تفسير سورة المؤمنون
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
مكية
ـــــــــــ
أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ( 115 ) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ( 116 ) .
أي: ( أَفَحَسِبْتُمْ ) أيها الخلق ( أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ) أي: سدى وباطلا تأكلون وتشربون وتمرحون، وتتمتعون بلذات الدنيا، ونترككم لا نأمركم، و [ لا ] ننهاكم ولا نثيبكم، ولا نعاقبكم؟ ولهذا قال: ( وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ) لا يخطر هذا ببالكم ، ( فَتَعَالَى اللَّهُ ) أي: تعاظم وانتفع عن هذا الظن الباطل، الذي يرجع إلى القدح في حكمته. ( الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ) فكونه ملكا للخلق كلهم حقا، في صدقه، ووعده، ووعيده، مألوها معبودا، لما له من الكمال ( رَبُّ الْعَرْشِ الكريم ) فما دونه من باب أولى، يمنع أن يخلقكم عبثا.
----------------------------------------
|