عن إغلاق المفاعلات النووية؛ وهي التوسع في بناء مزارع لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح، وزيادة الاعتماد على الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء. حيث قامت ألمانيا ببناء 22 ألف طاحونة هوائية توربينية في شمال البلاد بالقرب على شواطئ بحر الشمال لتوليد الكهرباء واستغلال طاقة الرياح العاتية في تلك المنطقة. بالإضافة إلى هذا شجعت الحكومة الألمانية سكان مدن الجنوب على تركيب ألواح شمسية في بيوتهم لتحويل الطاقة الشمسية لكهرباء يمكنها الاعتماد عليها، كما تدعم الحكومة الألمانية البحث العلمي في مجال أبحاث تطوير الخلايا الشمسية لتصبح أكثر كفاءة وفاعلية وأقل تكلفة. لكن للأسف الأمر ليس بهذه البساطة؛ فأحياناً تشتد الرياح بسواحل بحر الشمال مما يتسبب في إغلاق التوربينات للحفاظ عليها من التلف، ولعدم وجود إمكانية لتصريف الطاقة الزائدة المتولدة حينها. كما أن سطوع الشمس جنوب البلاد ليس دائماً طوال العام مما قد يتسبب في انقطاع الكهرباء أحياناً.
الشكل رقم (1)
تشكل مزارع الرياح أكثر من 40% من مصادر الطاقة المتجددة
لتوليد الكهرباء في ألمانيا عام 2010.
المصدر : الامم المتحدة – ادارة معلومات الطاقة
حيث يتضح من الرسم البياني السابق ان مزارع الرياح في المانيا تشكل نسبة كبيرة ولذلك نجد ان المانيا تعتمد بشكل كبير على توليد الكهرباء من طاقةالرياح حيث ارتفعت معدلات توليد الطاقة بنسبة 40% من طاقة الرياح وذلك عام 2010 ، بينما كان الاعتماد على موارد الطاقة الاخرى بصورة اقل حيث بلغ توليد الكهرباء في عام 2010 اعتمادا على الطاقة المائية 20.3% حيث تاتي في المرتبة التالية بعد طاقة الرياح، وتمثل الخلايا الشمسية نسبة بسيطة من انتاج الطاقة الكهربائية وهي 6.6%.
شكل رقم (2)
اعتمدت ألمانيا على موارد الطاقة المتجددة
بنسبة 17% لتوليد احتياجاتها من الكهرباء عام 2010
المصدر : الامم المتحدة – ادارة معلومات الطاقة
حيث تشير الاحصائيات لحجم اعتماد المانيا على انتاج الكهرباء في عام 2010 على موارد الطاقة المتجددة بنسبة 17% …..وتمثل الطاقة النووية الجزء الاكبر في اعتمادها عليها حيث يمثل 23% ، ويعادله الاعتماد على فحم الليجنيت ايضا بما يساوى 23% ، ثم ياتي بعد ذلك استخدام فحم الصلب بنسبة 18%
الشكل رقم (3)
تطمح ألمانيا بحلول عام 2020 أن تولد 35%
من طاقتها الكهربائية من مصادر متجددة للطاقة.
المصدر : الامم المتحدة – ادارة معلومات الطاقة
مكانة الصناعة الالمانية القائمة على البيئة في الاقتصاد الالمانى والاقتصاد العالمى :([43]) يعيش الاقتصاد الالمانى “معجزته الخضراء ” :الانجاز باشعة الشمس والرياح والماء ، حيث يدر ارباحا خيالية ويحقق ارقام صادرات قياسية ، كما تتحول الصناعة القائمة على البيئة الى ضربة حظ القرن الواحد والعشرين حيث تحتل المانيا مركز الريادة في العالم في هذا المجال ويتوقع ان يصل حجم مبيعات “القطاع الاخضر “ الى بليون يورو في العام 2030 ، وتتعدد المجالات التى تعتبر فيها الشركات الالمانية هي الرائدة على المستوى العالمى ؛اكبر طاقة انتاجية في العالم لتجمعات تعمل بطاقة الرياح ، واحدث تقنيات محطات توليد الطاقة ، فهي المركز الاول عالميا في العديد من اجهزة الاستعمال العالية الفاعلية …وغير ذلك بكثير.
ان التقارير التي تتحدث عن تغيرات المناخ مرعبة حقا وهي تلقي في المانيا اذانا صاخبة منذ زمن طويل ومن هنا تنشا فرصة حقيقية للاقتصاد وليس من المصادفة ان تولى المانيا اهتماما خاصا للعلوم الهندسية كما تهتم اهتماما خاصا بالطبيعة والبيئة ، مع كونها في ذات الوقت المتفوقة في تسجيل براءات الاختراع ، والاكثر تقدما في مجال اعادة الاستخدام وفصل الانواع المختلفة من القمامة والفضلات ، ويتطور قطاع البيئة الى قطاع كبير في الاقتصاد الاالماني ، وهو اليوم المحرك الاساسي في سوق العمل .
الجدول رقم (1) يمثل وضع حجم الاعمال في سنة 2005 وفي سنة 2030 في قطاع تقنيات البيئة بالمقارنة ببناء الالات وصناعة السيارات .
الوحدة ب(المليار يورو)
القطاع بناء الالات صناعة السيارات تقنيات البيئة
2005 170 280 150
2030 290 570 1000
المصدر : من اعداد الباحثين اعتمادا على غيورك ميك ص 4
كما قامت شركة الاستثمارات باستطلاع شمل ما يقرب من 1500 شركة تعمل جميعها في مجال تقنيات البيئة ، وقامت بتحليل الدراسات المختلفة ، والنتيجة المفرحة لهذه الجهود “التقنية الخضراء المصنعة في المانيا “ تسهم في خلق فرص عمل جديدة وفي العام2020 سيكون عدد العاملين في هذا القطاع اكبر من عدد العاملين في قطاع بناء الالات او صناعة السيارات، وعلى الصعيد العالمى فان المانيا تحتل مركز الصدارة ، وهذا حسب ما بينه الجدول رقم (2).
جدول رقم (2) حصة المانيا من الاسواق العالمية في مجالات تقنيات البيئة المختلفة كنسبة مئوية
البيان توليد الطاقة فعالية الطاقة الموارد الطلبيعية وفعالية الموارد اقتصاد الماء المستدام النقل المستدام اقتصاد الدورة الكاملة للقمامة واعادة الاستخدام
% 30 10 5 5 20 25
المصدر : من اعداد الباحثين اعتمادا على غيورك ميك ص 42
مصادر الطاقة المتجددة في المانيا : ([44])
يعد تسليط الضوء على مكانة الصناعة الالمانية القائمة علي البيئة في الاقتصاد الالماني والاقتصاد العالمى ، سيت تناول في مايلي بصفة خااصة مصادر الطاقة المتجددة .
2-1 . الطاقة الشمسية : تمطر السماء في المانيا على مدار العام وتحجت السحب السماء نحو ثلثي ساعات النهار ، غير ان المانيا استطاعت ان تصبح اكبر مولد للطاقة الكهربائية من ضوء الشمس في العالم ، فقد بزغ في المانيا قطاع صناعي جديد واعد للمستقبل هو قطاع صناعة تقنيات الطاقة الشمسية ، وايضا بفضل قانون مصادر الطاقة المتجددة (EEG) يمثل هذا القطاع معدلات نمو هائلة منذ بضع سنوات ، وقد تزايد حجم اعمال التقنيات الشمسية الالمانية خلال سنوات قليلة من حوالى 450 مليون يورو الى ما يقرب من 4.9 مليار يورو ، ووصل عدد العاملين بشكل مباشر او غير مباشر في هذا القطاع الى ما يزيد عن 50000 عامل ،ويزداد باستمرار عدد الاسر الالمانية التي تسعي الي تامين حاجتها من الطاقة عن طريق مجمعات شمسية وخلايا الطاقة الضوئية ، هذا ما تؤكده دراسة اعدت مؤخرا حول استهلاك المنازل الخاصة للطاقة ، قام باعدادها معهد الراين وفيستفاليا لابحاث الاقتصاد RWI في مدينة اسن ومعهد استطلاعات الراى بتكاليف من وزارة الاقتصاد الالمانية ففي سنة 2006 كان هناك في المانيا 800000 مجمع شمسي مركب وجاهز ،ويتم في هذه المجمعات تسخين الماء ،و تامين التدفئه المطلوبة 5% من المنازل الالمانية المسكونة .
2-2. طاقة الرياح : في الربع الاول من عام 2007 حققت طاقة الرياح في المانيا رقما قياسيا حديثا ،فمحطات توليد الكهرباء العاملة بطاقة الرياح والتى تضم 19000 وحدة ساهمت في تغذية الشبكة العامة بمقدار 15 مليارر كيلو واط ساعي من التيار الكهربائي ، وتعادل هذه الكمية نصف ما قامت هذه المحطات بتوليده من طاقة خلال مجمل العام 2006 ورغم من هذا النجاح يعود جزئيا الى كمية الرياح الكبيرة التى شهدها شهر يناير ، فان هذه الاراقام تشكل خير دليل على الدور الكبير لطاقة الرياح في مزيج مصادر الطاقة الحديث في المانيا .
وبفل قانون دعم الاستثمار في مجالات مصادر الطاقة المتجددة (EEG) الذى بدا تطبيقه في سنة 2000 كما اشارنا الى ذلك ؛نمت في المانيا حتي اليوم محطات انتاج الطاقة العاملة بالرياح باستطاعة تصل الي 21000 ميغا واط ، وتعتبر المانيا اكبر سوق في العالم في طاقة الرياح حسب ما يوضحه الجدول رقم (3) .
جدول رقم (3) اهم الدول فى انتاج الطاقة من الرياح عام 2007.
الدول

المانيا

الولايات المتحدة

اسبانيا

الهند

الصين

استطاعة المحطات الاجمالية المركبة (ميغاواط )
22248

16818

151145

8000

6050
المصدر : من اعداد الباحثين اعتمادا على :مارتن اورت ، مرجع سبق ذكره ، ص 45 .
2-3. طاقة الكتلة الحيوية : ([45]) في سنة 2006 تم انتاج كمية من الطاقة الكهربائية تعادل 17 مليار كيلو واط ساعي اعتمادا على الكتلة الحيوية ، منها 10 مليار بالاعتماد على الخشب فقط واكثر من 5 مليار من الغاز الحيوي (البيولوجى) ، وحوالى مليار من زيت النباتات ، وقد بلغت مساهمة الكتلة الحيوية في انتاج الطاقة الكهربائيية من المصادر المختلفة حوالى 3% ومن التطورات المهمة في سنة 2006 كانت زيادة الاعتماد على الغاز العضوى الذى ساهم في توليد طاقة بمقدار4. مليار كيلو واط ساعي مقارنة بكمية 2.8 مليار كيلو واط ساعي في العام الذي سبق.
2-4. الطاقة الجوفية : وصلت حصة المانيا من الطاقة الجوفية في عام 2006 بين مصادر الطاقة غير الضارة بالبيئة 1%فقط ،ولكن بفضل تقنيات الحفر الجديدة ، مثل تلك القائمة في ” دورنهار” يتوقع الخبراء معلات نمو مرتفعة لهذا المصدر من الطاقة ، ايضا هنا في المانيا وعلى بعد 360 كيلو مترا من “دورنهار” شرعت في منطقة “لانداو ” اول محطة عاملة بطاقة جوف الارض بالعمل ودخلت شركة الخدمة وهي تنتج اليوم التدفئة والطاقة الكهربائية في ذات الوقت ،فمنذ اواخر 2007 يتم تزويد 6000 اسرة بالطاقة الكهربائية وحوالى 300 اسرة بطاقة التدفئة ، وذلك دون اية غازات عادمة ، وحسب وزارة البيئة الالمانية يوجد الان خطط جاهزة لبناء حوالى 150 محطة طاقة عاملة بطاقة جوف الارض .
3- عوامل ازدهار الطاقة المتجددة في المانيا :
لاشك في ان ازدهار الطاقة المتجددة في المانيا لم يات من فراغ كما لم يكن من وليد الصدفة ، بل من خلال توافر العديد من العوامل ، ولعل اهمها :
3-1. قانون مصادر الطاقة المتجددة في المانيا : دخل قانون مصادر الطاقة المتجددة (EEG ) حيز التطبيق في الاول من ابريل عام 2000 ، وهو ينظم استخدام ودعم الطاقة الكهربائية المولدة من مصادر الطاقة المتجددة ، ويقوم القانون على ضمان حد ادني من الاسعار يتوجب على الشركة التى تقوم بنقل وتسويق الكهرباء دفعه لمنتج الطاقة الكهربائية ويتم تقسيم التكاليف على القطاع المنزلى والشركات وتتضمن مصادر الطاقة المتجددة : قوة المياه ، وطاقة الرياح ، والطاقة الشمسية ، وطاقة جوف الارض والكتلة الحيوية .
ويهدف القانون الى التصدى للتغيرات المناخية والحد من الاعتماد على الوقود الاحفورى ، ورفع نسبة مساهمة مصادر الطاقة المتجددة حتي عام 2010 الى 12.5% كحد ادنى ،والى 20% في العام 2020 ، ولكن التوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة في المانيا يحقق نمو اكبر من المتوقع ، ففي مجال توليد الكهرباء وصلت مساهمة مصادر الطاقة المتجددة في العام 2006 الى 11.8%وبهذا يمكن في عام 2007 تجاوز الهدف الموضوع اساسا لعام 2010 وقد بين القانون على انه وسيلة ناجحة ومادة مهمة للتصدير([46]) ، حيث تبنت اكثر من 40 دولة حتي الان قوانين مشابهه .كما يعطى القانون حوافز نقدية لمن يقدمون مصادر للطاقة المتجددة .
3-2. الإهتمام بالبحث العلمي في مجال الطاقة المتجددة:
تحتوي مؤسسات التعليم العالي الألمانية اليوم 144 تخصصا حول طاقة الرياح وتقنيات الطاقة الشمسية والطاقة الحيوية، وتتوجه العديد من برامج الماجستير بشكل خاص إلى الدارسين الأجانب لتلبية متطلباتهم و آمالهم. ومن الجامعات والمعاهد المختصة في ميدان الطاقة المتجددة نجد : جامعة ألدنبورغ (الطاقة المتجددة , المعهد العالي التخصصي بوخوم (أنظمة الطاقة الجوفية)، جامعة كاسل (الطاقات المتجددة/فعالية الطاقة. , جامعة مونستر/معهد IRWTHآخن (اقتصاد الطاقة) ، جامعة فرايبورغ(الإدارة البيئية)
تجربة سنغافورة ثانيا :
قبل خمسين عامًا، كانت سنغافورة بلدًا «متخلفًا»، يرزح سكَّانه في فقر مدقع، مع مستويات عالية من البطالة؛ إذ كان يعيش 70% من شعبها في مناطق مزدحمة ضيقة، وبأوضاع غاية في السوء، وكان ثلث شعبها يفترشون الأرض، في أحياء فقيرة، على أطراف المدينة. بلغ معدل البطالة 14%، وكان الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد أقل من 320 دولار أمريكي، وكان نصف السكان من الأميين .
اليوم هي واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم، وقد ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد بنسبة لا تصدق؛ إذ وصل إلى 60 ألف دولار أمريكي، مما يجعلها سادس أكبر معدل للناتج المحلي للفرد في العالم، وفقًا لبيانات وكالة الاستخبارات المركزية، مع معدل للبطالة بلغ 2% فقط. وتمتلك سوقًا حرًا على درجة عالية من التطور والنجاح، وهي واحدة من المراكز التجارية الرائدة في العالم، ومقصد رئيسي للاستثمارات الأجنبية.
هذا من خلال تبني سياسات استخدام الطاقة المتجددة وسياسات منفتحة على الخارج، وتطبيق «رأسمالية السوق الحرة»، والتعليم، وسياسات واقعية صارمة، استطاعت سنغافورة التغلب على عيوبها وتصبح رائدة في التجارة العالمية، مع صغر حجمها الذي يبلغ 719 كم2 ولمعرفة ما قامت به سنغافورة من سياسات استخدام الطاقة المتجددة فلابد من معرفة موقع ومناخ سنغافورة ثم معرفة المشكلات البيئية التي تواجهها وحلولها باستخدام طاقات نظيفة ([47]) .
اولا : موقع سنغافورة
توجد سنغافورة في جنوب شرقي آسيا، عند الطرف الجنوبي من جزيرة الملايو ،ويفصلها عن جزيرة الملايو مضيق جوهور ولايعتبر فاصلاً كبيراً ذلك أن المواصلات البرية والحديدية تربط بين سنغافورة وماليزيا عبره، ولسنغافورة موقع جغرافي فريد عند رأس شبة جزيرة الملايو حيث تشرف على مضيق ملقا الواقع بين الملايو وسومطرة ومن ثم أصبحت أهم المواني التجارية في جنوب شرقي آسيا، لوقوعها على خطوط الملاحة بين حوض البحر الأبيض المتوسط وغربي أوروبا من جهة وبين الشرق الأقصى من جهة أخرى. تتألف جمهورية سنغافورة من جزيرة سنغافورة وبعض الجزر الصغيرة الواقعة في المضايق البحرية المجاورة لها.
أرض سنغافورة منخفضة السطح بوجه عام، إلا أن بعض التلال تنتشر في الشمال الغربي وأعلى قممها لا تتجاوز 177 متراً وتنتشر في الجنوب الشرقي ،وتنحدر من تلالها بعض المجاري الصغيرة نحو الجنوب الشرقي ولا تزال غابات المنجروف تغطي كثيراً من سواحلها، كما تغطي الغابات الاستوائية بعض تلالها. ومناخ سنغافورة استوائي رطب.وأزيلت مساحات كبيرة من غاباتها، وحلت الزراعة محلها وتحولت أرض الجزيرة إلى مزارع علمية واسعة للمطاط وجوز الهند، والفواكه المدارية. وعاصمة البلاد سنغافورة، وتوجد في وسط الساحل الجنوبي، وتضم معظم سكان الجزيرة وهي مدينة صناعية ومحطة تجارية مهمة، والجانب الشرقي أكثر سكاناً من الجانب الغربي.
ثانيا المناخ ([48]) :
من أهم مميزات مناخ سنغافورة درجة حرارة شبه ثابتة طوال السنة نظرا لقربها من خط الاستواء ونسبة رطوبة عالية وتساقطات مطرية وافرة لتعرض الجزيرة للتأثير البحري.ورغم أن البلاد تعرف تساقطات مطرية طوال السنة فإن الأشهر الأكثر مطرا هي التي توافق الجزء الأول من موسم الرياح الموسمية (الموسميات) شمال الشرقية خلال الفترة الممتدة من شهر نوفمبر إلى شهر يناير. أما خلال موسم الموسميات جنوب الغربية الممتدة من شهر مايو إلى شهر سبتمبر، فتضرب الجزيرة زوابع في أول الصباح من حين لاخر .
اهم القضايا البيئية والتي تكون من معوقات التنمية ([49]) :
– توليد الكهرباء من مصادر طاقة ملوثة للبيئة .
-افتقار سنغافورة للمياه العذبة .
-كذلك افتقارها للاراضي يجعل من توفير مكبات النفايات امرا صعبا .
-ومن المشاكل الاخري التلوث الصناعي والدخان الذي يحمل لسنغافورة موسميا من مناطق حرق الغابات باندونيسيا.
-ارتفاع نسبة انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون .
يقوم منهج سنغافورة على ثلاثة مبادىء أساسية في حل القضايا
_التخطيط المتكامل طويل الأجل.
_الإشراف العملي والتركيز على فعالية التكاليف.
_المرونة والحاجة إلى التلاؤم مع التقنيات الجديدة والتغيرات البيئية.
ولقيام سنغافورة بحل هذه القضايا فكان من المفترض عليها تشجيع سنغافورة و تطوير الطاقة المتجددة، مثل استخدام الطاقة الشمسية والرياح.
إلا أن الاستثمار في الطاقة المتجددة لا يكون ناجحاً من دون أن يكون هناك كفاءة في استخدام الطاقة. فتزامنت خطط الاستثمار في الطاقة المتجددة مع تغير حقيقي في توجه الدولة في البناء و الصناعة بحيث تنسجم مع سياسة الاستفادة من المصادر المتجددة. فقد تمت مراعاة التصاميم الهندسية التي تستخدم العوازل و أخذ بعين الاعتبار النشاط الإنساني في داخل تلك المباني حيث يتم استخدام مستشعرات لإطفاء المصابيح و إضاءتها عند الحركة..
يساهم تعزيز كفاءة استخدام الطاقة في استدامة مصادر الطاقة و عدم تعرضها لمخاطر الانقطاع و بالتالي فإنه يساهم في زيادة الناتج المحلي العالمي بنسبة 1.1% و هو ما يعادل 1.3 ترليون دولار. و خلال الفترة من 1990 إلى 2014 بلغ معدل الاستثمار العالمي في مجال كفاءة الطاقة
قرابة 1.5% سنوياً حيث وصل في العام 2013 إلى 130 مليار دولا
وقد قامت سنغافورة بالعديد من المشاريع القائمة علي الطاقة النظيفة والتي تعمل علي وجود حلول للمشكلات الحضارية في سنغافورة وتكون مصاحبة للبيئة ومن اهم هذه المشاريع :-
1-ادارة مياه الشرب والصرف الصحي نيووتر ([50]) :
وهو احدي وحدات معالجة المياه باستخدام تقنيات الاغشية المتقدمة ويطلق علي معالجة المياه في سنغالورة بالذهب الازرق حيث تواجه سنغافورة مشكلة تتمثل في افتقارها إلى إمدادات المياه المأمونة. وهي تسعى لحل هذه المشكلة عن طريق إنشاء محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي. وسنغافورة دولة عصرية تحمل كل سمات التقدم، فهي قبلة المصارف، ولذا تعرف باسم “سويسرا آسيا”، كما أن فيها أكبر عدد من المليونيرات في العالم، فالمناخ الاقتصادي فيها يجذب الاستثمارات الضخمة. وبجانب كل ذلك تمتلك سنغافورة أفضل الأنظمة الصحية والتعليمية في المنطقة، وهي تستفيد كذلك من سمعتها باعتبارها من أنظف مدن العالم وأكثرها أمانا. وينعكس هذا في الهندسة المعمارية في سنغافورة، فالمنازل والبنايات الشاهقة الحديثة والفاخرة تنمو هنا بوتيرة سريعة للغاية.
ولكن هذه الدولة الغنية تفتقر إلى مصدر حيوي للغاية، ألا وهو المياه، حيث تستورد سنغافورة يوميا ملايين اللترات من المياه العذبة عن طريق الأنابيب من ماليزيا المجاورة. وتعتبر هذه الكمية هائلة للغاية، حتى أن منظمة الغذاء العالمية صنفت سنغافورة ضمن “البلدان الفقيرة إلى المياه”، لأنها فقيرة من المياه العذبة، لذا فإن هذه الجزيرة في أمس الحاجة إلى بدائل قريبا ستغطي مياه الصرف الصحي المعاد تدويرها نصف الاحتياجات المائية للبلاد ([51]) .
وفي وحدة المعالجة نيووتر تكون التكنولوجيا المستخدمة هي تكنولوجيا تم ترسيخها مع مرور الوقت، وتتمثل في “تطهير” المياه الملوثة عبر أنظمة التصفية، وبواسطة التناضح العكسي تحت الضغط القوي يتم فصل طبقة الماء عن جزيئات الأوساخ، ويتم تطهيرها مجددا باستخدام الأشعة فوق البنفسجية لأنها تقتل البكتيريا. ما يتبقى هو عبارة عن مياه نقية صالحة للشرب، وهي تفي بالمعايير الموضوعة من قبل منظمة الصحة العالمية..
2-الالواح الشمسية العائمة ([52]) .
الشكل رقم (4)
يوضح استخدام سنغافورة للالواح العائمة لتوليد الطاقة .
المصدر : جريدة الشرق الاوسط .الاربعاء26 اكتوبر 2016 .العدد 13847
تعتمد سنغافورة على الطاقة الشمسية فى استخراج الطاقة وتعتبر الاضخم من نوعها فى العالم فى كونها عائمة على خزانات مياه عزبة.
كما اعلنت السلطات السنغافورية فهي تحتوي على 17 خزان للمياه العزبة ،واللواح الشمسية العائمة ستشكل حل مميز للبلاد لانتاج الطاقة اللازمة .
مجلس التنمية الاقتصادية في سنغافورة (مجلس التنمية الاقتصادية) ومجلس المرافق العامة (PUB) هم وراء هذا المشروع. ومعهد بحوث الطاقة الشمسية في سنغافورة (SERIS) ويشارك ثمانية شركات من الشركات المحلية الصغيرة بحانب الشركات الدولية الكبيرة في هذا المشروع .
كما ان الألواح الشمسية سوف تمنع بعض أشعة الشمس عن بعض المخلوقات التي تعيش في الخزان، ويعمل مراقبين المشروع على التدقيق تأثير المشروع على التنوع البيولوجي فى المياه. سيرون أيضا إذا تؤثر على الألواح نوعية المياه والتبخر. لأن الماء تحت الألواح يمكن أن يتم تبريده، ويذكر ان اللواح قد تكون قادرة على العمل بكفاءة أكبر من تلك التي توضع على أسطح المنازل أو الأرض.
في كلمة وزير البيئة ووزير الموارد المائية:
“نظرا لجغرافيتنا، أنظمة الطاقة الشمسية الضوئية هي التكنولوجيا الرئيسية في جهود سنغافورة للاستفادة من الطاقة المتجددة “قال الالواح العائمة المعتمدة على النظم الكهربائية الضوئية، تلك المثبتة فوق المسطحات المائية لدينا، ستساعدنا على التغلب على قيود الأرض، كما لديها القدرة على الحد من الخسائر التبخر من الخزانات.
3- ربط الكهرباء المستمدة من الطاقة الشمسية بشبكة التغذية الكهربية ([53]) :
أعلنت سنغافورة ربط الكهرباء المستمدة من الطاقة الشمسية بشبكة التغذية الكهربية للمرة الأولى، وذلك في إطار سعي البلاد للحد من الانبعاثات الغازية والاستعداد لتحرير سوق الكهرباء بالكامل
ووفقاً لخطة سنغافورة فإن بمقدور مستهلكي الطاقة الكهربية في مجالي الصناعة والتجارة شراء الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية من ألواح موضوعة على الأسطح تملكها وتقوم بتشغيلها شركة «صن الكتريك» في سنغافورة وهي أول شركة للطاقة الشمسية تحصل على ترخيص بضخ الكهرباء عبر شبكات القوى. ويمكن لملاك العقارات السكنية الاتفاق مع شركة «صن الكتريك» لوضع ألواح شمسية على أن تباع الكهرباء المولدة لشبكات القوى الرئيسة. وتعتزم سنغافورة تحرير سوق الكهرباء بالكامل في النصف الثاني من عام 2018. وزادت قدرة الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية في البلاد من 1.5 ميغاوات العام 2009 إلى 43.8 ميغاوات بحلول نهاية العام 2015 وهي طاقة تكفي لإنارة 14 ألف شقة تتألف كل منها من أربع غرف. وتخطط الحكومة لزيادة القدرة الكهربية إلى 350 ميغاوات بحلول العام 2020 .
4- كما عملت سنغافورة علي تراجع مستوى انبعاث ثاني أكسيد الكربون
فإن الحكومة بسنغافورة كانت واعية منذ فترة طويلة بالمخاطر البيئية. فقد توالت جهود الحكومة منذ 1963 من أجل البيئة والتشجير فتم إنشاء وزارة للبيئة سنة 1972، التي تم دمجها فيما بعد مع قطاع الصحة في وزارة الصحة والبيئة التي استمرت من سنة 1997 إلى سنة 1999 وفي سنة 2004 تم تشكيل وزارة البيئة ومصادر المياه.
شكل ر قم (5 )
المصدر : البنك الدولى :مؤشرات التنمية العالمية مركز تحليل معلومات ثانى اكسيد الكربون ,شعبة العلوم البيئية
فقد تمكنت سنغافورة من خلال ما تقوم به من خفض الانبعاثات الملوثة بنسبة 2% على الرغم من نمو اقتصادها هذا العام بمعدل 5.7%. أي أن نسبة الخفض في كثافة الانبعاثات التي بلغت 48 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون بلغت 30% , و ساهمت سياسة التشجير و حماية الغابات و العناية بها في خفض الانبعاثات حيث بلغت مساهمة الغابات 0.5%.
5- التدابير المتخذة من اجل مكافحة الاحترار العالمي
كانت سنغافورة عضوا في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية، ووقعت بريو دي جانيرو سنة 1992 كما صادقت على بروتوكول كيوتو للاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية في 12 أبريل 2006 التي دخلت حيز التنفيذ في 11 يوليو 2006
لقد اتُخذت عدة تدابير من أجل مكافحة ظاهرة الاحترار العالمي. فقد تم تحديد استعمال العربات الخاصة عبر رفع تكلفة استعمال العربات وفرض رسوم إضافية لتخليص المدن من الازدحام. وفي المقابل، تم تطوير واحد من أفضل أنظمة النقل المتكاملة في العالم مع استعمال مكثف للحافلات والقطارات العمومية تتضمن أيضا النقل من وإلى المناطق المجاورة للبلاد. كما أطلقت برامج تشجير همت وسط جزيرة سنغافورة باتجاه الشمال الغربي وبالأخص في بوكيت باتوك وحول خزانات المياه.
6-محطات تحويل النفايات الي طاقة
هي من احدي الشركات الصديقة للبيئة بالاضافة الي احتوائها الي تقنيات متقمة لمعالجة الفضلات وهي تعمل علي اعادة خلق التوازن بين البيئة والتنمية . حيث يتم تحويل النفايات الصلبة الي حرارة او كهرباء وهي طريقة اقتصادية في التكاليف لاسترداد الطاقة.
ثالثا : الولايات المتحدة الامريكية ( ولاية كاليفورنيا )
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59