كوب قهوة على الحائط
 كوب قهوة على الحائط :
دخل رجل لمقهى في البندقيه بإيطاليا،، وطلب كوباً من القهوه وقطعة كيك
وتنقل بينهما ما بين مرتشف وقاضمٍ متأملاً في الهدوء الذي عج به المكان فلا يقطعه إلا قرع الجرس المعلق على الباب وهو يُعلن عن دخول أحدهم أو خروج إحداهن
ومع وصوله لنصف كوب القهوه،، دخل أحدهم للمكان وسحب مقعداً بجوار طاولته فسارعه الموظف بعد قليل من جلوسه
فقال له الزبون
لو سمحت،، أحضر لي كوباً من القهوه،، وكوباً آخر على الحائط
اندهش الرجل من طلبه،، وتساءل بينه وبين نفسه عن قصده ب (كوب قهوه على الحائط)،،
ولم يجد غير الإنتظار والترقب لهذا المشهد
وبعد لحظات جاء الموظف وفي يده كوب قهوه واحد فقط ،، قدمه للزبون ،، ثم أخرج ورقة صغيره وكتب عليها (كوب قهوه) وتحرك نحو الحائط وألصقها عليه وانصرف تاركاً على رأس الرجل صف من علامات الاستفهام والتعجب .
بعدها بدقائق معدوده دخل ثلاثه وكرروا ذات المشهد بأن طلبوا ثلاثة أكواب قهوه وزادوا عليها بكوبين على الحائط،،
فلم يكن من الموظف إلا أن أحضر لهم الثلاثة أكواب،،
ومن ثم ألصق ورقتين على ذات الحائط بعد أن كتب على كل واحده عبارة (كوب قهوه)،،
أحس وقتها برغبه عارمه في الصراخ بكل أسئلة الاستفسار،،
إلا أنه تذكر أنه في قارة (كل في حاله) وليس في بلد تتساوى فيه عبارتي (السلام عليكم) و (إيش الحال) في طرحها على الآخر،
وما هي إلا دقائق حتى دخل زبون آخر رث الملبس إلى حدٍ ما،، فجلس بالجوار فأتاه الموظف
فقال له الزبون بهدوء : كوب قهوه من على الحائط.
فذهب الموظف ومن ثم عاد بكوب قهوه ووضعه على طاولة الزبون،، ومن ثم اتجه صوب الحائط وانتزع إحدى الأوراق الملصقه عليه،،
وهنا !!!!!!!!!!!!!!!!
أعتقد أن الفكره قد وصلت بوضوح ،
إنه التكافل الإجتماعي يا ساده وبطريقه جداً مهذبه ومحترمه ومكتظه بالذوق،،
طريقه تضمن لمن ليس لديه ثمن كوب قهوه من الفقراء أن يطلبها دون حرجٍ وبهدوء لا يخدش كبرياءه ولا يبعثر كرامته،،
وفي الوقت ذاته تعطي للمقتدر فرصة التصدق بثمن كوب قهوه دون التأثر ببؤس نظرات الفقير والمحتاج،،
فكم من حائط في مطاعمنا ومقاصف مدارسنا في حاجه لتفعيل هذه الفكره الرائعه ذات الجوهر الإسلامي العتيق والحلول الأوروبيه
__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل "
|