الاغتراب اللغوي في المغرب العربي*
ــــــــــــــــــ

21 / 8 / 1436 هــ
8 / 6 / 2015 م
ـــــــــــ




يقول الشيخ محمد على فركوس أحد دعاة الجزائر: "ولا يَزال الاستعمارُ الفكريُّ ـ وعلى رَأْسِه فرنسا ـ يُحاوِلُ جاهدًا ـ بيدِ أبناءِ الوطنِ - هَدْمَ اللغةِ العربيةِ وإضعافَها في نفوسهم، وهو ما يُلاحَظُ ـ عيانًا ـ مجسَّدًا في تَراجُعِ اللغةِ العربيةِ في ميادينَ شتَّى، وذلك إمَّا بإحلالِ الفرنسيةِ أو اللغاتِ الأجنبيةِ مَحَلَّها، سواءٌ في خطاباتِ الناسِ والمسؤولين خاصَّةً، أو في واجهات المَحَلَّات، وإمَّا بالدعوة إلى استخدام اللهجات العامِّية الدارجةِ لغةً للتخاطب على القنوات الإذاعية العربية الرسميةِ وغيرِها مِن المجالات، بل أَصْبَحَتِ اللغةُ العامِّيةُ الدارجةُ لغةً للتأليف والكتابة، وإمَّا بالدعوة إلى كتابتها بالحروف اللاتينية".

هذا بالضبط ما تعاني منه الأمة الإسلامية الآن، غياب الثقافة اللغوية العربية عن كثير من أفرادها، خاصة في المغرب العربي الذي يعاني من ترسخ اللغة الفرنسية في خطابهم العامي اليومي.

وفي موقف مستغرب رفض وزير التعليم المغربي رشيد بن المختار الحديث لقناة فرنسية باللغة العربية لأنه "لا يتقنها"، رغم أنها اللغة الرسمية للبلاد.

فيما أثارت وزيرة البيئة المغربية حكيمة الحيطى انتقادات بعد تصريحها في مؤتمر وطني باللغة الفرنسية، أثناء الرد على أحد الصحافيين: "أن الحديث باللغة العربية يصيبها بالحمى".

الأمر الذي دعا رئيس الائتلاف المغربى من أجل اللغة العربية فؤاد أبو على إلى انتقاد تصريحات الوزيرين ووصفهما أنه "مساس بهوية المغاربة ولغتهم الرسمية"، مطالبا بمحاسبتهما تشريعيا وقانونيا.

ويوجد جدل في المغرب حول هذه المسألة منذ سنوات بين المدافعين عن العربية باعتبارها لغة الدستور، والتيار الفرنكفونى الذي يطالب باعتماد العامية كلغة أساسية.

"التيار الفرنكفونى": مذهب أيدلوجي فرنسي بحت يهدف إلى تخليد قيم فرنسا الأم وتوحيد لغتها مع جميع مستعمراتها القديمة.

والسؤال الآن هل علينا أن نستسلم لهذا التغول ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
*}التأصيل للدراسات}
ـــــــــــــ