عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 05-30-2013, 09:04 PM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,192
29

فعاشوا سادة في كل أرض.....وعشنا في مواطننا عبدا
فيمم هديهم تظفر برُشدٍ.....فليس يضِل من قصد الهلال
أيها الجيل:
أيام عزك مُشْرقات كالضحى.....وعهود مجدك أنجمٌ تتوقّدُ
قد كنت بالقرآن صرحًا شامخا.....وقوى لها فوق الثريا مقعد
فبنيْت بالأخلاق مالم يبنه......بانٍ ولم يك بالحروب يُشيّد
خِدنا المعالي حان حان الموعدُ....اليوم يومك ليس بعد ولا غدُ
ناد المؤذن فانفظنْ عنك الكَرى....واستقبلنْ فجرًا جديدًا يولدُ
لن يُسعد الأجيال من أعمالكم.... إلا سيوف ليس فيه تمرُّدُ
أيها الجيل:
ينبوع زمزم باقٍ في تفجّرِه....ما غار من أثَرِ الأهوال والغِيَرِ
ظل من حوله الينابيع تجري....صافياتٍ وهَمُّه الوحالُ
أيها الجيل:
لا يهولنك عارض ارتفاع التبن، وانخفاض التبر، فالعاقبة للمعدن الحر.
والحر كالدر في الأعناق مكمنه......والتبن يطفو شبيها بالنفايات
قيل للحق أين كنت يوم علا الباطل؟، قال كنت تحته أجتثُّ جذوره.
كذا زبد البحور تراه يعلى....وفي القعْر اليواقيت الحسانُ
أيها الجيل:
العلمَ العلم!
العلم نور والجهالة حلك....ومن يسر فيظلمة الجهل هلك
يستحضر كلٌّ منكم وكأنه يناجيه بمثل ما كتب بديع الزمان لابن أخته، يحثه على العلم ويُهدده إن رغب عنه. يقول: (أنت ولدي مادمت والعلم شانك، والمدرسة مكانك، والقلم أليفك، والدفتر حليفك، فإن قصَّرت وما أخالك، فغيري خالك). العلم روح، والروح إن فُقدت ما تنفع الصورُ، موقوفة عودة العز القديم على أن يعمل المرئ بالآثار والسور.
أيها الجيل:
جميعًا ولا تفرقوا.
إذا افترقت أهواء قوم تشتتوا.....ولم يرجعوا إلا بعارِ التخاذل
أيها الجيل:
لا تأبهن بالجاهل المتعالم.
وتشبَّثن بالحق إن حباله.....طولى ومرساها هداية عاصمِ
فليعلمن بَلْعام أن ثغاءه......مهما ثغى سيعود أحرف راقِمِ
الزم طريق الهدى وإن قل السالكون، واحذر طريق الظلالة ولا تغتر بكثرة المفتونين، (ما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين). لست وحدك في الطريق، أنت في طريق سلكه الأنبياء والصالحون، فاثبت عليه لتسعد بصحبتهم في عِلّيين، واستمر في مقامة الباطل مستعينًا برب العالمي،ز
ثبت أساسك لا تترك فيه خللا....البيت يسقط إن لم تثبت الطُّنُب
وإذا الفتنة شالت بالذنب.....أسْمَِعن من كان فيها ذا خبب
إن ماء البحر غَيْرُ النهر.....ليس للعلقم في أفواهنا نكهة الشد وبرد الكوثرِ
لن تُحجب الشمس بالغربال فانزجروا.....يا من تريدون دسَّ السم في الدسمِ
كم رام شِرعتنا من قبل ذو صَلَفٍ....ما كان يفرق بين الصقر والرخَمِ
وعاد بالخزي مصفوعًا على الصممِ
فهذا الحق ليس به خفاء.....فدعني من بنيات الطريقِ
أيها الجيل:
إذا صَرْصرَ البازي فلا ديك يصرَخُ....ولا فاخت في أيكه يترنَّمُ
يُحكى أن ديكا صحب كلبا يوما ما، فلما جن عليهم الليل عند شجرة، صعد الديك ليبيت في أعلاها، وبات الكلب عند جذعها، فلما كان الفجر صفق الديك بجناحيه كعادته وصاح، فسمعه الثعلب فأقبل سريعا فرأى الديك فوق الشجرة، فقام يهذي بروقية العقرب أن انزل لنصلِّيَ جماعة-وهو إلى ***** أقرب-، قال الديك: نعم! وإلى أن أنزل، نبه الإمام هاهو ذا خلف جذع الشجرة، فنظر الثعلب فإذا كلب كاسر، فولَّى كأمس الدابر، أجبن من صافر، وأوثب من طامر بن طامر، فقال الديك: ارجع! بلا يفوتنك أجر الصلاة في الجماعة. قال: لقد انتقض وضوئي وسأذهب لأتوضأ.
وعاد من حيث بدا، فقهقه الديك وحدى:
تعدوا الثعالي على من لا كلاب له.....وتتقي صولة المسأسد الضاري
لا يُفْهم العالم غير القوة.
كثرت لغات العالمين وهذه......أوفى بيانًا في اللسان وفي الفمِ
هاهم أعداء الله يُحاصرون في غزة إخواننا، ويَعيثون بقدسنا، ومن مكَّن لهم فيها يرون أن أسر جُندي صهيوني في ميدان المعركة جريمة حرب، ولا يرون في قتل آلاف المدنيين، واسخدام الفسفور لإبادتهم جريمة تُذكر، إنهم عُمْيٌ عن الإنصاف صم، أفيُنتظر حلّ أو عون منهم.
وطالب العون منهم عند شِدّته.....كطالب الثلج من إبليس في سقرِ
إنه عالم شاذ، فاسق الذوق، يولول ويصيح، ويتظاهر بالرحمة والشفقة لموت كلب أو كلبة، ولا يأبه لملايين تموت بسلاحه، ولا غرابة، فكل جنس يرحم أبناء جِنسه، ولكن:
ومن هان يومًا على نفسه.....يكون على غيره أهونا
عدونا لا يؤمن إلا بالقوة، وأمتنا في مجموعها قوة، والاجتماع على التمسك بعرى الدين رأس القوة، والدين يدعو لادخار القوة: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة). كل مُشكلة بين الذئب والخروف، لا يكون حلُّها إلا من لحم الخروف، وإذا عُرِف الذيب، وجب أن نعد له العصى، والحرية والحقوق لا تُستجدى.
وما أُخذ اغتصابًا لن يعود إلا غلابًا....وما عدا ذاك لا يزيدنا إلا وهنًا
ليس إلا الجهاد طِبًّا لصهيون، فطغيانهم تمادى وزادِ، أفلس المنطق السليم مع القوم وبات الكلام لغوًا مُعادًا، وإذا لم يكن من الحرب بُدّ فمن الحزم أن نُعِدّ العتاد، ومن لم يكن أسدًا في العرين، تداعت ظباع على أكلهِ.
أيها الجيل:
هات يا شمُّ فِعالاً كالجمانِ....نحن توْق للفعالِ الحِسان
العمل للدين مسئولية جميع الموحدين، ليس في ميدان الصراع مع الأعداء مقاعد للمتفرجين، كلّ عليه أن يبذل الطاقة، ويَعْقل الناقة، من الحراب إلى المِحراب، ذو القلم بقلمه وحاله:
لا خير في الأقلام إن.....أضحت حُلِيّا كالأساور
ولي قلم في أنملي إن هززته.....فما ضرني أن لا أهز المهندا
وذو اللسان بلسانه وإن عجز فبسنانه.
فأن لا أكن فيكم خطيبا فإنني.....بسيفي إذا جد الوغى لخطيب
وذو المال بماله وحاله:
إن لم أجُرَّ بها الخميس فطالما.....جهّزت فيها بالنوال خميسًا
ترك الإنفاق في سبيل الله سماه الله تهلكة، (وأنفقوا في سبيل الله ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة)
وما بالتمني تُنال المنى....ولا بالترجِّي تُنال العلا
من يطلب العز لا يبخل بموجود....بل يقطع البيد بعد البيد للبيد
أيها الجيل:
النصر بالدين والمبادئ، والطاعة لله رب العالمين، ما نُقاتل الناس بعدد ولا عُدة، وإنما نُقاتلهم بهذا الدين. لما قيل لنور الدين الشهيد: (لا تخاطر بنفسك، إن قُتلت ذهب الدين) قال: (هذه إساءة أدب مع الله، من حفظ الدين قبل نور الدين).
هو الدين مهما طغى باطل.....له النصر يومَ النزال الأخير
أيها الجيل:
قُبْحًا لمن نبذ الكتاب وراءه.....وإذا استدل يقول قال الأخطلُ
ديننا الوضاء ثارت حوله، غُبرة من شبهات المبطلين، من يدِ ترميه في في وضح الضحى، ويدِ ترميه من خلف الدجون. الغارات شعواء، شُبهات وأهواء، ما لها إلا العلماء، يا أيها العظماء يا علماءنا، رصدًا لحركة الثائرين على الدين، وصرعًا لباطلهم بالحق المبين، في حبل الوتين.
هزوا من كهفها ورقيمها.....أنتم لعمر الله أعصابُ القُرى
أي مُلاَّحَ السفينة في العواصف العاتية، العاصفُ عارض، والسلامة أصل، والأصلا لا يعتد بالعارض، أنتم ربانها والناس في ليل جهل وضلال ومجون.
فإن غاب مُلاّح السفينة وارتمت......بها الريح يوما دَبَّرْتها الضفادعُ
ومن بات ضيْفًا بالضفادع نازلاً.....فإكرامه منهن بالطين أو بالماء
أيها الجيل:
من خان أول منعم عليه لن يفِيَ للأصحاب.
ضارع الأبرار بعمل التوَّاب الأواب.....فالفعل لمضارعته الإسم فاز بالإعراب
(واصبرنفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي) وانظر لنفسك من تُصاحب يا أبيّ. ليس الصحيح دواءه كالأجربِ، الصحبة رقّ، فالتكن لذي خلق ودين وصدق، وإياك أن تكون لعصبة النزق والحمق.
فإنها بحق زمرة الشيطان سبط الخِنْزَبِ....بها من كان داعيا أصبح شيخ الطرب
كذالك الأصحاب إما ريح عود طيِّبِ....وقد يكون الصحب سُمّا مثلَ سُمِّ العقربِ
تجنبوا أصحاب سوءٍ واسمعوا نُصح النبي، صلى عليه ربنا ما عاش شيخ وصبي
ربِّ نشأَ اليوم تبعثه غدا....إن لليل وإن طال لفجرًا
محفلُ الأجيال مُحتاج لصوتك، فبالوحي أشعل طُورك، ونادِ مسمعا كما نادى إقبال قبلك:
أين يا رباه في الدنيا النديم.....نخل سيْناء أنا أين الكليم
أنت الطهور على الأدران فانْدَفِقِ...أشرق ومزِّق ظلام الليل واتلقِ
وكن بلبلاً لا يعافُ النشيد....إذا ما ظمِئْتَ وإن ما استقيت
أبن عن ما بصدرك لا تدعه....غِناءً أو أنينًا أو عويلاً
وحذاري من تَحوُّل نغمتك إلى هدم فتكون دعيًّا، فشتان بين بكاء ثكلى ونائحة مستأجرة عَقْرى.
وإن كان هذا الدمع يجري صَبابةً.....على غير ليلى فهو دمع مُضيَّعُ
--------------------------------------------
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59